ندب النسوان وفنيانوس لأم سكحا ودفن المرحومة
واللي زادني بكي وعياط ندب النسوان، كان في هوني واحدة صوتها طيِّب وبلَّشتْ: وينك رايحة يا لابسة الموضة، ووينك رايحة واليوم ممروضة! شوية إجت الرجال وطلَّعوني لبرَّا، واجتمعت أهل الضيعة تا تاخد بخاطري، واسطفِّتْ هالعالم وقوقزوا عالحجار قدام البيت، والعادة كل ساعتين تلاتة بيقوموا أهل الميِّت بيعدِّدوه، قمت أنا وصِرت أتلوَّى، وقام كام واحد معي، ووصلت لقدَّام عمِّتي وبلَّشت: يا أم سكحة العت ويا مَوتة الست ويا عمتي! يا دِلِّي من بعدك يا عمتي! مين بدُّه يجلي لي الصحون من بعدك يا روحي؟! مين بعد بيشيل لي الوتَّاب من بعدك يا خيتي؟! مين بعد بده يسد لي القن من بعدك يا عمِّتي؟! والخلاصة من هالتعديد المهم، قول أخدوني لبرَّا مهدِّييني على الجنبين، وأنا أرتمي كلني سوا على هالناس وهن يسندوني تا بكَّيت الصخور.
ما إجا العصر إلَّا واستعدُّوا الناس للدفن، وجات الخوارنة والقُسُس، وجابوا النعش وحطُّوها فيه ومشينا، وإجوا الشباب حملوها عالراحات، ما مشيوا شوي إلا وصاروا يطحَّلوا: عمِّي! ليش تقيل النعش؟ أم سكحا موش ناصحة! يمشوا شوي ويقصِّروا، احتارت العالم بها الأمر! قول بعد الجهد الجهيد وصلنا عالمقبرة، نزَّلوا النعش وفتحوه، وكانوا يلاقوا أربع خمس حجار من الجحار الكبار اللي ما بينقص الواحد عن العشرين رطل، مين حط الحجار، ما مين؟ صارت الشباب تشقِّع وتسب مدري أيَّا ابن قديسة عمل هالعملة، ولولا ما تدخل الخوارنة بالنُّص كانت علقت منيح. الله يرحمها، بحياتها وبمماتها بتعلِّق الخبيط. قول يا أفندم دفنوها ورجع كل من عا بيته، وإجوا الخوارنة شالوا البخور، وحياتك الباقية! وانتهت الحوادث بموتتها؛ لإن الناس دخلت بيني وبين بو موسى ونهوا الخلاف اللي بيننا.
– صح الباقي، شو ورَّتت لك المرحومة؟
– الله لا يكسر حدا. ورَّتت بابوج جديد بعده ما تغبَّر، وكارة اللي بيخبزوا فيها عالتَّنور، ومسبحة، وطواق، ومحدلة مار نهرا، وكم قرش حاطَّتهن عند شيخ الضيعة، قال منشان طَلعتها، وبس.
– عيش بهالنعمة يا فنيانوس!
– أخيرُه عُدنا رجعنا عا بتدِّين، وأظهرنا للحكومة الصلحة، صاروا يمحكوا فينا، مابتدِّين، وأظهرنا للحكومة بدهن ينهوا. ليش؟ في من وراها فت، وما كفاهن اللي حطَّيناه؟
– يعني حطَّيت كتير؟