عمار البيت
قول يا افندم، ما صار الغروب إلا ووصلنا عالضيعة، ورجعت بعدها متل الأول عالدوارة لأنه شغل عمل ما فيه، وشوف اللي بيكون داير من غير شغل كيف بتكون حالته؟ ومن كتر زعلي صارت تعن عا بالي العروس اللي تشرَّطوا عليَّ أهلها على عمار البيت، ودبِّت لك فيِّي النخوة وقُلت بفكري: ما زال المانع الوحيد عن الزيجة عدم عمار البيت عمِّر يا صبي وشو ما صار يصير، يتزرَّق غدي الموت، وحالًا لا شَور ولا دستور، قاولت عالحجار والكلس والخشاب وكافة اللوازم، وما مضت مدة إلا وتحضَّر كل شي، ونبشنا محقان للكلس حد دُوَّارة جارنا بو موسى وصوَّلنا الكلس، وبلَّشت الفعالة تنبش الأساس والمعلمين ابتدوا بالعمار، ولما شفت العمار عالي عن سطح الأرض قدر متر قلت: عمَل لك يا صبي زيارة صوب بيت العروس وخم المسألة تا تشوف شو بيظهر منهم من بعد ما تبليشنا بالعمار.
– قول يا افندم، تمشيت هوني ليلة ودخلت: الله يمسِّيكم بالخير.
– يسعد مساكم، تفضل.
– وصلنا للفضل.
قعدت أكتر من ساعتين، ما كنت شوف البنت، صرت ناطر، هلَّق بتبيَّن، لقيت لك ما في نتيجة. صرت طُق حنك أنا وبيَّها لشوف إذا كان بيذكر شي عن العمار، أبدًا، إن كنت أنت من هون جبت لي سيرة هو جاب لي سيرة. نهايته: قمت مسَّيت وتمشَّيت وأفكار تاخدني وتجيبني من هالبرود اللي حصل! أخيره قلت بفكري: لا تزورهم قبل ما يعلى العمار. وما مضى شهر زمان إلا وقايسنا زوايا البواب والشبابيك، والناس تروح وتجي: «عوافي، عوافي.» وكل واحد يعمل رأي والعمل قايم، شو بدِّي أحكي لك؟ هدا بيعيِّط: كلس يا ولد! وهدا حجار، وهدا بغرين، وهدا شحف، والزيطة قايمة. وأنا عيِّط: صح بدن المعلمين! يا الله سلم هالديَّات. قال تا نشُّطهم يعني.