راكبَة الدَّراجَة
تمَهَّلي فراشةَ الصَّباحِ
أسْرَفْتِ في الغُدوِّ والرَّواحِ
ماذا ارتيادُ الطُّرُقِ الفِساحِ
والوثبُ فوق العُشْبِ والصُّفَّاحِ
بين الروابي الخُضْرِ والبطاحِ
بالشَّعَرِ المهدَّلِ السبَّاحِ
كالموج تحت العاصفِ المجتاحِ
والنهدِ وهو مُطْلَقُ السَّراحِ
يخفقُ بين الصدر والوشاحِ
والساق خَلْفَ الساقِ في كفاحِ
في حَلْقَةٍ طاغيةِ الجماحِ
تدور مثل البارقِ اللمَّاحِ
تودُّ لو طارتْ مع الرياحِ
وحلَّقَتْ في كبَدِ الصُّراحِ
بلطفِ هذا الجسد الممراحِ
وخِفَّةٍ في روحكِ الصَّدَّاحِ
تَكادُ تُغْنِي الطيرَ عن جَنَاحِ!
يا لهواءِ عابثٍ مفراحِ
سكرانَ، لا من خمرة الأقداحِ
بَلْ من صِباكِ، والصِّبا كالرَّاحِ
يرفعُ طرف الثوب في مزاحِ
لا يَسْتَحِي من لائمٍ ولاحي
قد آذَنَ الفخذين بافتضاحِ
ونَمَّ عن خميلةِ التُّفَّاحِ
فوق كثيبِ الورد والأقاحي!
أخشى على حُسْنهما الوضَّاحِ
عَيْنَ اشتهاءِ وَيَدَ اجتراحِ
بل صرتُ أخشى ثورةَ الأرواحِ
في مثل هذا الحَرمِ المُبَاح
وَدِدْتُ لو بالروح أو بالرَّاحِ
صُنْتُهما حتَّى عن الصباحِ!