الفصل الثاني

دفنات المَعْز والكِباش

دفنات المَعْز والكِباش

عَرف المصري القديم استئناسَ المَعْز والأغنام من حوالي ٥٥٠٠ق.م.، كنتيجة لتأثيراتٍ حضارية من الشرق الأدنى القديم — لا سيما بلاد الشام — وبالفعل فقد عُثر على بقايا عظمية للمَعْز والأغنام في مرمدة بني سلامة والفيوم ومدينة نقادة والعمري.١
وهذا لا ينفي معرفةَ مصر بالمَعْز قبل ذلك، فقد وُجد في مصر نوعان من المَعْز، هما Hircus Mambrinus وHircus Thebaicus.٢ ولقد تنوَّعت دفنات المَعْز ما بين:
  • (١)

    فنات فردية.

  • (٢)

    دفنات مزدوجة.

  • (٣)

    دفنات جماعية.

  • (٤)

    دفنات حيوانية وآدمية معًا.

  • (٥)

    دفنات جزئية.

أولًا: الدفنات الفردية

عُثر في المقبرتين رقم ٥٤٢٤، و٥٤٢٣ اللتين تقعان على الحافة الشمالية من القطاع الشرقي من جبَّانة البداري، على اثنتين من دفنات المَعْز — كلُّ دفنة على حدة — دون متاعٍ جنائزي، وتُؤرَّخان بالعصر الحجري النحاسي.٣
وفي المقبرة رقم ١٨٣٨ من جبَّانة «تاسا - المستجدة»، عُثر على بقايا عظمية تشير إلى دفنةٍ لماعز صغيرة. هذا بخلاف العديد من البقايا العظمية لحيواناتٍ أخرى ربما كانت مَعْزًا أو حُمْلانًا صغيرة أو غزلانًا.٤ تُؤرَّخ بالعصر الحجري النحاسي.
وفي جبَّانة المحاسنة،٥ عُثر في المقبرة رقم ٤٢ على دفنة لماعز، زُوِّدت ببعض المتاع الجنائزي. تُؤرَّخ الدفنة بعصرِ ما قبل الأسرات.٦ وفي المقبرة رقم ١٠٧ عُثر على دفنة لماعز كانت ترقد بين مجموعة من الأواني الفخارية.٧
بينما عُثر في جبَّانة المعادي، على ستٍّ من دفنات المَعْز — كل دفنة على حدةٍ — جاءت منها ثلاث دفنات، لثلاث من المَعْز كلٌّ منها كانت راقدة جنبًا لجنب في اتجاه النهاية الشرقية من الجبَّانة، بينما وُزِّعت الثلاث دفنات الأخرى بالجبَّانة؛ هذا وتُؤرَّخ تلك الدفنات بعصر ما قبل الأسرات.٨
وفي جبَّانة وادي دجلة عُثر على عدد من دفنات المَعْز، جاء منها أربع دفنات في صفٍّ منفصل، في مواجهة النهاية الغربية من الجبَّانة، بينما عُثر على ثلاث دفنات أخرى، لثلاثٍ من المَعْز، وذلك على مسافة قريبة من بعضها البعض في مواجهة النهاية الشمالية الشرقية من الجبَّانة، وعُثر أيضًا على خمسٍ من دفنات أخرى لمَعْزٍ كانت قد دُفِنت في أجزاءٍ منفصلة من الجبَّانة؛ إذ عُثر على اثنتين من دفنات المَعْز هما الدفنتان ٧-٢١ - ٧-٢٢ كانتا محاطتين بحلقة من المقابر الآدمية، وعُثر أيضًا على دفنة منفصلة لواحدة من المَعْز، إلى الغرب من تلك الدفنات.٩ ففي الدفنة رقم ١١٠ التي عُثر عليها شرق جبَّانة وادي دجلة، وُجِدت دفنة لواحدة من المَعْز — أو ربما حَمَلٍ صغير — كانت راقدة على جانبها الأيمن ورأسها إلى الجنوب الشرقي، ولم تكن الدفنة مزوَّدة بالأثاث الجنائزي.١٠ الشكل رقم ٧-٢٢.
وإلى الجنوب من هذه الدفنة، عُثر على دفنةٍ أخرى لماعز صغيرة، وذلك بالمقبرة رقم ١١٦، كانت الماعز راقدةً على جانبها الأيمن، رأسها إلى الشرق، ولم تكن الدفنة مزوَّدة بالمتاع الجنائزي. ومرةً أخرى نجد الالتزام بالاتجاه الشرقي في الدفن.١١
فقد عُثر إلى الشرق من المقبرة رقم ٣٤٤، على دفنة لواحدة من صغار المَعْز، يتراوح عمرها ما بين ثلاثة إلى ستة شهور، كانت راقدةً على جانبها الأيسر، رأسها إلى الجنوب، الشكل رقم ٧-٢٣، بينما إلى الشمال الغربي من المقبرة رقم ٣٨٧ عُثر على دفنةٍ أخرى لواحدة من صغار المَعْز كانت راقدةً على جانبها الأيمن، رأسها إلى الجنوب، والوضع نفسُه تكرَّر في المقبرة رقم ٣٩١، التي عُثر إلى الشمال منها على دفنةٍ أخرى لواحدة من صغار المَعْز، وُجِدت في حفرة ضحلة، راقدةً على جانبها الأيمن، رأسها إلى الشرق، ولم تكن مزوَّدةً بالمتاع الجنائزي؛ هذا وتُؤرَّخ كلُّ تلك الدفنات بعصرِ ما قبل الأسرات.١٢
