الفصل الرابع

دفنات الغزلان

دفنات الغزلان

استطاع المصري القديم أن يستأنس الغزال منذ فجر التاريخ، حتى أصبح بمرور الوقت من الحيوانات المنزلية المحبَّبة إلى نفسه.١ ولقد عُرف منه في مصر نوعان؛ أولهما يسمَّى Gazella Dorcas، والثاني يُعرف ﺑ Gazella Izabella وعُثر على بقاياه العظمية في مرمدة والمعادي والعمرة وهليوبوليس وبلاص٢ وقد عُثر على الكثير من دفنات الغزلان في العديد من جبَّانات مصر ما قبل وبداية الأسرات، وقد جاءت تلك الدفنات بكيفياتٍ وأوضاعٍ مختلفة كالتالي:
  • (١)

    دفنات فردية.

  • (٢)

    دفنات مزدوجة لحيوانات مختلفة الفصائل «غزال ومعه حيوان آخر».

  • (٣)

    دفنات حيوانية وآدمية معًا.

  • (٤)

    دفنات حيوانية ملحقة بمقابر آدمية.

  • (٥)

    دفنات جزئية.

أولًا: الدفنات الفردية

كانت الغزلان في جبانتَي المعادي وهليوبوليس تُدفن على غِرار الدفنات الآدمية، من حيث التكفين والاحتفاظ باتجاهٍ معيَّن في الدفن؛٣ إذ كثيرًا ما كُفِّنت بالحصير وزُوِّدت بالقرابين، ولا شكَّ أنَّ ذلك دليلٌ على تقديس الغزال في كلٍّ من المعادي وهليوبوليس، وإن كان لا يزال الجدل قائمًا حول دفنات الغزلان في هاتين الجبَّانتين؛ فقد ذكر بعض الباحثين عنها أنها دفناتُ مَعْز، وذكر البعض الآخر أنها دفناتُ غزلان، وذلك لصِغَر حجم كليهما، وتركيبة الهيكل العظمي المتشابهة في كلا النوعين.٤ والأمر نفسُه حدَث مع دفنات غزلان جبَّانة وادي دجلة والمعادي، لا من حيث كيفية الدفن، وإنما من حيث غموض تفسير هذه الدفنات، وما إذا كانت لغزلانٍ أم مَعْز؛ ففي جبَّانة وادي دجلة والمعادي عُثر على غزلانٍ مدفونة في جِرار على أطراف الجبَّانة – كما فعل البداريون٥ بخلاف ثلاث عشرة دفنة أخرى لغزلان جاءت دفناتها منفردة — كلٌّ على حدة — جاءت أوضاعها جميعًا متشابهةً عدا دفنة واحدة، جاء فيها الغزال وقد قُطِع عنقه بما يشير إلى أنه كان قد ذُبح قبل إتمام عملية الدفن.٦
وفي الجزء الغربي من جبَّانة وادي دجلة، عُثر على أربع دفنات — فردية — لغزلان، بدراستها تبيَّن أنها إما كانت بمثابة أضحيات حيوانية مقدَّمة للمتوفَّى، أو ربما هي دفنات رمزية تشير إلى معبوداتٍ محلية عُرفت خلال هذه الفترة الانتقالية،٧ الشكلان رقم ٧-٤٤ - ٧-٤٥.
ويذكر ديبونو عن دفنات الغزلان التي عُثر عليها بهليوبوليس أنها بلغت إجمالي ستِّ دفنات.٨
هذا، وقد عُثر على دفناتٍ حيوانية يُعتقد أنها لغزلان في المقبرتين رقم ٢٢٣، و١٦٠٩ بجبَّانة المستجدة، تُؤرَّخ بنقادة II–I.٩ بينما في سقارة عُثر على عظامِ اثنين من الغزلان الصغيرة، كانت قد وُجدت في فجوةٍ أسفل الجدار الشمالي من حجرة الدفن في المقبرة رقم ٣٥٠٤، وتُؤرَّخ تلك الدفنة بعصر الأسرة الأولى.١٠ الشكل رقم ٧-٤٦.

