سُوريا وعيد الجلاء
تحية واعتذار
هنَّأْتُ باسمكِ تحت الشمس أحرارا
يَنْدَى هواك على هاماتهم غارا
دمَشْقُ! يا بلَد الأحرار، أيُّ فتًى
لم يَمْتشقْ فيك سيفًا أو يَخُضْ نارا
ذَوْدًا عن الوطن المعبود، من دمِه
للمجد يبنيه آطامًا وأسوارا
زَكَتْ «أُمَيَّةُ» في أعراقه وجرتْ
دمًا يُروِّي الثرى أو يغسلُ العارا
عيدُ الجلاءِ أُسمِّيهِ وأعرفهُ
يومٌ تباركَ أنداءً وأسحارا
جلا عن الشرق ليلَ البغي حين جلا
عروبةً فيكِ تَلْقَى الأهل والدارا
لولا مصابٌ دهى الوادي فشبَّ به
نارًا، وهاج النسيمُ العذبُ إعصارا
ورَوَّعَ الأمةَ الغلباءَ في رَجُلٍ
شدَّتْهُ قوسًا، وسلَّتْ منه بتَّارا
من النوابغ أعمارٌ إذا قصرتْ
مدَّ النبوغُ لهم في الخلدِ أعمارا
أحرارُ مملكةٍ في الرأْي ما أثموا
سَمَّاهم الغاصبُ الظَّلَّام ثُوَّارا
ثاروا على القيد حتى انحلَّ، واقتحموا
على الطواغيت حِصْنَ الظلم فانهارا
•••
لولاهُ كان إليك البرقُ راحلتي
أطوى به الجو آفاقًا وأقطارا
وجئتُ «فيحاءُ» أُزجي الشعرَ مُفْتَقشدًا
تحت الصفائح مقدامًا ومغوارا
والمفتدون، شُراةُ الخلد، قلَّ لهم
ما ينظم المدح ألحانًا وأشعارا!