وفي جبَّانة هليوبوليس، عُثر في المقبرة رقم ١٥ على دفنةٍ لواحدة من المَعْز، جاءت راقدةً على جانبها الأيمن، ورأسها إلى الجنوب، والوجه يتَّجه نحو الشرق، زُوِّدت الدفنة بالمتاع الجنائزي، وتُؤرَّخ الدفنة بعصرِ ما قبل الأسرات.١٣ وتكرَّر نفس هذا الوضع في المقبرة رقم ٢٤ التي كانت لواحدة من المَعْز، زُوِّدت بالمتاع الجنائزي، وعُثر بالقرب من فمِها على بقايا نباتية.١٤ وفي المقبرة ٣٦ عُثر على دفنةٍ أخرى لواحدة من المَعْز، زُوِّدت بالمتاع الجنائزي، وكُفِّنت بالحصير.١٥ الشكل رقم ٧-٢٤.
وفي المقبرة رقم ٣٧ عُثر أيضًا على دفنةٍ لواحدة من المَعْز، التزمت بنفس أوضاع الدفن السابقة، وزُوِّدت بالمتاع، وعُثر في الدفنة على آثارٍ لمادة سوداء ربما كانت لتلك المادة السوداء علاقةٌ بمحاولة حفظ جسم الحيوان.١٦ الشكل رقم ٧-٢٥.
هذا، ولقد تكرَّر العثور على آثار تلك المادة السوداء في المقبرة رقم ٦٧، التي عُثر فيها على دفنةٍ لواحدة من المَعْز، شذَّت في وضعيةِ دفنها عن كل الدفنات السابقة؛ إذ جاءت راقدةً على بطنها، أطرافها مطوية أسفل جسمها، الشكل رقم ٧-٢٦، ولقد زُوِّدت الدفنة ببعض المتاع الجنائزي.١٧
وفي المقبرة رقم ٧١ عُثر أيضًا على واحدةٍ من المَعْز، ارتفعت مؤخرة جسمها عن مقدمته، واتجه رأسها نحو الجنوب، بينما اتَّجه الوجه إلى الشرق، وكانت راقدةً على جانبها الأيمن في وضعٍ منكمش — تقاربت قدماها الأماميتان مع الخلفيتين — وزُوِّدت ببعض المتاع الجنائزي، وعُثر في الدفنة على آثار المادة السوداء أسفل جسم الحيوان، وعلى أجزاءٍ من القماش، مما يشير بالفعل إلى بدايةِ وجودِ نوعٍ من التحنيط.١٨ الشكل رقم ٧-٢٧.
أمَّا في النوبة، فقد انتشر تقديس المَعْز، ربما لكثرة تواجدها هناك، ولشدة اهتمام المصري القديم بتربيتها في شريط الوادي الضيق، حيث قلَّة المراعي التي سمحت بتواجد هذه الحيوانات الصغيرة الحجم. ولقد عُثر في النوبة على العديد من دفنات المَعْز، التي تُؤرَّخ بعصر بداية الأسرات، والتي لم تختلف كثيرًا عمَّا جاء في جبَّانات الوادي قبل ذلك؛ فقد عُثر بالنوبة السفلى على حوالي إحدى عشرة دفنة للمَعْز، منها ما جاء في منطقة الجندل، بالمقبرة رقم ٢٣٢ التي عُثر عليها في الجزء الجنوبي من الحافة الغربية للجبَّانة رقم ٧، والتي بها عُثر على واحدة من المَعْز جاءت بلا تكفين، كانت ترقد على جانبها الأيسر، تتَّجه نحو الشمال الغربي.١٩
هذا بخلافِ ما جاء في الجبَّانة رقم ١٤٢ بمنطقة نجع الوادي بالقرب من السيالة، بالنوبة السفلى، حيث عُثر على ثلاثٍ من دفنات المَعْز — كلٌّ على حدة — وذلك في المقابر رقم: ١٦، ١٧، ١٧أ.٢٠
بينما عُثر على دفنةٍ لواحدة من المَعْز أيضًا في المقبرة رقم ١٢٣ من جبَّانة خوربهان ١٧. وتكرَّرت مثل تلك الدفنات في الجبَّانة رقم ٤٤ بمنطقة شم نيش؛ إذ عُثر على اثنين من دفنات المَعْز في المقبرتين رقم ٢٣، و٣٠.٢١ وفي المقبرة رقم ١٠٤ بدابود، عُثر على دفنة لواحدة من المَعْز تحمل بعضَ الاختلاف عن غيرها من الدفنات الأخرى؛ إذ تبيَّن من دراسة هيكلها العظمي وجودُ كسر في عنق الماعز، وقد يشير ذلك إلى أنه قد حدث نوع من الضغط على فقرات عنق الماعز، أدَّى إلى هذا الكسر.٢٢
وقد عُثر في كلٍّ من المقابر ٦٢، ٧٨، ٧٩، ٨٨، ٨٩، ٩٤، ٩٥، ٩٦، ١٠١، ١٠٤ بجبَّانة دابود بالنوبة السفلى على دفناتٍ لصغار المَعْز، اشتملت كلُّ دفنة منها على واحدةٍ من صغار المَعْز أو ربما حُمْلان صغيرة،٢٣ منها ما جاء في الدفنة رقم ٢٢–٧٠، ورقم ٢٣٢-٧٠ بالجبَّانة، الشكل رقم ٧-٢٨ - ٧-٢٩.

ومن الجدير بالذكر أنَّ المَعْز تُعَدُّ من الحيوانات ذات القيمة الكبيرة عند الفقراء، ولعل تكرار العثور على دفنات المَعْز في مقابر العامة من الأفراد ما يؤكد ذلك، لا سيما وأنَّ المَعْز كانت من الحيوانات السهلة الاستئناس، فكان من اليسير أن يُضحِّي بها الفرد العادي أو يتقرَّب بها من الإله دون أن يتكلَّف مشقَّة العناء.