ثانيًا: الدفنات المزدوجة للحيوانات المختلفة الفصائل «غزال ومعه حيوان آخر»

عُثر في المقبرة رقم ٣٣٠ في جبَّانة المستجدة على دفناتٍ حيوانية مزدوجة، اشتملت على هيكلٍ عظمي لقطٍّ، كان قد دُفن مع غزال، وكان الغزال قد وُضع بالقرب من أرجل المتوفَّى.١١ ولم يكن بالدفنة أثاثٌ جنائزي.
وعُثر في بلاص على دفنةٍ أخرى مزدوجة، في المقبرة رقم ٣٩٤ اشتملت على كلب وغزال، تُؤرَّخ تلك الدفنة بفترة نقادة الأولى،١٢ هذا، ولم يكن بالدفنة أيضًا أثاثٌ جنائزي.

ثالثًا: الدفنات الحيوانية والآدمية معًا

كان الغزال من الحيوانات المحبَّبة للمصري القديم، ومن ثمَّ عمِل على دفنه معه في كثيرٍ من الأحيان، وذلك إما في تابوت خاص به أو بالقرب منه، لا سيما عند قدميه.١٣ وقد عُثر على العديد من الدفنات التي توضِّح ذلك؛ ففي جبَّانة المستجدة، عُثر على دفنتين لاثنين من الغزلان كانا قد أُلحِقا باثنتين من المقابر الآدمية — مقبرة لرجلٍ وأخرى لامرأة — وفي كلتا المقبرتين كان الغزال قد وُجِد أسفل نهاية قدمَي المتوفَّى، ربما كان وضْع الغزال عند قدمَي المتوفَّى إشارةً إلى قربه من صاحبه، ولربما كان ذلك بمثابة إرهاصات أولية لما ظهر بعد ذلك في العصور التاريخية؛ إذ كثيرًا ما كان يُصوَّر الغزال أسفلَ مقعد صاحبه، دلالةً على إعزاز صاحبه له، ودلَّ صِغَر حجم الهيكل العظمي لهما على صِغَر عمريهما عند الدفن.١٤ وفي المقبرة رقم ٣٠٢ عُثر على دفنة لغزالٍ كان قد وُجِد بالقرب من أرجل المتوفَّى أيضًا.١٥ وفي المقبرة رقم ٤٩٤، وهي من أصغرِ مقابرِ المستجدة، عُثر على هيكلٍ عظمي لغزال صغير، دُفن بالقرب من امرأة كُفِّنت بجلد حيوان وقماش.١٦ وفي المقبرة رقم ١٨٠٠ بنفس الجبَّانة، عُثر على دفنةٍ لغزال صغير، جاء هيكله العظمي بالقرب من دفنة آدمية لامرأة شابة. وكذلك في المقبرة رقم ١٨٠٨ عُثر على دفنةٍ أخرى لغزال صغير، جاء بالقرب من قدمَي المتوفَّى، وتُؤرَّخ المقبرتان بفترة نقادة الأولى.١٧
وفي المقبرة رقم ٢٦٤٦ بمطمر، عُثر على هيكل عظمي لغزال، جاء عند نهاية قدمَي سيدة كانت مكفَّنة بالحُصْر، بينما في المقبرة رقم ٢٦٦٥ عُثر على غزال صغير جدًّا كان بالقرب من ركبتَي طفل صغير، وكانت الدفنة مزوَّدة بثلاثة من الأواني الفخارية. وفي المقبرة رقم ٢٦٨١ عُثر على بقايا دفنة لغزال، كان قد عُثر عليه بالقرب من قدمَي المتوفَّى، وكذلك في المقبرة رقم ٢٧١٤ عُثر على هيكل عظمي لغزال صغير جدًّا عند قدمَي المتوفَّى، وزُوِّدت الدفنة بخمسة من الأواني الفخارية وُضِعت أمام وجه المتوفَّى.١٨
وفي الجبَّانة رقم ٩٠٠ بمطمر عُثر على مقبرة بسيطة اشتملت على دفنةٍ لغزال، بالقرب من قدمَي المتوفَّى.١٩
وفي أرمنت عُثر في المقبرة رقم 1529 A على دفنةٍ لغزال صغير، وُجِد هيكله العظمي عند قدمَي طفلٍ كان قد دُفن في تلك المقبرة، وتُؤرَّخ الدفنة بفترة نقادة I C.٢٠

