الفصل السابع والعشرون
غادر هربرت جوتوبيد إنجلترا بعد نحو شهرٍ في طريقه ليشرح لرجال الشرطة الفضوليين في ناشفيل، بولاية تينيسي، ما فعلَه بمبلغ ألفي دولار الذي منحته له السيدة العجوز كينسلي ليبنيَ به كنيسة.
وفي اليوم الذي أبحرَ فيه — على الرغم من عدم معرفة أيٍّ من الطرفين بأنشطة الآخر — أقامت إريكا حفل عشاء في ستاينس «للتخلص من أثر آخر حفل عشاء دعوتك إليه» مثلما قالت لجرانت بصراحة، عندما دعته. كانت الإضافة الوحيدة للمدعوين الذين حضروا الحفل السابق هي روبين تيسدول، ووجد جرانت نفسه مرتاحًا للغاية عندما اكتشف أنها وضعت مسحوق تجميل على أنفها الصغير بالطريقة العرضية نفسها، وأنها لا تزال ترتدي الفستان الطفولي نفسه الذي كانت ترتديه في الحفل السابق. كان يخشى أن يولِّد تواصُلها مع شخص في وسامة روبين تيسدول، تعرض لما تعرض له من قسوة وظلم، بداخلها وعيًا ذاتيًّا سيصبح نهاية طفولتها. لكن بدا الأمر كما لو أنه لا شيء يمكن أن يجعل إريكا تشعر بالوعي الذاتي. حيث عاملت تيسدول بنفس الواقعية الجادَّة التي استخدمتها عندما أخبرته أن ياقة قميصه ضيقة للغاية. رأى جرانت عينَي السير جورج تنتقلان من أحدهما للآخر في بهجة. والتقت نظراتهما، فرفع كلاهما كأسيهما بدافع مشترك في إيماءة صغيرة للتهنئة المتبادلة.
سألت إريكا: «هل تشربان نخبًا؟ سأقترح واحدًا. نخب نجاح روبين في كاليفورنيا!»
فشربوا النخب وكلهم أمل في أن تتحقق هذه الأمنية.
قالت إريكا: «إذا لم تعجبك المزرعة، فانتظر حتى أبلغ الحادية والعشرين من عمري وسوف أشتريها منك.»
سأل بنبرة متحمسة: «هل يعجبك هذا النوع من الحياة؟»
قالت: «بالطبع يعجبني.» ثم التفتت لجرانت، وهي على وشك قول شيءٍ ما.
قال روبين في إصرار: «لا بدَّ أنكِ ستأتين لزيارتها قبل أن تبلغي الحادية والعشرين بوقتٍ طويل.»
قالت بإخلاص لكن بلا مبالاة: «أجل، سيكون هذا لطيفًا.» ثم أضافت: «يا سيد جرانت، (لسبب ما هي لم تنادِه أبدًا بالمفتش) إذا حصلت بنفسي على تلك التذاكر من السيد ميلز فهل ستأتي معي إلى السيرك في الكريسماس؟»
تورَّدت وجنتاها، كما لو أنها طلبت طلبًا جريئًا. وهذه ظاهرة بالنسبة إلى إريكا، لأنها تتمتع بالجرأة بفطرتها لكنها لا تعلم ذلك.
قال جرانت: «بالتأكيد سأفعل، بكل سرور.»
قالت: «حسنًا. هذا وعد.» ثم رفعت كأسها. وأضافت: «نخب أوليمبيا، في الكريسماس!»
فقال جرانت: «نخب أوليمبيا، في الكريسماس!»