ثانيًا: الدفنات المزدوجة

عُثر على عددٍ قليل من الدفنات المزدوجة، ولكنَّ الرائع فيها هو أنها جمعت ما بين نوعين مختلفين من الحيوانات، في جبَّانة النوبة.

هذا، وقد عُثر في المقبرة رقم ٢٥٥ في منطقة الشلال، على دفنة حيوانية مزدوجة، لواحدة من المَعْز ومعها كلب، كانت الماعز راقدةً على جانبها الأيسر، ويتجه رأسها نحو الغرب.٢٤ ولربما كان للدفنة صلةٌ رمزية بطقسة الصيد، أو الرعي، على اعتبارِ أنَّ الكلب من أهمِّ الحيوانات التي صاحبت الإنسان في رحلة صيده، وفي رحلة الرعي والاستئناس أيضًا.
وفي الجبَّانة رقم ٢٣ بمنطقة دابود، عُثر على دفنةٍ مزدوجة لشاة، وواحدة من المَعْز. وفي المقبرة رقم ٣٤ تكرَّر الوضع نفسه. أمَّا في المقبرة رقم ٥٨ فقد عُثر على دفنة أخرى مزدوجة، لكلب وواحدة من المَعْز.٢٥ وتُؤرَّخ كلُّ هذه الدفنات بعصر بداية الأسرات.

ثالثًا: دفنات جماعية

عُثر على القليل من الدفنات الجماعية للمَعْز؛ ففي هيراكونبوليس (نخن) عُثر على بقايا العديد من دفنات المَعْز، التي تبيَّن من دراستها أنها دفناتٌ لمَعْزٍ حديثة الولادة،٢٦ كانت تُذبَح وتُقدَّم كأضحيات حيوانية؛ ففي المقبرة رقم ٢ عُثر على بقايا عظمية لثلاث من المَعْز؛ اثنتين لمَعْزٍ بالغة، والثالثة لحَمَلٍ صغير. وفي المقبرة رقم ٣ عُثر أيضًا على ثلاث من المَعْز في مرحلة عمرية متوسطة، وقد تكرَّر العثور على بقايا عظام المَعْز في كلٍّ من المقبرة رقم ١٠، ١١، ١٢،١٣، ١٤،١٦، ١٧، ١٨ ثم تأتي المقبرة رقم ١٩ توضِّح الصورةَ أكثرَ من خلالِ ما عُثر عليه بها من دفنات لمَعْز، بلغ عددها سبعًا من المَعْز الحديثة الولادة،٢٧ وتُؤرَّخ تلك الدفنات بعصرِ ما قبل الأسرات. وربما كان سبب التضحية بالمَعْز الحديثة الولادة هو عدم الاستفادة منها مقارنةً بالمَعْز الكبيرة السن التي يُستفاد منها باللحم واللبن والجلد.
وفي جبَّانة نجع الدير، عُثر على شبيه ذلك؛ إذ عُثر على الكثير من البقايا العظمية لصغار المَعْز، جاءت بالقرب من الدفنة رقم ١٥٨٢ التي كانت تجمع بين دفنةٍ لماعز وآدمي معًا، وتبيَّن من دراسة تلك البقايا العظمية، أنها كانت لأضاحٍ حيوانية من صغار المَعْز، كانت قد ذُبِحت وقُدِّمت ربما لصاحب المقبرة الآنفةِ الذكر.٢٨
وفي النوبة عُثر في المقبرة رقم ٥٢ بالجبَّانة رقم ٤١، على ما لا يقل عن عشرة من هياكل المَعْز، في دفنةٍ تُؤرَّخ بعصر بداية الأسرات.٢٩

رابعًا: دفنات حيوانية وآدمية معًا

تكرَّر العثور على الدفنات التي تجمع ما بين الحيوان والإنسان؛ ففي المقبرة رقم H4 بجبَّانة المحاسنة، عُثر على دفنة لواحدة من المَعْز، كانت قد دُفِنت مع سيدة،٣٠ ربما دليلًا على الاعتزاز بها، بينما عُثر في جبَّانة نجع الدير، بالمقبرة رقم ١٥٨٢ على دفنة لواحدة من صغار المَعْز، جاءت بالقرب من دفنة آدمية كانت قد وُضعت في تابوت خشبي، وزُوِّدت الدفنة ببعض المتاع الجنائزي، وتُؤرَّخ بعصرِ ما قبل الأسرات.٣١
وفي جبَّانة وادي دجلة عُثر على دفنة لواحدة من المَعْز، وآدمي معًا، وكان يتوسطهما ثلاثة من الأواني الفخارية، وتُؤرَّخ الدفنة أيضًا بعصرِ ما قبل الأسرات.٣٢
وفي المقبرة رقم ٥٢ بالجبَّانة رقم ٤١ بالنوبة عُثر على دفنة لواحدة من المَعْز كانت ترقد عند قدمي المتوفَّى، وتُؤرَّخ الدفنة بعصر بداية الأسرات.٣٣

خامسًا: دفنات جزئية

وهي التي كان يتم فيها دفنُ أجزاءٍ معيَّنة من جسم الماعز دون سواها؛ ففي جبَّانة المحاسنة، اشتملت العديد من المقابر الآدمية على جماجم لمَعْز، وذلك كما في الدفنة رقم 134a ورقم H 122 ورقم ١٠٧، حيث عُثر في كلٍّ منهما على جماجم لمَعْز، ربما كنوع من القربان،٣٤ وتُؤرَّخ تلك الدفنات بعصرِ ما قبل الأسرات.
وفي جبَّانة أبو صير الملق٣٥ عُثر في المقبرة رقم ١٠٧٨ على جمجمة لواحدة من المَعْز كانت قد زُوِّدت بالعديد من الأواني الفخارية، جاءت الجمجمة في بداية المقبرة، وجاءت الأواني الفخارية بنهايتها — كلٌّ يواجه الآخر — بينما وسط المقبرة كان فارغًا، وتُؤرَّخ الدفنة بنقادة IIIb.٣٦

هذا، وقد عُثر على جماجم المَعْز في أكثرَ من ثلاثين مقبرة أخرى بالجبَّانة، إلا أنَّها لم تكن بنفس طريقة دفن تلك الجمجمة في الدفنة السابقة.