رابعًا: دفنات حيوانية ملحَقة بمقابر آدمية

عُثر في مطمر على العديد من دفنات الغزال، جاءت ملحَقة بمقابرَ آدمية؛ ففي المقبرة رقم ٢٦٢٢ عُثر على دفنة لغزال، جاء هيكله العظمي غير كامل، وكان ملحقًا بدفنةٍ آدمية تُؤرَّخ بعصر نقادة الثالثة. بينما عُثر على دفنةٍ لغزال في المقبرة رقم ٣١١١ وهي واحدة من المقابر الجماعية التي اشتملت على طفل وامرأة وجمجمتين لشخصين بالغين (رجل وامرأة)، جاء الغزال بالنهاية الشمالية للمقبرة. وفي المقبرة رقم ٣١٢٣ عُثر على دفنة لغزال، كان قد وُضع في تابوتٍ جاءت بقاياه في الركن الشمالي الغربي من المقبرة، وكان هيكلة العظمي غيرَ كامل، ربما لتعرُّض المقبرة للسلب والسرقة. وفي المقبرة رقم ٢٦٠٠ عُثر على عظامٍ متناثرة لغزال، ربما كانت تشير إلى بقايا دفنة لغزال تناثرت عظامُه بفعل أعمال النهب والسرقة، فجاءت الدفنة غيرَ كاملة.٢١
وفي الجبَّانة رقم ٩٠٠ بمطمر عُثر على بقايا عظمية لغزال في حفرة بمقبرة بسيطة، واللافت للنظر هنا أنه قد عُثر بالدفنة على صلاية إردوازية ربما كجزء من المتاع الجنائزي.٢٢
وفي نقادة، عُثر على دفناتٍ للغزلان في مقابرَ عدةٍ؛ ففي المقبرة رقم ٨٣٦ عُثر على دفنة لغزال بالقرب من دفنة آدمية، وكذلك في المقبرة رقم ٢٢٢ عُثر على دفنة لغزال، جاءت بقاياه العظمية ملحَقةً بدفنة آدمية لطفل صغير، كان قد دُفن في تابوتٍ فخاريٍّ.٢٣
بينما عُثر على دفنةٍ كاملة لغزال في الركن الجنوبي الغربي من المقبرة الآدمية رقم ١٨ بالجبَّانة M بأبيدوس، التي تُؤرَّخ بعصر الملك جت.٢٤ هذا، ولقد تكرَّر العثور على دفناتٍ لغزلان جاءت بأوضاعٍ متشابهة، بلغ إجمالي عددها حوالي تسع دفنات، جاءت على بُعد أقلَّ من ١٠كم بامتداد الصحراء، بالجزء المنخفض من الجبَّانة الممتدة بنقادة.

خامسًا: الدفنات الجزئية

ويُقصد بها أجزاءُ الغزلان التي دُفِّنت عن قصدٍ في العديد من المقابر الآدمية. فقد عُثر في المقبرة رقم ٢٦٦٦ بمطمر على دفنةٍ لسيدة، أُلحقت بها جمجمة غزال وزُوِّدت ببعض المتاع الجنائزي.٢٥
وفي جبَّانة أرمنت، عُثر في المقبرة رقم ١٤٦٦ على جمجمة غزال، كانت قد أُلحقت بدفنةٍ آدمية لسيدة راقدة على سرير خشبي، ومزوَّدة ببعض المتاع الجنائزي.٢٦
وفي نجع الدير عُثر على أجزاءٍ من حيوانات صغيرة — قد تكون غزلانًا — وذلك في دفناتٍ عدة بالجبَّانة، من مثل ما جاء في المقابر أرقام: ٩٠٩٧-٧١٧٢-٧٥٢٥ -٧٠٩٧؛ إذ عُثر على بقايا دفناتٍ لحيوانات صغيرة، يُرجَّح أن تكون غزلانًا.٢٧
وفي أبيدوس عُثر في المقبرة رقم ١٤ بالجبَّانة M على جمجمة غزال، كانت قد أُلحِقت بدفنة آدمية تُؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى. وفي المقبرة رقم ١٦ عُثر على ثلاثٍ من جماجم الغزلان أيضًا، كانت قد أُلحِقت بدفنةٍ آدمية أخرى.٢٨
هذا، وفي حلوان عُثر في المقبرة رقم 263H5 على جمجمة لغزال، كانت قد أُلحِقت أيضًا بدفنة آدمية.٢٩ وربما عبَّرت هذه الجماجم بتواجدها في المقابر الآدمية عن نوعٍ من القربان الحيواني أو كأضحية حيوانية، أو ربما هي دفنات جزئية لغزالان، قُصد منها التعبير عن غرضٍ طقسي معيَّن، ذي دلالة رمزية؛ فقد تكون الجمجمة هنا جزءًا يعبِّر عن كلٍّ من:

المتاع الجنائزي

تنوَّع الأثاث الجنائزي الذي كان يُدفن مع الغزلان، ما بين أوانٍ فخارية، سكاكين أضاحي، صلايات إردوازية، فكما رأينا في المقبرة رقم ٢٦٦٦ بجبَّانة مطمر، نجد أنها قد زُوِّدت بأربعة من الأواني الفخارية، وثلاث سكاكين صغيرة من الصوان، ربما عبَّرت عن أنها سكاكين أضحية.٣٠ وكذلك في المقبرة رقم ٢٧١٤ بنفس الجبَّانة، نجد أنه قد عُثر على خمسة من الأواني الفخارية زُوِّدت بها الدفنة. بينما عُثر على صلاية إردوازية في واحدة من دفنات الغزلان بالجبَّانة رقم ٩٠٠ بمطمر.٣١ وربما كانت الصلاية والغزال جزءًا من المتاع الجنائزي الخاص بصاحب المقبرة.
وعُثر في أرمنت على دفنة لغزالٍ جمعت ما بين الأواني الفخارية، والصلاية الإردوازية؛ إذ عُثر في الدفنة رقم ١٤٦٦ على تسعة من الأواني الفخارية، وصلاية إردوازية كنوع من المتاع الجنائزي.٣٢ ربما كان للغزلان والمَعْز رمزيةٌ معينة ارتبطت بالجمال والزينة.
هذا من حيث نوعيةُ ما كانت تُزوَّد به دفنات الغزلان من أثاث جنائزي، أما من حيث النظر إلى الغزال نفسِه، كجزء من المتاع الجنائزي الخاص بالمتوفَّى، فنجد أنَّ هناك اهتمامًا بدفن قرون الغزلان — كجزء يعبِّر عن كلٍّ — وكجزء أيضًا من المتاع الجنائزي الخاص بالمتوفَّى؛ إذ عُثر في المقبرة رقم ٦٥٣ بجبَّانة حلوان، التي تُؤرَّخ بعصر الأسرة الأولى، على ثلاثة من قرون الغزلان، كانت قد جاءت بدفنة آدمية لثلاثة من الرجال، وكان قد بدَت على اثنين من هذه القرون علاماتُ إصلاح وترميم، ولعل الاهتمام بترميم وإصلاح ما كُسِر من هذه القرون، لهو دليلٌ على أهميتها وشدة الاعتناء بها، وبالتالي رمزيتها لدى أصحابها، فلربما كانت هذه القرون جزءًا من المتاع الدنيوي الخاص بصاحب المقبرة، كان يزيِّن بها جدران حجرات منزله في حياته، فاصطحبها معه في مقبرته كي تكون معه في العالم الآخر، وربما كانت لها رمزيتها السحرية التي تجلب له الصيد الوفير، إذا ما كان صاحب المقبرة صيادًا محترفًا أو هاويًا.٣٣

تكفين الحيوان

كُفِّن الغزال في كثير من الأحيان بالحصير، على غِرار الدفنات الآدمية، وذلك كما جاء في جبَّانتَي المعادي وهليوبوليس.٣٤ وكما جاء أيضًا في المقبرة رقم ٢٦٤٦ بجبَّانة مطمر.٣٥
هذا، ولقد حرص المصري القديم على وضْع الغزال في كثيرٍ من الأحيان في تابوتٍ خاص به، وذلك كما جاء في المقبرة رقم ٣١٢٣ بجبَّانة مطمر، التي عُثر فيها على دفنةٍ لغزال كان قد وُضِع في صندوقٍ خاص به.٣٦

