في شوارع الإسكندرية
– والله يا سيدي تفرَّجنا على إشيا كتيرة وما خلَّيْنا مطرح إلا رُحنالُه، ولا فاتنا ولا أكلة، حتى يوسف أفندي أكلناه.
– بعدهم بينادوا وبيغنُّوا عالفاكهة؟
– معلوم! كل عشر أفنديَّات بقرش، لكن في مسألة ما كنت قدر حلَّها، وهي كل الخُضَر بينادوا لها: يا «لوبيا»؛ الخيار لوبيا، والبتنجان لوبيا، والفجل لوبيا، والفول الأخضر لوبيا، والقرع لوبيا، واللوبيا لوبيا. يفضح ديبهم! كله لوبيا بلوبيا!
– اللوبيا يا فنيانوس بيعْنوا فيها الشيء الطري، وبدل ما يقولوا طرية مصطلحين عا كلمة لوبيا.
– والغريب اللي متل دَرْب حكايتي شو بيعرِّفه؟ بيخمن إنهم ما بياكلوا إلا اللوبيا.
وصارت لك معنا نهفة يا ابو الاجران شو بدِّي أحكي لك، بتمَوِّت من الضحك: لمَّا وصلنا عالمنشية، وهونيك في تمثال محمد علي باشا جد جد الخديوي عبَّاس راكب على حصانه، ما شفت لك إلَّا وبسلامته اللي معي واللي قلت لك عنه حمار، ركع قدَّام التمثال وصار يصلِّي، أنا أخدتني الجمدة، قُلت الُّه: شو هذا؟ قال: ترُكني تا كَفِّي الصلاة لمار جريوس. قلت الُّه: يُخرب بيتك، شو؟ مار جرجس لابس عِمَّة؟ قوم أحسن ما تجمع الناس علينا. وحياتك ما قام إلا تا كفَّى صلاته.
– بالحقيقة إنه حمار.
– الخلاصة: رجعنا عالبابور، وفي ذات الليلة سافرنا، وكان مع محسوبك شوية دخان من الغويانو اللي بعلمك منه الملفوف متل الحبال بيوزنوا عشرة كيلو، وصِرت حاير بامري، كيف بدِّي أعمل تا هرِّبُن عا مِينة بيروت؟ أخيرًا افتكرت فكر بغاية الموافقة، وقمت حالًا فكَّيت الربطة وكَرِّيت حبل الدخان وحزمت فيه الفرشة حزمة تعجبك، وقلت: «مش رح يعرفوه، بيخمنوه حبل شَعر.»