وبالقرب من نفس المقبرة (١٠٧٨) عُثر على ثلاث دفنات أخرى، اشتملت على جماجمَ وأجزاءٍ من مَعْز، كانت الجماجم بعضها منفصل وبعضها متصل بأجزاءٍ عظمية من هياكل المَعْز،٣٧ ربما دلَّ ذلك على أنها كانت بقايا لدفناتٍ كاملة سُرقت أو تحلَّلت، وتُؤرَّخ تلك الدفنات بنقادة IIIb.
وفي جبَّانة حلوان عُثر على دفنة اشتملت على جمجمة لواحدة من المَعْز جاءت بالقرب من هيكلٍ عظمي آدمي، وذلك بالمقبرة رقم 263 H5، زُوِّدت الدفنة بالمتاع الجنائزي،٣٨ وتُؤرَّخ الدفنة بعصر بداية الأسرات.

وربما كان التركيز على الجماجم من جسم المَعْز دون غيرها؛ لأنَّ الرأس هو أهم جزء في الجسم.

سادسًا: وعن دفنات الكِباش

لم تكن دفنات الكِباش بمثل كثرة دفنات المَعْز، إلا أنَّه كان لها تواجدها منذ العصر الحجري النحاسي؛ إذ كان للبداريين اهتمامٌ بالكِباش، فعُثر في البداري على دفناتٍ عدة لكباشٍ، كان قد اعتُني بتكفينها ودفنها.٣٩
وفي جبَّانة المعادي عُثر على العديد من دفنات صِغار الخِراف والحُمْلان التي جاءت ملحقة بالعديد من المقابر الآدمية بالجبَّانة.٤٠
وفي النوبة حظيت الكِباش أيضًا بالاهتمام؛ فقد عُثر في المقبرة رقم ٢٤٢ بجبَّانة مريس، على دفنةٍ لكبش، كان راقدًا على جانبه الأيسر، رأسه إلى الغرب.٤١
وكان من أهمِّ دفنات الكِباش التي عُثر عليها بالنوبة، تلك الدفنة التي جاءت بجبَّانة كرمة، والتي كانت عبارة عن حفرة دائرية كبيرة، اشتملت على أحدِ الخراف، كان مرتديًا خوذةَ رأس من ريش النَّعَام، وكان إلى الشمال منه قد عُثر على حَمَل صغير مقطَّع إلى أجزاء،٤٢ وعُثر معه على سبعٍ من القدور الفخارية.

ربما كانت الخوذة هنا نوعًا من الزينة قريبةً في استخدامها مما جاء في العصور التاريخية؛ إذ كان المصري القديم يهتمُّ بتزيين الثيران بالأشرطة والزينة قبل ذبحها وأثناء عرضها حيةً على صاحب المقبرة.

وربما كانت قلةُ دفنات الكِباش مقارنةً بالمَعْز على الرغم من أهميتها في الديانة المصرية القديمة، مرجعها إلى أسبابٍ مادية اقتصادية نظرًا للاستفادة منها.

التكفين

كان من دلائل الاهتمام بدفنات المَعْز أن كُفِّنت في كثيرٍ من الدفنات بالحصير، وذلك كما في المقبرتين رقم ٥٤٢٤، و٥٤٢٣ بالبداري،٤٣ والمقبرة رقم ٤٢ بجبَّانة المحاسنة،٤٤ والمقبرة رقم ٣٦ بجبَّانة هليوبوليس.٤٥
بل وعُثر على أدلةٍ تشير إلى تحنيط المَعْز وتكفينها، وذلك كما جاء في المقبرة رقم ٣٧ بجبَّانة هليوبوليس أيضًا؛ إذ عُثر على دفنةٍ لماعز أُحيطَ هيكلُها العظمي بآثار مادة سوداء، ربما كانت لها علاقة بمحاولة الحفاظ على جسم الحيوان.٤٦ وتكرَّر العثور على آثار تلك المادة السوداء في المقبرة رقم ٦٧؛ إذ عُثر فيها على آثار تلك المادة أسفل جسم الحيوان.٤٧
ثم نجد الدفنة رقم ٧١ بنفس الجبَّانة أيضًا، وقد جمعَت بين تحنيط الحيوان وتكفينه بالكتان؛ إذ عُثر في الدفنة على آثار المادة السوداء، وعلى أجزاءٍ من القماش، مما يشير بالفعل إلى بداية وجود نوع من التحنيط.٤٨

وجهة الحيوانات

جاءت الغالبية العظمى من دفنات المَعْز وقد اتَّجهت نحو الشرق؛ سواء في وجهة الحيوان، أو موقع تلك الدفنات بالجبَّانات؛ إذ كثيرًا ما التزمت بالجزء الشرقي من الجبَّانة، وذلك كما في المقبرتين ٥٤٢٤، و٥٤٢٣ بجبَّانة البداري، حيث جاءتا بالقطاع الشرقي من الجبَّانة، واتجهت المَعْز في هاتين الدفنتين نحو الشرق.٤٩ ويمكن اعتبارُ المَعْز في هذا الإطار تجسيدًا لرمزٍ مقدَّس، قد يكون له علاقة بالشمس؛ فقد نشأت فيما قبل التاريخ تلك الفكرة التي ربطت ما بين حيوانات الشمس الرافعة والحامية لها والمدافعة عنها والمهاجمة لأعدائها الذين صُوِّروا في هيئة حيواناتٍ أضعفَ،٥٠ وربما كانت الماعز في هذا الشأن إحدى هذه الحيوانات.
وكما في المقبرة رقم ١٥٨٢ بجبَّانة نجع الدير، التي عُثر فيها على دفنة لواحدة من المَعْز، أسفل الجانب الشرقي من التابوت الذي اشتمل على الدفنة الآدمية.٥١ وكذلك دفنات المَعْز التي جاءت راقدةً في صفٍّ جنبًا لجنب في اتجاه النهاية الشرقية من جبَّانة المعادي.٥٢