وجهة الحيوان

من كلِّ ما سبق ترى الدَّارسة أنَّ القاعدة المتَّبعة في دفن الغزال — في أغلب الأحوال — هي وضْعُه أسفلَ نهاية قدمَي المتوفَّى، أي إنَّ وضْعَ الغزال واتجاه جسمه في المقبرة، كان مرتبطًا بوضع واتجاه صاحب المقبرة، فإن كان رأس المتوفَّى إلى الشمال، كان الغزال إلى الجنوب، والعكس صحيح.

الغرض من دفن الغزال

إنَّ دفنات الغزلان على اختلاف أنواعها، سواء كانت كاملة أو جزئية، إنما هي دليلٌ على قدسية هذا الحيوان، لا سيما وأنه كان يُعتنى بتكفينه بالحصير، وتزويده بالقرابين الجنائزية على غِرار الدفنات البشرية.٣٧
ولقد تبيَّن بالدِّراسة أنَّ المصري القديم كان يهتم بدفن الغزلان، وكان يقتلها متعمدًا، ولقد وضَح ذلك فيما عُثر عليه بجبَّانةِ ما قبل الأسرات بوادي دجلة، من دفناتٍ لغزلان كان قد وضَح بها وجودُ ما يشبه الحزَّ أو القطعَ بالرقبة، وأيًّا ما كانت طريقة القتل، سواء كانت بالذبح أو بغير ذلك، فإنَّ ما يهمنا هنا هو أنَّ الغزلان كانت من الحيوانات التي اهتم بها المصري القديم، واعتُبرت من حيوانات الأضحية كقرابين.٣٨

وربما كانت الغزلان بذلك ترمز لأعداء الآلهة وأعداء إله الشمس؛ إذ شبَّهت كتبُ العالم الآخر المذنبين والملعونين بالحيوانات التي تُستخدم كأضحية، وذلك في عملية ذبحهم.

