حديث فنيانوس وأم موسى عندما كان يكتب أبو الأجران وصيته
إلَّا دَخلك يا أم موسى، كيف شايفتي لي هالمعتَّر أبو الاجران؟ بيقوم من هالسخنة؟
– منين القابر أمُّه؟ موَّات! قد ما كان يبَولِع عرق بزمانه اهترت قصبته السودا والطحال، وامتد المرض للكلاوي ولقمة اللحَّام، ومن زمان وهو بيلاوش.
إلا دخلِك، إيمتن طلعتي من مدرسة الطب؟ مبيَّن بشوفك بتوصفي وصفات وبتأشري أشاير الحكيم ما بيعرفها.
– شو؟ كأن الحكيم أحسن منِّي؟
أستغفر الله! ما فشر. يا أم موسى، بدِّك الصحيح؟ صعبان عليَّ كتير ابو الاجران.
– وكابني شو طالع باليد؟ كلنا غلَّة الموت، اللي ما بيموت اليوم بيموت غدي، هنيَّال فاعل الخير!
– إلَّا يا أم موسى، مِن تلعبي بالبيش بهالأيام؟
– بالأول كنت ألعب وما كنت حط إلَّا عالبغل والسعدان والفرفورة، هي تقبر عيون اللي هي لهن، اللي بيقولوا لها بربورة، ما بعرف بربولاتا. خصرت مبلغ لكن بالآخر صرت ألعب عالمنامات، يوم اللي شوف ابو الاجران بنومي كنت ألعب عالحية، ويوم اللي شوف عمك بو موسى ألعب عالدب، ويوم اللي شوف هدا الرجَّال اللي فاتح لوكندة هونيك ألعب عالفيل، وأكتر الأيام يصدُق المنام، ولو كانوا الناس بيتركوا الواحد عا دينه كنت كل يوم بكسب، ليش كقولك بيجيني إلهامات؟ مثلًا: اليوم جاني إلهام إنه بدُّه يطلع الدب، بصمِّم النية عليه، شوية بيجوني ولاد عيشة لعَّابة البيش ويقولوا: شو بده يطلع اليوم يا أم موسى؟ قول لهن كقولك حسب الإلهام، يصيروا هن يقولوا: لا، وأنا أقول لن: آه. يغيروا لي أفكاري. وهلَّق بعدني بلطِّش شوية.
– يعني بعد الإلهامات عوَّضتي من الخسارة؟
– منين التعتير؟ صرت حاطَّة أكتر من مية ليرة، وعالقبَّار عيونه الدب وحده حطيت خمسين ليرة.
– يعطيكِ العافية! منيحة والله تجارة البرازيل، صايرة بالإلهامات.
– وانت كيف أمورك؟ إنشالله جبت لك شي بنت حلال معك؟
– آه يا أم موسى، لا تفوِّقيني. ما جبت شي. إن كان قبالتك شي بنت حلال إيدي تحت زنَّارِك.
– تقبُر اللي خلَّفوك! كل شي في بنات بالبلاد ما عرفت تاخدلك واحدة، جاي هون تسأل عا بنات؟ هون في بنات؟
– إيش بدي أعمل؟ هيك النصيب. فوتي تا نشوف، يمكن ابو الاجران خلَّص الكتيبة، صار له أكتر من ساعة.