وكما جاء أيضًا في جبَّانة وادي دجلة، حيث عُثر على ثلاث من دفنات المَعْز، عند النهاية الشمالية الشرقية من الجبَّانة، وفي المقبرة رقم ١١٦ من الجبَّانة نجد الالتزام بالاتجاه الشرقي في الدفن، وكذلك الأمر في المقبرة رقم ٣٤٤ التي عُثر إلى الشرق منها على دفنةٍ لواحدة من صِغار المَعْز.

هذا بخلاف ما جاء إلى الشمال من الدفنة رقم ٣٩١ حيث عُثر على ماعز راقدة على جانبها الأيمن، واتجه رأسها إلى الشرق.٥٣
وتأكيدًا على ارتباط المَعْز — على ما يبدو — بالشمس، باعتبارها إحدى أهم القوى المقدَّسة التي كانت لها مكانتها في الفكر المصري القديم،٥٤ جاءت هليوبوليس بجبَّانتها التي تُؤرَّخ بعصرِ ما قبل الأسرات، شاهدةً على ذلك؛ إذ عُثر فيها على حوالي ستٍّ من دفنات المَعْز، جاءت جميعًا وقد التزمت بعادات الدفن الآدمية؛ إذ جاءت هياكل المَعْز بمحور «شمالي – جنوبي»، كان الرأس غالبًا يتجه نحو الجنوب، بينما ترقد على جانبها الأيمن في وضعٍ يشبه وضْعَ النوم، وكانت الوجوه قد اتجهت نحو الشرق، ربما نحو شروق الشمس، وما خرجت عن تلك الأوضاع سوى دفنة واحدة، جاءت فيها الماعز راقدةً على بطنها.٥٥
ونادرًا ما اتَّجهت الحيوانات نحو الشمال الغربي كما في الدفنة رقم ٢٣٢ بالجبَّانة رقم ٧ بالشلال، أو نحو الغرب كما في المقبرة رقم ٢٥٥ بنفس الجبَّانة، التي عُثر فيها على دفنة حيوانية مزدوجة لكلب وواحدة من المَعْز، كانت الماعز فيها قد اتجهت برأسها نحو الغرب.٥٦

وهكذا كان الالتزام بالاتجاه الشرقي في الدَّفن هو السائد، ولربما كان لذلك مغزاه الديني المرتبط بالعقيدة الشمسية، وربما هو تقليد لعادات الدفن الآدمية، لا سيما وأنَّ الماعز كانت أيضًا قد كُفِّنت، وزُوِّدت بالمتاع الجنائزي.

المتاع الجنائزي

زُوِّدت العديد من دفنات المَعْز والكباش، بالأثاث الجنائزي الذي تنوَّع ما بين:

أوانٍ وقدور فخارية (تنوَّعت أعدادها)، قدور حجرية (في حالة واحدة)، صلايات إردوازية (في حالة واحدة).

فعن الأواني والقدور الفخارية، نجد أنها قد تنوَّعت واختلفت أعداد تواجدها في الدفنات؛ فهناك من الدفنات ما زُوِّدت بإناء فخاري واحد كما في حالة الدفنة رقم ٣٤٤، و٣٨٧ من جبَّانة وادي دجلة.٥٧
وهناك ما زُوِّدت باثنين من الأواني الفخارية، كما في حالة الدفنة رقم ١٥ بجبَّانة هليوبوليس، والدفنة رقم ٦٧ بنفس الجبَّانة، وفي هاتين الدفنتين كانت الأواني الفخارية إما أمام رأس الحيوان كما في دفنة رقم ١٥، أو أعلى رأس الحيوان كما في دفنة رقم ٦٧.٥٨
وهناك من الدفنات ما زُوِّدت بثلاثٍ من القدور الفخارية أو الأواني الفخارية، كما في حالة دفنتي الماعزتين اللتين كانتا قد عُثر عليهما إلى الشمال الشرقي من جبَّانة وادي دجلة.٥٩ وكما في الدفنة رقم ٧١ بجبَّانة هليوبوليس التي زُوِّدت بثلاثة من الأواني الفخارية وُضِعت أمام الحيوان.٦٠ وهناك من الدفنات ما زُوِّد بأكثرَ من ثلاثة أوانٍ فخارية، كما في الدفنة رقم ٣٦ بجبَّانة هليوبوليس، التي زُوِّدت بأربعة من الأواني الفخارية، وُضِعت أمام جسم الحيوان، بينما وُضِع إناء فخاري صغير بالقرب من وجه الحيوان.٦١ والدفنة رقم ١٥ بنفس الجبَّانة، التي زُوِّدت بثمانية من الأواني الفخارية الكاملة، جاءت خلف ظهر الحيوان، بينما عُثر بالقرب من فم الحيوان على بقايا نباتية،٦٢ وكذلك الدفنة رقم ٣٧ بالجبَّانة، التي زُوِّدت بستة من الأواني الفخارية.٦٣
وهناك من دفنات المَعْز ما عُثر فيها على العديد من الأواني الفخارية، التي لم يرِد لها عددٌ محدَّد، ومنها الدفنة رقم ٤٢، والدفنة رقم ١٠٧ بجبَّانة المحاسنة.٦٤ وكذلك الدفنة رقم ١٠٧٨ بجبَّانة وادي دجلة.٦٥
أما عن القدورِ الحجرية، فلم تكن بمثل كثرة الأواني والقدور الفخارية؛ إذ عُثر في حالة واحدة، على ثلاثٍ من قدور الألباستر الدائرية زُوِّدت بها الدفنة رقم ١٥٨٢ بجبَّانة نجع الدير.٦٦
وفي حالةٍ واحدة، عُثر على صلاية إردوازية كانت قد زُوِّدت بها الدفنة رقم ٤٢ بجبَّانة المحاسنة.٦٧

