النزول إلى البر في شختورة الحج شمطو
قول يا أفندم، بلا طول سيرة، تالت يوم وصلنا عا بيروت، وما لحق البابور يرخي الياطر إلَّا وجو إلك البحرية متل الغضب! والعياذ بالله! وجوه قافطة وجُبَه معقَّدة وكلام خَشِن وعياط وضجَّة، شي بيخوت الراس. الخلاصة: قُمنا قاولنا بحري اسمه الحج شمطو بريال مجيدي ونزلنا، ولمَّا وصلنا عالبر ناولته المجيدي وانتظرت ليقول: «كتَّر خيرك، الحمد لله عالسلامة.» ما لقيت لك إياه إلا مفنجر عَينَيه فيِّ متل الغضب، وقال لي: «انتو جايين من أميركا، واللي بيجوا من أميركا مفروض على كل راس منهم ليرة انكليز.» قال: «على كل راس» ابن الحرام، ما كأنا إلا غنم. قلت الُّه: «نحنا جايين من بر مصر يا حج شمطو، موش سامعني ازاي اكلِّمك مصري كدا هو؟» قال: «لا كدا هو ولا مدا هو! كل هالحكي ما منه إفادة. حُطُّوا كل واحد ليرة من غير طالع ونازل.»
قام المحروس اللي معي واللي قلت لك إنه حمار واللي ركع وصلَّى لمحمد علي ظانه مار جريوس، قال له: «نو سنيور، نحنا موش جايين من أميركا.» ولمَّا سمع عمك الحج شمطو كلمة نو سنيور قال: «ما دام المسألة فيها نو سنيور دفعوا كل واحد ليرتين» (منيحة والله!) قلت الُّه: «هيدا حمار ما بيعرف يحكي، لا تصدقه.» وصِرت طلِّع ونزِّل معه، لقيت ما فيها فايدة، شاورت عقلي تا انده شي بوليس، شي همشري، قُلت بفكري: «يمكن متل قلتها، لا يا صبي سلِّكها كيف ما كان الأمر.» ودفعنا كل واحد ليرتين، وبعده التفت لك لرفيقي ورحت ناسفه كف طلع الشرار من عينيه، شفيت غلِّي منه المقصوف العمر؛ ما انطلق لسانه بالبرتوغاز إلا عا بنط بيروت قال نو سنيور!