يا خيبة آمال فنيانوس
بعده قلت: روح يا صبي تا تشوف شو جد. الخلاصة: رحت ودخلت: ليلتكم سعيدة.
– أهلًا وسهلًا، تفضَّل.
– تفضلت. ولكن متل الخطرة الماضية، لا شفت بنت ولا من يبنِّتون. شوي سمعت صهجة ضحك من جُوَّا البيت، قوام لعب الفار بعبِّي وقلت: المسألة فيها ما فيها. حالًا طلعت برَّا وبوجِّي لعند الخوري توما: بارخمور.
– بارخمور.
– قبَّلنا الأيادي، يا محترم، مبيَّن سلتنا طلعت فاضية من عند الجماعة؛ رحنا الليلة لهونيك لقيت لك طقش وفقش وصهج ومهج والقيامة قايمة، كأنه في شي عريس جديد!
قال: لحد هلَّق بعد ما عرفت إن سركيس ابن روكز بدُّه يتزوج البنت عالمرفع؟
قلت الُّه: كيف هالمسألة؟ نحن ما أخذنا قول منهم عن يدَّك إنه بعد ما نعمِّر منتكلَّل؟
قال: بيظهر يا ابني، ما لهم خاطر من أول الأمر، ومسألة البيت عملوها حَدْفة. وكمان أنت تعوَّقت بالعمار.
قلت الُّه: هيك لكان؟ الله لا يرحم قرامي جدهن العتيق، عملوها بهالدقن. ما بيسايل، الله بيفرجها! مسيناك يا بونا.
– يسعد مساك.
– وبوجِّي عالبيت لعند عمتي، خبرتها بالمسألة حرف بحرف، وعينك تشوفها.
ومين بعد بيقدر يهدِّيها؟ قامت لك من طيز الضو واستعدت للوصف، وانسحبت متل النمس وراحت عا بيت الجماعة وبلَّشِتْ: يا اللي طول عمركن شحَّادين! يا اللي بتناموا تلات ليالي من غير عشا! يا اللي بتطبخوا عالشمس! يا اللي ما بتشمُّوا ريحة اللحم إلَّا من السنة للسنة! يا حلكُن، يا ترككُن، يا صفتكُن، يا نعتكُن! ما زال ما بدكن تعطوا البنت لفنيانوس ليش بتقولوا عمِّر البيت ونحن منعطيك؟ خلَّيتوه يتكلف ويصرف مصريَّاته. ما بتعرفوا إن صرمايته بتسوى ألف بنت متل بنتكن؟ هدا اللي عُمركن ما بتشوفوا متله، الشب العيُّوق اللي قيمته ما بتنقص عن خمسين رطل مزنَّدة، واللي بياكل عا وقعته عشرين محشاية، واللي بيشرب رطل عرق عا فرد قعدة! وبألف جهد تا قدرنا رجَّعناها عالبيت، راحت تا توصفهن كانت تبَهْدلني، قال باكُل عا وقعتي عشرين محشاية! يعني قضت غرض الزبونة!