الغرض من دفنات المَعْز والكِباش

كانت المَعْز والكِباش من الحيوانات التي قدَّسها المصري القديم، لِما لها من منفعةٍ وخير، فارتبط تقديسها بأسبابٍ نفسية، واقتصادية واعتبرها المصري القديم تجسيدًا لرموز مقدَّسة، يتصل من خلالها بعالم الآلهة، دون تقديس كل أفراد النوع الحيواني، ودون تقديس النوع الحيواني لذاته.٦٨
فعنِ المَعْزِ … تعدَّدت الآراء حول تفسير الغرض من دفنات المَعْز التي عُثر عليها؛ فرأى البعض أنَّ المَعْز كانت من أول حيوانات الأضحية التي كان ينظر إليها المصري نظرةً خاصة، وكان يتقرَّب بها المتوفَّى للآلهة رغبةً في إرضائها.٦٩
ورأى البعض الآخر أنَّ المَعْز كانت رمزًا من رموز أعداء الإله، لا سيما وأنها قد ارتبطت في العقيدة المصرية في العصور التاريخية بالإله ست، وبالتالي كان التضحية بها فيها نوعٌ من إرضاء الإله.٧٠ وهذا الرأي يتناقض مع ما كان عليه الوضع في دفنات المَعْز التي عُثر عليها، والتي جاءت مُبالغًا في حدِّ الاعتناء بها في كثير من الأحيان؛ إذ كُفِّنت وزُوِّدت بالعديد من الأواني الفخارية كنوع من المتاع الجنائزي، مما أدَّى بالبعض الآخر إلى الربط ما بين تلك الدفنات، وبين وجود نوع من الدلالة الطوطمية الخاصة، وبنوع من التقديس الرمزي لها.٧١ وتعتقد الدارسة أنَّ هذا هو أبعدُ التفسيرات إلى الصحة؛ إذ إنَّ الطوطمية لا تتناسب مع البيئة المصرية.
ولا شكَّ أنَّ تكرار ما عُثر عليه من دفنات لمَعْز، التزمت بالاتجاه الشرقي في الدفن، كان له مغزاه الديني، الذي قد يكون مرتبطًا بالشمس كما سبق وأن ذكرت، لا سيما وأن الشمس كانت في مصر القديمة من القوى الهامة التي كانت لها مكانتها في الفكر المصري القديم.٧٢
فكانت المَعْز بذلك — كما يرى Bonnet — من الحيوانات الإلهية المقدَّسة في مصر القديمة.٧٣ ولعل تَكرارَ ما عُثر عليه من دفنات لها — وضَح بها الإرهاصاتُ الأولى للتحنيط — يؤكِّد على هذه الفكرة. ويؤكد Lurker أنَّ ما عُثر عليه من دفنات للمَعْز، إنما هو بمثابة نوع من الأضاحي الحيوانية المقدَّسة كانت تُقدَّم كقربان غذائي للآلهة وللموتى على حدٍّ سواء.٧٤
أما الكِباش … فقد حظيت بأهميةٍ وقداسة كبيرة في مصر القديمة، حيث أدرك المصري القديم ما لهذا الحيوان من مقدرةٍ فائقة، تمثَّلت في الخصوبة والتناسل؛ لذا ربط المصري القديم بينه وبين الخَلق والبعث، ولقد ظهر الكبشُ كحيوان مقدَّس منذ عصورِ ما قبل التاريخ.٧٥

ومن ثمَّ فقد عُثر له على بعض الدفنات في عصرِ ما قبل وبداية الأسرات، بينما زاد دوره الديني والعقائدي، وزاد الاهتمام بدفنه طَوال مختلف مراحل العصور التاريخية.

وعُرِف الكبش رمزًا للإله خنوم٧٦ منذ عصر التأسيس، واعتبره المصري القديم واهبَ الحياة والخير للبشر، وكان أن عُثر على أول كبش محنَّط، يؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، مما يؤكِّد على اهتمام المصري القديم بالكباش منذ أقدم العصور.٧٧
ولربما كان دفنُ الكباش بمثابةِ تعبيرٍ عن الإعزاز لهذا الحيوان؛ فهو الوسيط ما بين الإنسان والإله، ومن خلاله يتم كسبُ رضا الإله واتِّقاء غضبه، وتقديمه يَعني انتقال القوة والحيوية التي بداخله، إلى الشخص الذي يُقدَّم إليه.٧٨ ولقد كان هناك ارتباطٌ دائم بين شكل الكبش وبين مفهوم الروح؛ إذ كانت روح إله الشمس تظهر في شكل كبش، ولذا اتَّخذ إله الشمس شكلَ الكبش الذي يرمز إلى الروح.٧٩

ولا شكَّ أنَّ مثل تلك الدفنات الحيوانية أيًّا ما كان تفسيرها، إنما هي تخبرنا بلا نصٍّ كتابيٍّ، عن أمورٍ غابت عنا دلالتها، وتؤكِّد على الأهمية والمكانة التي اتخذتها تلك الأنواع الحيوانية في فترةٍ مبكِّرة من تاريخ الحضارة المصرية القديمة.