ولا أدلَّ على ذلك من صلاية حيوانات الشمس المكتشَفة بأساس معبد حورس في هيراكونبوليس (الكوم الأحمر/نخن)، متحف الأشموليان/أكسفورد؛ إذ يظهر على واجهة الصلاية اثنان من الكائنات ذات الرقبة الثعبانية وهما يلتهمان غزالًا يمثِّل هنا عدوَّ الشمس، وفي نفس الوقت يحميان بؤرةَ الصلاية الممثِّلة للشمس.٣٩
أما عن الغرض من دفن قرون الغزلان، فلربما كانت قد ارتبطت بقدسية هامة، وقوةٍ ما دون تحديد إله معيَّن،٤٠ وقد تكون تلك القرون بمثابةِ دفنة رمزية كتميمة يُرجى نفعها، لا سيما وأنه قد ظهرت إرهاصاتُ٤١ الاهتمامِ بمثل تلك الدفنات الرمزية منذ عصر حضارة البداري.٤٢
١  Brunner, E., “Traut” in: LÄ, II, S., 426 f: «كان كثيرًا ما يُصوَّر الغزال قابعًا أسفل مقعد صاحبه في الكثير من المناظر المصرية القديمة في العصور التاريخية».
٢  Saied, A. M., Op. Cit., p. 240 .
٣  Child, V. G., Newlight on the most ancient east, London, 1952, p. 75; Behrens, H., Op. Cit., p. 76 .
٤  Child, V. G., Op. Cit., p. 75; Rizkana, M. A., Maadi, IV, Mainz, p. 93 .
٥  عبد العزيز صالح، «حضارة مصر القديمة وأثارها»، ص١٥٥.
٦  Hoffman, M. A., Op. Cit., p. 210; Amer, M., and Rizkana, I., “Excavations in: Wadi Digla-Second season, report 1953” in: B. F. A., vol. 15, part 2, 1953, pp. 202-203 .
٧  Amer, M., and Rizkana, I., “Excavations in Wadi Digla” in B. F. A., vol. 15, part 1-2, 1953, p. 99 .
٨  Debono, F., “Fouilles: Heliopolis trauvailles prédynastique” in: C. D. E., vol. 25, 1952, p. 234–236 .
٩  Flores, D. V., Op. Cit., p. 104 .
١٠  Emery, W. B., Great tombs of 1st dynasty, vol. II, pl. 24 .
١١  Behrens, H., Op. Cit., p. 75 .
١٢  Petri, W., and Quibell, J. E., Naqada and Balls, pp. 13, 16-17 .
١٣  Flores, D. V., Op. Cit., p. 5 .
١٤  Behrens, H., Op. Cit., p. 75 .
١٥  Brunton, G., Mostagedda and tasian culture, p. 34 .
١٦  Castillos, J. J., “The predynastic cemeteries at Mostagedda” in: G. M, vol. 175, 2000, p. 26 .
١٧  Brunton, G., Op. Cit., pp. 71, 90 .
١٨  Brunton, G., Matmar, London, 1948, pp. 13, 14 .
١٩  Brunton, G., Op. Cit., p. 25 .
٢٠  Mond, R., and Myers, O. H., cemeteries of Armant I, London, 1937, p. 14 .
٢١  Brunton, G., Op. Cit., pp. 12, 16, 22 .
٢٢  Brunton, G., Op. Cit., p. 25 .
٢٣  Petri, W., and Quibell, J. E., Op. Cit., pp. 22, 25 .
٢٤  Flores, V. D., Op. Cit., pp. 54, 89 .
٢٥  Brunton, G., Op. Cit., p. 13 .
٢٦  Bard, K., “A quantitative analysis of the predynastic Burials in Armant cemetery 1400–1500” in: JEA, 74, 1988, p. 52 .
٢٧  Lythgoe, L. M., The predynastic, cemetery N7000 Naga-ED-DER, part. 4, California, 1965, pp. 53, 54, 100, 339 .
٢٨  Flores, D. V., Op. Cit., p. 112 .
٢٩  Saad, Z. Y., Royal excavations at Helwan, Cairo, 1951, p. 32. وعن جماجم وقرون الغزلان ورمزيَّتها وارتباطها بمركب سوكر انظر: Saied, A. M., Op. Cit., p. 241.
٣٠  كان السكين من أدوات نحْرِ الضحايا من الحيوانات، وكان له أغراضه السحرية والدينية الهادفة إلى وفرة الماشية ودرء شر الحيوانات الضارية (رضا محمد سيد أحمد، «العاج والمصنوعات العاجية»، ص٢٥٥–٢٥٨).
٣١  Brunton, G., Op. Cit., pp. 13., 14, 25 .
٣٢  Bard, K., Op. Cit., p. 52 .
٣٣  Saad, Z. Y., Op. Cit., p. 20؛ زكي سعيد، «الحفائر الملكية بحلوان»، ص٧٥.
٣٤  Child, V. G., Op. Cit., p. 75; Behrens, H., Op. Cit., p. 76; Rizkana, M. A., Maadi IV, p. 93 .
٣٥  Brunton, G., Matmar, pp. 13-14 .
٣٦  Ibid., p. 16 .
٣٧  Houlihan, F., The animal world of the Pharaohs, Cairo, 1996, p. 62 .
٣٨  Moustafa, Y. Sh., “Preliminary Notice on gazelles from predynastic Wadi Digla” in: B. F. A., vol. 15, part 2, 1953, p. 213 .
٣٩  أحمد سعيد، «نشأة الأشكال الخرافية»، ص٨.
٤٠  أشرف زكريا، «التماثيل والتشكيلات الحيوانية، والحيوانية الطابع في مصر وبلاد الشرق الأدنى القديمة في عصورِ ما قبل التاريخ»، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآثار، جامعة القاهرة ٢٠٠٠م، ص٣٩٠-٣٩١.
٤١  إذ عُثر في البداري على تميمةٍ من أقدم التمائم المعروفة، التي اتخذت هيئةَ رأس حيوان الوعل، وربما كان الغرض منها جعْلَ مَن يرتديها صيادًا ماهرًا لحيوانات الصحراء، أو قد يكون الغرض منها توفير القربان.
٤٢  Andrews, C., Amulets of ancient Egypt, London, 1994, p. 60 .

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