الفصل الثاني
المنظر الأول
أزمردا، سفينته الصغيرة الأخاذة المنظر راسية في الصباح في مكان غربي ميناء «رافيا» على شاطئ غريب منبسط متألق الرمال. فيه زهرات برية مختلفة الألوان ونبت جميل وشجرات صغيرة من النخيل والزيتون، منتشرة بينها بعض الصخور وعلى الأفق تبدو أشباح سحاب وجبال. أزمردا وماتوكا يتأملان في دهشة الشاطئ.
(ويستمر ماتوكا في عمله غير مصغ إلى كلام سيده فينصرف أزمردا عنه ويجلس على صخرة، وهو يقول):
(ثم يقف أزمردا متطلعًا إلى الأفق البعيد متأملًا صفاء السماء، وهو يقول):
(تبدو في هذه اللحظة أربع فتيات جميلات كأنهن قادمات إلى نزهة على الساحل، وهن يتمخطرن صفًّا واحدًا متماسكات الأيدي فيما يشبه الرقص الموسيقي الموقع، فيشيع في نفسه الرجاء ويفرك كفيه مبتهجًا، وهو يقول):
(لنفسه)
(الفتيات وقد اقتربن من مكان أزمردا وهن مبتهجات باليوم الجميل ومنظر الميناء، وينظرن إلى أزمردا وهو يحني رأسه قليلًا ويشير بيديه تحية لهن):
(أزمردا يتوجه إليهن باسمًا بعد أن أتم كلامه، فيبتسمن له ويقفن كأنما يتفرجن على سفينته الراسية بينا يختلسن النظرات منه ومن زيه الغريب الجميل):
(إلى حروازا):
(ثم يعدن إلى خطراتهن الأولى متماسكات الأيدي فيما يشبه الرقص الموقع، متجهات في طريقهن الأول مبتعدات عن أزمردا.)
(ويظهر ماتوكا في هذه اللحظة مقبلًا من الشاطئ فيرى الفتيات الأربع ولا يصدق ما يراه، وينظر إلى أزمردا فيراه واقفًا في مكانه شاخصًا إلى الفتيات وكأنه مأخوذ وحين يرى ماتوكا إزاءه يقول):
(مشيرًا إلى الفتيات وهن يبتعدن.)
(مشيرًا إلى لسانه.)
(وينطلق أزمردا في أثر الفتيات.)
المنظر الثاني
بقعة خضراء تشبه الواحة ذات شجر ونبات خلف صخرة بيضاء تحجبها عن البحر، وعن الأنظار، يهبط إليها الفتيات دون أن يشعرن بتعقب أزمردا لهن وقد اختفى وراء الصخرة مطلًّا عليهن من فجوة صغيرة، فيراهن وقد أخذن يخلعن غلائلهن الشفافة ويلقينها على العشب بينما تنشد حروازا:
(وفجأة تتردد من فضاء البحر ضحكات مطربات، وتثب عرائس الأمواج شاديات راقصات مرسلات الشعور شبه عاريات، يتحلين بضفائر الورد والأصداف البراقة ويملأن جوانب المكان، بينما يأخذن جميعهن في الرقص التوقيعي، وهن ينشدن):
•••
•••
•••
•••
(وينتهين من إنشادهن بانتهاء مريتا من رقصتها فتتقدم ويشافا وتبدأ أغنيتها):
•••
•••
•••
(وتسرع الفتيات وهن يتضاحكن في ارتداء غلائلهن وقد سارت عرائس الموج إلى البحر، فيغادر أزمردا مكانه ويدخل عليهن فجأة فتشرئب العيون إليه وهو في زيه الفاتن الرائع فيشيع الصوت بينهن، وهو يقول):
(مشيرًا لحروازا.)
(إلى ويشافا.)
(إلى مريتا.)
(إلى اسميتا.)
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
(متلفتة إلى أزمردا.)
(وبينما تنسق حروازا ثوبها إيذانًا بالرحيل تنتحي مريتا بويشافا وأسميتا جانبًا، وهي تقول):
(ولا تكاد تتم هذه العبارة حتى تهم حروازا بالانصراف وقد وضعت يدها في يد أزمردا، وهي تقول):
(يخرج أزمردا من صدارته ياقوتة كبيرة ذات بريق أخاذ ويقدمها إلى حروازا بين نظرات الإعجاب.)
(وهو يمد يديه لهن.)
(وتقبل الفتيات الأربع على أزمردا ويسرن به كالمسحورات متجهات إلى السفينة.)