باتوزيس يرثي أزمردا
عثرنا على هذه القصيدة التي يرثي فيها باتوزيس أزمردا، وقد هبطت الفتيات الأربع به في مكان من ساحل البحر، مذهولًا مما مر به، وهو متجه بعينيه إلى فضاء البحر وأمواجه مشيرًا غلى مكان السفينة الغارقة والفتيات حوله ينظرن حيث يشير، وهو ينشد:
أثَرٌ لَيسَ يُلْمَحُ
وخيالٌ مُجَنَّحُ
وشراعٌ مُحَطَّمٌ
حوْلَهُ الموتُ يَسْبَحُ
مُغْرَقًا لا تَهزُّهُ
نَسْمَةٌ أو تُرَنِّحُ
يحتويه مزمجرٌ
مظلمُ الغورِ أفيحُ
غرقتْ تلكُمُ السفيـ
ـنةُ وانفضَّ مسرحُ
ما لرُّبَّانها الطَّموحِ!
أما عادَ يطمحُ؟
ويحهُ وهوَ ذاهلٌ
أغبرُ الوَجْهِ أكلحُ
يتكفَّا رجالُه
حولَهُ وهو يَضبحُ
بعدَ ما كانَ بينهمْ
يتغنَّى وَيَمْرحُ
غَرَّهُ السيفُ مُصْلَتًا
بالمنايا يُلَوِّحُ
لا يُبالي إِذا رمى
كيفَ يَفْرِي ويذبحُ
خالني إِذ دَعوْتُه
دعوةَ الخيرِ أمزحُ
عاشَ لو قَدَّرَ النصيـ
ـحةَ أو كانَ يُنْصَحُ
يحسنُ الشرُّ بالغريـ
ـزةِ والخيرُ يقبحُ
صاحب الأمسِ، لا رحيـ
ـقَ، ولا كأْسَ تصدحُ
فاشرَبِ اليومَ من إِنا
ئِكَ بالموتِ يطفحُ
أمِنَ البحرُ مِخلبيـ
ـكَ، وشطٌّ، وأبطحُ
وعذارَى كأنهنَّ
الأقاحُ المُفَتَّحُ!
محصناتٌ تصيدهنَّ
وتُغوي وتفضحُ
أيها الصَّقْرُ، لا تُغَـ
ـرَّ، فللرِّيحِ أجْنُحُ!
يتلَقَّاكَ بأسُها
صامدًا لا يُزَحْزَحُ
هُنَّ من رحمةِ السما
ءِ مَقاديرُ تسنحُ
فإذا الطائرُ السجيـ
ـنُ طليقٌ مُسرَّحُ
وإذا الصائدُ الغشو
مُ صَريعٌ مُطَرَّحُ
من دَمِ الغَدرِ قَلْبُهُ
سائلُ العرقِ ينضحُ
فامْضِ لا فرحةً بمو
تكَ! ما الموتُ يُفرحُ
قد عفا عنكَ هالكًا
قَدَرٌ ليس يصفَحُ!