الطَّيْفُ الآدَمِيُّ
سافو
(في تهكم)
:
أتخشى لِقانا سليلَ السماءِ
أتحذرُنا أم تخافُ الضِّيَاءْ؟
الشاعر
(يهم بالظهور فيحسن أن له جسدًا وأنه لم يعد روحًا
مجردًا)
:
مُحدِّثَتِي ما أحبَّ اللقاءَ
لقد حالَ جسميَ دونَ اللقاءْ
وكنتُ تَخَلَّصْتُ من طيفِهِ
فلفَّتْهُ حولي يَدٌ في الخفاءْ
كأنِّيَ أهذِي بأضغاثِ حُلْمٍ
أو إني ضللتُ طريقَ السماءْ!!
تاييس
:
بليتيسْ … سافو … الفرارَ!! الفرار!
فقد لبسَ الروحُ طيفَ البشرْ
أتبْصِرُهُ جسدًا عارِيًا؟
ونقربُه؟ تلك إحدى الكُبَرْ!
هرميس
:
على رِسْلِكُنَّ فقد عَاقَبتْهُ
بأقوالكنَّ بناتُ القدرْ
تاييس
:
لقد عاقبتهُ بأشعارِهِ
فيا ليتَهُ ما هذَى أو شَعَرْ
(الحوريات يلتفتن إلى الملك وقد سمعن الشاعر يصرخ في مخبئه.)
هرميس
:
أتصرخ؟ وَيْحَكَ إنَّ السماءَ
لِتَأْخُذَهَا صَرَخَاتُ الأَلَمْ
من الغيمِ، يا شاعرِي، فالتمسْ
دِثارَكَ واخصِفْ بِهِ من أَمَمْ
وَخُذْ من جناحيَّ ما تَتَّقِي
به في السماءِ عَثارَ القَدَمْ
وأقسمُ ما رُمتُ غيرَ الحنان
وإنِّي زعيمٌ بهذا القَسَمْ