السِّحْرُ الْأَسْوَدُ
بليتيس
(ضاحكة من فزع بليتيس قائلة لها في معابثة)
:
وَصَمْتِ الخليقةَ في بَعثهم
كأنَّهمُ الحَدَثُ المنكرُ
وما أخطأ الطيفُ ألوانَهُ
ولكنَّهُ اللَّهَبُ الأحمرُ
أبوهم، كما زعموا، آدمٌ
وحواءُ أُمُّهُمُ المُعْصِرُ
لهم أعينٌ تتملَّى الجمالَ
وأفئدةٌ بالهوى تشعرُ
•••
لهم نارُهم في أقاصِي الدُّجَى
وأبياتُهم في أعالِي الكهوفْ
وَسِحْرُ الطبيعةِ في عُرْيِهَا
إذا هَتَكَ الفجرُ عنها الشُّفُوفْ
ونايٌ يُقَسِّمُ فيهِ الربيعُ
ويسكبُ شَجْوَ المساءِ الهَتُوفْ
ورقصٌ يُمَثِّلُ قَلْبَ الحياةِ
إذا ما استُخِفَّ بِنَقْرِ الدفوفْ
•••
تَفَرَّدَ فَنُّهُمْ بالخفاءِ
وصِيغَ بفِطْرَتِهِمِ وَاتَّسَمْ
يعيشُ جديدًا بأرواحِهِمْ
وإن عاشَ فيهمْ بروح القِدَمْ
له بأس «مانا» وإيحاؤُهُ
إذا اضطربتْ رُوحُهُ بالألمْ
وَرِقَّة «هاوايَ» في شَدْوِهَا
إذا جاشَ خاطرُها بالنَّغَمْ