ذكر ما صنعه أمير الجيوش في مولد النبي الواقع في ١٢ ربيع أول سنة ١٢١٣
إن أمير الجيوش بعد تملكه القاهرة في اثني عشر ربيع أول كان مولد النبي محمد، فصنع في ذلك الأوان مولدًا عظيمًا على بركة اليزبكية، كعادة أهل القاهرة، وكانت ليلة عظيمة؛ لأنه صف جميع العساكر الموجودة داخل القاهرة صفوفًا بطبولهم والآلات الموسيقية، وأمر بحراقات عظيمة، وضرب مدافع كثيرة، وكان احتفالًا عظيمًا ومولدًا فخيمًا، وحضر في الوليمة بمنزل الشيخ خليل البكري؛ لأن هذا المولد مختصٌّ بالسادات البكرية، وذلك مع كامل الجنرالات والفيسالية والعلماء والأعيان وأصحاب الديوان، ثم أولى الشيخ خليل البكري منصب النقابة عوضًا عن السيد عمر مكرم نقيب الأشراف؛ لأنه قد كان هرب مع الغزِّ إلى الشام، وقد كان الشيخ خليل البكري محبًّا لجمهور الفرنساوية؛ فلأجل ذلك بغضته الإسلام المصرية.