عَنزَة ولو طارت
هذا ما سيقوله أولو العناد الذين تأبى عليهم غَطرسَتُهم أن يُذعِنوا لِلحُجَج والبراهين والأدلة. سوف يتمسَّكون، كما تَمسَّكوا بالأمس، بأبياتٍ قالها المعري تَقِيَّة — والتقِيَّة مُوصًى بها في المَذهَب الفاطمي.
فيا أصدقائي!
إذا لم تَشَاءوا أن يكون المعري فاطميًّا قلنا لكم إن الفاطميِّين عَلائيُّون؛ فشيخ المعرة لم يَقُلِ الشعر حبًّا بالنظم، كما ظننتم، ولكنه يُؤيِّد مَذهبًا، ويضع أُصولَ طريقةٍ في شعره، وهو أَبعدُ أثرًا في الحِكمة والدِّين منه في الشعر والأدب.
وقبلُ وبعدُ فلستُ أَزعُم، أيها القارئ، إلا أَنَّني سلَّمتُك مصباحًا يُضيء سَبيلَك إلى دَهَاليزِ هذا الأعمى البصير.
غفَر الله لنا وله.