القن! القن!
أخيره: أنا لمَّن شفت مسألة الزواج متصعَّبة بهالمقدار: قلت: ريِّح فكرك يا صبي بوقت الحاضر وكفِّي عمار البيت وبعده بيدبِّرها الله، وفضلت المعلمين تشتغل، وبلَّشت عمتي تجي توقف عا إيديهن ساعة تقول لهم: هالحجر بدُّه شحفة، وهدا بده بغرينة، وهدا ما بيسوى زاوية، وهالحجر بده شطف من رأسه، حتى ضجروا الشغِّيلة وعافوا دينهم. وشوي ما شفت لك ياها إلا وصرخَت عا مدا صوتها: القن! مبيَّن موش عاملين قن! قلت الَّها: يا عمتي شو القن؟ هلَّق بعد بيعملوا قنان؟ هالحكي كان عا أيام بواريد بو فتيل! يا لطيف، وقامت فعطت فيي صوت طوَّشتني وقالت: البيت بيكون من غير قن ويوك وطاقة للبسينة؟ قلت لها: مبيَّن كنا بواحد وصرنا بتلاتة. كنا بالقن، صرنا باليوك، وطاقة البسينة. وصرت أحكي معها برواق وقول لها: يا روحي، ريتك تقبريني، هالموضة بطلت وما بقى دارج لا اليوك ولا القن، حاجة حكي، قنقنتي قلبي! وكاعمتي بيكفيني مصابي. قالت: أبدًا، القن واليوك قبل كل شي، وإلَّا يا أنا يا أنت بهالضيعة. وحرَّجت المحترق ديبها ووقفَت بالسهلة. وحياتك بها القوة بدِّها القن واليوك والطاقة، ساعتها صارت مرايري تغلي، وأنا من غير شي روحي طالعة منها كل هالمدة؛ لأنها دوَّقتني المر تا يحلى، ولمَّن بشوف لك هالشغيلة مقبعة معهم منها أتظنطر كلني سوا، وهي كل مالها تزيد بالعياط وتقول: يه، يه، يه! فنيانوس بده يعمل عالموضة! عُمركن سمعتوا يا ناس بيت من غير قُن ومن غير يوك ومن غير طاقة للبسينة؟! منين بدها تطلع تقضي غرض الليل؟ ما حدا بزمانه قال إن البيت بيكون من غير قن ويوك!