١  Huzayyin, S., the place of Egypt, Cairo, 1941, pp. 319, 328; Driesch, A. V., und Boessneck, J., die tier knochen funde aus der neolithischen siedlung Von Merimde-Beni Salâme am westhichen Nil delta, München, 1985, p. 1 ff.; Rice, M., Egypt’s making, the origins of ancient Egypt 5000-2000 B.C., London, 1991, p. 27; Hassan, F., Egypt in the prehistory of north east of Africa, in: Sasron, M. (edit.), Ancient near eastern civilizations, London, 1995, p. 691 .
٢  وليم نظير، «الثروة الحيوانية»، ص٦٧.
٣  Behrens, H., Op. Cit., p. 75; Flores, D. V., Op. Cit., p. 25
٤  Brunton, G., Mostagedda and Tasian Culture, London, 1937, p. 71 .
٥  تقع جبَّانة المحاسنة شمال أبيدوس بحوالي ٩ أميال، إلى الجنوب من بيت خلاف بمحافظة سوهاج غرب النيل.
٦  Ayrton, E. R., and Loat, Predynastic cemetery at El-Mahasna, London, 1911, pp. 13, 21 .
٧  Ibid., p. 22 .
٨  Flores, D. V., Op. Cit., p. 25 .
٩  Ibid., p. 25 .
١٠  Rizkana, I., Maadi IV, The predynastic cemeteries of Maadi and Wadi Digla, Mainz, 1990, pp. 59, 60 .
١١  Ibid., p. 60 .
١٢  Rizkana, I., Op. Cit., p. 60 .
١٣  Debono, F., and Mortensen, B., The predynastic cemetery at Heliopolis, Mainz, 1988, p. 13 .
١٤  Ibid., p. 14 .
١٥  Ibid., p. 36 .
١٦  Ibid., p. 17 .
١٧  Ibid., p. 20 .
١٨  Debono, F., and Mortensen, B., Op. Cit., pp. 21, 39 .
١٩  Flores, D. V., Op. Cit., pp. 42, 73; Behrens, H., Op. Cit., p. 77 .
٢٠  Flores, D. V., Op. Cit., p. 20 .
٢١  Ibid., p. 76 .
٢٢  Smith, G. E., and Jones, F. W., The Archaeological Survey of Nubia, reports for 1907-1908, vol. 2, Cairo, 1910, pp. 76, 130.
٢٣  Smith, G. E., Op. Cit., pp. 122–130 .
٢٤  Flores, D. V., Op. Cit., pp. 42, 73; Behrens, H., Op. Cit., p. 7 .
٢٥  Smith, G. E., Op. Cit., pp. 122–130, 151, 166 .
٢٦  أظهرت الاكتشافات أنَّ ملوك عصر بداية الأسرات بهيراكونبوليس كانوا يقدِّمون بسخاء الذبائحَ الحيوانية — الأضاحي — التي اشتملت على المَعْز الحديثة الولادة، وعلى أنواعٍ من الماشية، كانت تُقدَّم كأضاحٍ للإله حورس — الصقر — ومن المعروف أنَّ هيراكونبوليس هي مدينة الصقر حسب المعنى اليوناني لاسمها، ومن ثَم فالعثور على دفنات المَعْز الحديثة الولادة بالموقع، كان له دلالته الدينية.
Davies., and Friedman, R., Egypt, London, 1998, pp. 23-24.
٢٧  Adams, B., Excavations in the locality 6 cemetery at Hierakonpolis, 1979–1985, Oxford, 2000, p. 171 Van Neer, W., and Linseele, V., and Friedman, R. F., 2004, pp. 72-73, 76 .
٢٨  Reisner, G. A., The early dynastic cemetery at Naga-ed-Dêr, part 1, California, 1908, p. 16 .
٢٩  Emery, W. B., The excavation and survery between Wadi Es-Sebua and Adindan, vol. 1, 11, Cairo, 1935, p. 301 .
٣٠  Ayrton, E. R., and Loat, Predynastic cemetery at El-Mahasna, London, 1911, p. 13 .
٣١  Reisner, G. A., Op. Cit., p. 16 .
وعن نجع الدير وجبَّانتها انظر: King, T. W., Egypt and western Asia in light of recent discoveries, London, 1907, p. 26; Padzorski, P. V., their bones shall not perish, an examination of predynastic human skeletal remains from Naga-ed-Dêr in Egypt, England, 1990; Delrue-Gent, P., “the predynastic cemetery N 7000 at Naga-ed-Dêr are-evaluation” in: Willens, H.,(edit.), Oriontalia lovanien sia analecta, social aspects funerary culture in the Egyptian old and Middle Kingdoms, Paris, 2001, pp. 21–54.
٣٢  Flores, D. V., Op. Cit., p. 33.
٣٣  Emery, W. B., Op. Cit., p. 301 .
«يذكِّرنا وضْعُ الماعز في هذه الدفنة، بأوضاعِ دفنات الغزلان التي سيأتي الحديث عنها فيما بعدُ، حيث كان هذا الوضع، هو الوضعَ المحبَّب والمتَّبع في دفنات الغزلان، مما يدُل على حب وتقدير صاحبها لها، والاهتمام بدفنها معه بهذه الطريقة في المقبرة.»
٣٤  Ayrton, E. R., Op. Cit., p. 19, 20, 22 .
٣٥  أبو صير الملق: تقع شمال غرب بلدة أشمنت وإلى الشمال من ميدوم بحوالي 15كم وتتبع مركز الواسطى، محافظة بني سويف.
