ندب فنيانوس وأم موسى لأبو الأجران
آه يا أم موسى، هلَّق كان عمال يحاكينا، ما قاوي قد سكفة بقرية. آه، لا تحاسبي عليَّ بدِّي حَورب له شوية.
وين صندك وين نيرك؟ وين جرابك للبدار؟ وحس معدورك يخبط تحت في كعب الكسار! باطل عليك يا ابو الاجران، يا حرقة قلبي عليك يا روحي. يا دِل النزالة من بعدك! يا مسلِّينا يا مؤانسنا!
– حاج تفحِّش كافنيانوس بكرة بتبرُك، يعوِّضنا بسلامتك.
– دخلك يا أم موسى، اعملي من قيمته وندبي لك شي ندبة تكون عا خاطرك، تكون تبكِّي الصخور.
– واجبة. ناولني نقطة موي تا بل ريقي!
«يا سيدي ويا ابن السيد، مسافر والبلاد بعيد، بنطلون ما أخدتوا، وإيش بتلبسوا عالعيد؟» رد عليَّ يا فنيانوس رُد!
– يا سيدي ويا ابن السيد، مسافر والبلاد بعيد، محشي ما خدتوا معكم، وإيش بتاكلوا عالعيد؟
– قوم مشِّي وتمشَّى، وحيِّد صَوبنا تمسَّى، سلِّم لي عا بو موسى، وسلِّم دخلك لا تنسى!
آه يا حسرتي عليك يا بو موسى، يا مدلَّلني يا بو موسى، ويا منيَّظني يا بو مَوُّوس!
– هو هو! كنا بواحد صرنا بتنين. شو جابه عا بالِك؟ هلَّق المرحوم صار له عشرين سنة ميت.
– آه، كيف ما بده يجي عا بالي؟ بزمانه ما قال لي كلمة تكسر بخاطري، ولا يوم رافع إيده عليَّ، يا حسرتي على هاك الشوارب.
– الله يرحمه! حاجة بقى، بكرة تسخني، شو بيعود ينفعك بو موسى وبو قوسى؟
– آه يا دِلِّي، لو بتعرف كيف كانت موتته، يا حرقة قلبي عليه، مات عا درب مار موسى، ولمَّن رحنا تا نجيبه صرنا نندبه ونقول له: «يا درب مار موسى، ويا قليلة الهيبة! خدتي أبو موسى، هالكامل الشيبة.»
– يا ويلاه! يا حالاه! ما بقاش تبطل أم موسى. هلَّق جا عا بالك بهالحشرة؟ حاجة ندب وبكي، قومي تا نشوف شو بدنا نعمل، هلَّق بيجوا الناس. يالله يا عيني يالله، سلِّمي أمرك لله، وإنتي ما بدك من يكسر عليكِ، تقبري اللي خلفوكِ! هلَّق كنتي عن تكسري عليَّ. وَالَو، قومي غسلي وجِّك، كلنا ماشيين عا درب مار موسى. يالله تا نشوف المرحوم شو قايل بوصيته.