ذكر العيد الذي صنعه أمير الجيوش للمشيخة في ربيع ثاني سنة ١٢١٣
إنه حين دخل شهر ربيع الثاني صنعت الفرنساوية عيدًا عظيمًا للمشيخة في البركة اليزبكية، وذلك أنهم اصطنعوا عامودًا طويلًا مرصعًا وغرسوه في البركة اليزبكية، وصوروا عليه صورة سلطانهم وصورة زوجته اللذين قتلوهما في مدينة باريز، ثم جعلوا من العامود إلى البر أخشاب مثلثة الألوان، وصوروا عليها صورة الموقعات التي حدثت في بر إمبابة وفتوح القاهرة، وصورة الأشخاص المحاربين من الفريقين، وصورة أيوب بيك المقتول في هذه المعركة، ومن مات من الغزِّ وانهزامهم، وكل ما تمَّ في هذه المعركة، وكانوا يقولون: إن هذه شجرة الحرية، وأما أهالي مصر كانوا يقولون: إن هذه إشارة الخازوق الذي أدخلوه فينا واستيلايهم على مملكتنا، واستمر هذا العامود نحو عشرة أشهر، وحينما رفعوه استبشرت أهل مصر وابتهجت بالفرح، وكانت الفرنساوية تصنع هذا العيد أينما وجدوا بفرح عظيم في كل سنة.