٣٦  Scharff, A., Op. Cit., p. 14 .
٣٧  Ibid., pp. 108–164.
٣٨  Saad, Z. Y., royal excavations at Helwan (1945–1947), Cairo, 1951, p. 32 .
٣٩  Child, V. G., New light on the most ancient east, London, 1952, p. 42; Vandier, J., Op. Cit., p. 197 .
٤٠  Rizkana, I., Maadi III, Kairo, 1989, p. 123; Dunn, J., old predynastic Maadi, London, 2002 .
٤١  Flores, D. V., Op. Cit., p. 75 .
٤٢  شارلس بونيه، «أعمال التنقيب الآثاري في كرمة (السودان) والتقرير المبدئي لموسمي ١٩٩٣م، ١٩٩٤-١٩٩٥م»: مجلة أركاماني، مجلة الآثار والإنثروبولوجيا السودانية، العدد الأول، ٢٠٠١م؛ عُثر في القطاع CE21 من نفس الجبَّانة على خمس مقابر، اشتملت على أعداد كبيرة من الخِراف، بلغت حوالي أحد عشر في مقبرةٍ واحدة، وتُؤرَّخ تلك الدفنات تقريبًا بالفترة ٢٠٠١ق.م.؛ أي إنها ترجع لمرحلةٍ تالية لعصر بداية الأسرات، وما أوردتُها إلا للاستدلال بها على تواجد دفنات الكِباش بالنوبة في مختلف المراحل الحضارية، وبالتالي ثبوت تواجدها قبل ذلك بفترات بعيدة.
٤٣  Behrens, H., Op. Cit., p. 75; Flores, D. V., Op. Cit., p. 25 .
٤٤  Ayrton, E. R., Op. Cit., pp. 13, 21 .
٤٥  Debono, F., Op. Cit., p. 36 .
٤٦  Ibid., p. 17 .
٤٧  Ibid., p. 20.
٤٨  Ibid., pp. 21, 39 .
٤٩  Behrens, H., Op. Cit., p. 75; Flores, D. V., Op. Cit., p. 25 .
٥٠  أحمد سعيد، «نشأة الأشكال الخرافية ما بين مصر وبلاد الشرق الأدنى»، ص٧-٨.
٥١  Reisner, G. A., Op. Cit., p. 16 .
٥٢  Flores, D. V., Op. Cit., 69 .
٥٣  Rizkana, I., Maadi IV, Op. Cit., p. 60 .
٥٤  Rice, M., Egypt’s making, the origins of ancient Egypt 5000-2000 B.C., London, 1990, pp. 48, 32 .
وعن العبادة الشمسية وعلاقتها بحيوانات الشمس انظر: Saied, A., Op. Cit., pp. 34–36.
٥٥  Debono, F., and Mortensen, B., Op. Cit., p. 76 .
٥٦  Flores, D. V., Op. Cit., pp. 42, 73; Behrens, H., Op. Cit., p. 77 .
٥٧  Rizkana, I., Maadi IV, p. 60 .
٥٨  Debono, F., and Mortensen, B., Op. Cit., pp. 14, 20 .
٥٩  Flores, D. V., Op. Cit., p. 33 .
٦٠  Debono, F., Op. Cit., p. 39 .
٦١  Ibid., p. 36 .
٦٢  Ibid., p. 14 .
٦٣  Ibid., p. 17 .
٦٤  Ayrton, E. R., and Loat, Op. Cit., pp. 20–22 .
٦٥  Scharff, A., Op. Cit., p. 14 .
٦٦  Reisner, G. A., 1958, p. 16 .
٦٧  Ayrton, E. R., Op. Cit., pp. 13, 21 .
٦٨  Bonnet, H., Op. Cit., p. 113 .
٦٩  Frankfort, H., Ancient Egyptian religion, New York, 1961, p. 11 .
٧٠  Lurker, M., The gods and symbols of ancient Egypt, London, 1980, p. 26 .
يسر صديق أمين، «قرابين الأضاحي في نصوص ومناظر الدولة الحديثة والعصور المتأخرة في مصر القديمة»، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآثار، جامعة القاهرة، ١٩٨٧م، ص٣١-٣٢.
٧١  Vandier, J., Op. Cit., p. 197; Walens, S., “Animals,” in: Enc., of Rel., vol. 1, p. 293 .
٧٢  Rice, M., Op. Cit., p. 32 .
٧٣  Bonnet, H., Op. Cit., p. 882 .
٧٤  Lurker, M., Op. Cit., p. 26 .
٧٥  إيناس بهي الدين، «المعبودات المصرية القديمة التي اتَّخذت هيئةَ الكبش منذ بداية العصور التاريخية وحتى نهاية الدولة الحديثة»، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القاهرة ٢٠٠٢م، ص١٤-١٥. وعن الكباش وتقديسها في عصرِ ما قبل وبداية الأسرات انظر: Saied, A. M., Op. Cit., pp. 135–149.
٧٦  خنوم: هو الإله الذَّكر الذي اتَّخذ هيئةَ الكبش، وامتدَّت جذورُ عبادته إلى عصر بداية الأسرات ٣١٠٠ق.م.، وقد كان رمزًا للقوة والخصوبة: Wilkinson, R. H., The complete gods and goddesses of ancient Egypt, Cairo, 2003, p. 194.
٧٧  جورج بوزنر، «معجم الحضارة المصرية القديمة»، مترجَم، القاهرة، ١٩٩٢م، ص٤٢؛ Badawi, A. M., Der Gott Chnum, Inaugural-Dissertation zur erlangung der DoktorwÜrde, Berlin, 1937, pp. 5, 16-17.
٧٨  Altenmüller, H., “opfer,” in: LÄ, IV, 1982, cols. 579–584 .
٧٩  خالد أنور عبد ربه عبد الغني، «إله الشمس وعلاقته بآلهة ومخلوقات العالم الآخر أثناء رحلته الليلية»، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآثار، جامعة القاهرة، ٢٠٠٥م، ص٨، ١٥.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