اعتراف عمة فنيانوس
ولكن بعلمك كان فجور ونبط قوي، تغيَّرت الأحوال وصارت متل غنمة القرعا، وصرت أنا راضيها وأجبر بخاطرها واستغفر منها، وهي كمان يا حرام الشوم صارت ندمانة على الدعاوي اللي دعيتُن عليَّ، وكل يوم تقول لي: عيِّط لي للخوري توما، بدِّي أعترف! روح أنا عيِّط لها للبونا، يجي، تركع هي تحت إيده وتبلِّش بالاعتراف، وبزماني كله ما شفت متل هالاعتراف! صوتها واصل لبرا، تقول له للخوري: دَخْلَك وكابونا توما، تاري بيصير له شي هالصبي من دعاويي؟ ريتني تحت الأرض انشالله! يقول لها هو: لا، الله غفور لا تخافي! عطاها الحلة وقام. وتاني يوم بالمتل، تقول لي: عيِّط لي للخوري، بدِّي أعترف. قول لها أنا: شو عملتي بهالليل؟ سرقتي؟ قتلتي قتيل؟ خلَّيتي القن من غير سدادة؟ وقَّعتي المحدلة عن السطح؟ بدِّي أعرف شو عملتي تا بدِّك تعترفي؟ مبارح اعترفتي. تقول لي: آه يا فنيانوس، خطيِّتي عظيمة، بدِّي أعترف. أخيرًا لمَّن شوفها أنا هيك؛ روح أنا عيِّط له وقول له: عمتي بدها تعترف، قال خطيتها عظيمة. يقول لي: بدَّك للصحيح؟ هَي عمتك خرَّفت، كل يوم رايح جايي، لوين؟ لعند أم سكحا، منين جايي؟ من عند أم سكحا. قول جينا سوا ودخلنا لعندها، ركعت وقالت فعل الندامة، وأول كلمة قالتها: آه يا بونا توما، خطيتي عظيمة. قال لها: فهمنا إنها خطيِّتك عظيمة، طحلتينا وانتي تقولي خطيِّتي عظيمة. إن كان في شي غير الخطية العظيمة قوليه. تقول له: تاري الله بيسمع دعاويي وتغضَّبي على هالصبي فنيانوس؟ يقول لها هو: لاه، لاه ما قلنا لك لاه، عليَّ إن صابُه شي، أنا بضمنه، بس انتي صلي منشانه ولا تخافي. تقول له هي: وكيف لكان؟ كل يوم بصلي مسبحتين لبيلاطوس البنطي منشانه. التفت ليي الخوري وقال: سامع عمتكمن تصلي لبيلاطوس من أجلك. وقام محموق، صارت تقول له هي: الحلَّة. وأنا أقول له: يا بونا، حلَّها دخل جريك. ما كان يلتفت.
– الحق معه يا فنيانوس. والله لو كنت أنا مطرحه كنت حلِّيتها بفرد ضربة.
– ومن بعد ما راح الخوري قلت الها: يا عمتي، من زمان بتصلي لبيلاطوس؟ قالت: من وقت اللي تزوَّجت. قلت الها: من هيك اللي توفقتي بزاجتك. يفضح حريشك! ما بتعرفي إن بيلاطوس هدا اللي صلب المسيح؟ قالت: حاج تكفر! هدا مذكور عنه في نومن، ما سمعت مطرح اللي بيقول: نقبر وقام على عهد بيلاطوس البنطي؟ قلت لها: صحيح، صحيح، الحق معك. ضَلِّلي صلِّي! ريتني أنقبر تا أستريح منك.
– مصلحة هي اللي ذكر عنها الهلال يا فنيانوس؟
– هي بعينها.
– يخرب ذوقك على هالعمة اللاهوتية!