توتت بو موسى
نهايته يا افندم تا نكفِّي لك: ومن بعد ما هديت الأمور هيك واسترحت شوية، نبزت لها نبزة ما كانت عالبال ولا عالخاطر، هدا لمَّن نبشنا محقان الكلس حد دوارة جارنا بو موسى وصوَّلنا الكلسات، تاري لك لحق الكلس شلوش نصبة توت من توتاته ويبست، ولمَّن شاف حضرته النصبة يابسة جاني بهيئة، يا لطيف، وبلَّش من بعيد: فنيانوس، يا فنيانوس! عرف مع مين واقع، موش كل اللحوم بتتَّاكل! أنا: يا غافل لك الله. قلت الُّه: شو السيرة؟ قال: كمان بتقول شو السيرة؟ يبَّست لي نصبة التوت اللي حد مصول الكلس! قلت الُّه: منيح، يا عمي شوف قدَّيْش بتريد حقها؟ قال: شوه؟ هذه ساقيها من دمَّاتي، والله والله براس كليب ما بقبل. وصار يفجُر ويكبِّر بكلامه، التكيت منه أنا وصِرت قول بفكري: بتطرد الشيطان يا صبي وبتسكت، ولَّا بتعمل لك شي خبصة توصل خبارها لآخر الدنيا؟ صرت روِّق معه في الحديث ما كان يسكت. أخيرًا كبست الُّه من كعب الدست، كبرت المسألة، وصار هو يهُّد وأنا قُد، أخيرًا راح اشتكى للمدير، وتاني يوم جاني طلب، رحنا: أمُر يا سيدنا المير. قال: بو موسى مدِّعي عليك أنك يبَّست الُّه التوتة قصدًا. قلت الُّه: الله يطول عمر أفندينا، أنا لَنِّي قاصد ولَنِّي متعمد، المسألة صارت بدون قصد، وبعد كل ذلك عرضت عليه حقَّها، ما قبل، وصار يكبر بكلامه ويهينني. قال: عنده شهادات عليك بأنك متقصد بعملك. أنا ساعتها فار دمي لأني ما فيي طيق الزور، قمت صرت فلِّت بالحكي وقول: شو هدا يا هو؟ شو هالحكم اللي صاير كله مرامات؟ رجَّال متل بو موسى خرفان بدهن ينفدوا له مراماته ويخربوا بيتي! منشان توتة! ما بقى في عدل ولا دمَّة ولا دين بهالكون! يا محلى بلاد الغربة! منشان نصبة توت ما بتسوا قرش بدهن يجرُّونا عالمحاكم! لمَّن سمع كلامي عمك المدير صار يبلع بريقه؛ لأنه عمره ما سمع متله من وقت اللي خلق، وغير كلمة سيدنا وأفندينا وعبد سعادتكم ما كان يسمع. كبرت المسألة معه، وحالًا طلع مضبطة وقال إني هِنته وهِنت الحكومة والمتصرف، وكبَّر المسألة قد ما بيريد، وما مضى يومين إلا وجاني الطلب من بتدِّين رأسًا. قلت: وا لو! من بتدين الطلب! قوام وصَّلوه لبتدِّين! أنا كنت مفكِّر بتنقضي المسألة عند القايمقام، وشوف وَين بتدِّين ووين كفر شلَّح. هدِّي، كان بتهدِّي يا فنيانوس، والمسألة ما منها مهرب. «حاكمك وربك؟»
– الله يخليك يا فنيانوس، لا بقى تلفظ هاللفظة تاني خطرة قدامي لأني بتظنطر منها. شو حاكمك وربك؟