دُنْيَا النِّسَاءِ
(بليتيس تخاطب تاييس في ألم وغضب.)
بليتيس
:
أيغريكِ بالحبِّ سودُ اللحَى
غِلاظُ الشِّفَاهِ، العراضُ الطوالْ؟
كأَنَّ الهوى صُنْعُ أيديهمُ
فمن غيرهم كلُّ عيشٍ مُحَالْ؟
إذا شئتِ كان لنا عَالَمٌ
يحوطُ الأنوثَةَ فيه الجلالْ
حَمَتْ رِقَّةَ الجنس رَبَّاتُهُ
فليس بها حاجةٌ للرجالْ!
لكلِّ اثنتينِ هَوًى واحِدٌ
تَلَاقَى على سرِّه مهجتانْ
وعُشٌّ يضمهما في المساءِ
وروضٌ به في الضُّحَى يعبثانْ
وفي ركنِ خدْرِهِمَا مِغْزَلٌ
وفوقَ الأريكةِ قيثارتانْ
وتحت الوسادة أقصوصةٌ
لقلبين لم يَرْوِهَا عاشقانْ
تاييس
:
وماذا تُرَى صَنَعَ العاشقانْ؟
وما ذكرياتُ الليالي الحسانْ؟
حديثُكِ، إنْ لم يكنْ بِدْعَةً
فَحُلْمٌ جَرَى في قديمِ الزمانْ
وصيحةُ مُخفقةٍ في الهَوَى
مُعَربدةِ الرُّوحِ، سَكْرَى اللسانْ
أعيذُُ الأنوثَةَ هذا الهوانْ
وفيها الدهاءُ القويُّ الجَنانْ!