غُرْفَةُ الشَّاعِرِ
أيها الشَّاعرُ الكئيبُ مضى الليـ
ـلُ وما زلتَ غارقًا في شجونِكْ
مُسْلِمًا رأسَكَ الحزينَ إلى الفكـ
ـرِ، وللسهدِ ذابلاتِ جفونِكْ
ويَدٌ تُمسكُ اليراعَ وأخرى
في ارتعاشٍ تمرُّ فوقَ جبينِكْ
وفمٌ ناضبٌ به حَرُّ أنفا
سكَ يطغى على ضعيفِ أنينِكْ
•••
لستَ تُصغي لقاصف الرعدِ في الليـ
ـلِ، ولا يزدهيكَ في الإبراق
قد تمشَّى خِلالَ غرفتِكَ الصمـ
ـتُ ودبَّ السكونُ في الأعماقِ
غيرَ هذا السراجِ في ضوئِه الشَّا
حبِ، يهفو عليكَ من إشفاقِ
وبقايا النيرانِ، في الموقد الذَّا
بل، تبكي الحياةَ في الأرماقِ
•••
أنتَ أذبلت بالأسى قلبك الغضَّ
وحطَّمتَ من رقيقِ كيانكْ
آه يا شاعري، لقد نصلَ الليـ
ـلُ وما زلتَ سادرًا في مكانِكْ
ليس يحنو الدُّجى عليك ولا يأ
سى لتِلك الدموعِ في أجفانِكْ
ما وراءَ السُّهادِ في ليلك الدَّا
جي، وهلَّا فرغتَ من أحزانِكْ؟
•••
فَقُم الآنَ من مكانِكَ واغنمْ
في الكرى غَطَّة الخليِّ الطَّروبِ
والتمسْ في الفراش دِفئًا يُنَسِّيـ
ـكَ نهارَ الأسى وليلَ الخطوبِ
لستَ تُجْزَى من الحياةِ بما حُمـ
ـلتَ فيها من الضَّنى والشحوبِ
إنها للمجونِ، والختلِ، والزَّيـ
ـفِ، وليستْ للشَّاعر الموهوبِ!