الشَّوْقُ الْعَائِدُ
اهدئي، يا نوازعَ الشَّوق، في قلـ
ـبي فَلَنْ تَملِكي لماضٍ رُجُوعَا
آهِ، هيهاتَ أن يعود، ولو أفـ
ـنيتُ عمري، تَحَرُّقًا وولوعَا
آهِ، هيهاتَ أن يعود، ولو ذوَّ
بتُ قلبي صبابةً ودموعَا
فاهدئي الآن، يا لثورتكِ الهو
جاءِ جبَّارةً تدكُّ الضلوعَا
•••
رحمةً، يا نوازعَ الشوقِ، لو نا
ديتُ ماضيَّ ما وجدتُ سميعَا
أسدَلَ القلبُ دونهُ أَلْفَ سِترِ
عبراتٍ ومثلهنَّ نجيعَا
رحمةً، يا نوازعَ الشوقِ لو حا
ولتُ بعثَ الهوى فلنْ أستطيعَا
كيف يحيا زهرٌ ذوى في إناءٍ
باتَ في قبضة الحياة صديعَا
•••
رحمةً، يا نوازعَ الشوقِ، بالقلـ
ـب فما يستطيع بَعْدُ نزوعَا
إنْ تكوني أحْبَبْتِهِ فدعيه
ناعمًا بالكرى رضيًّا قنوعَا
نَسِيَ الأمس أو سلا فتعاليْ
نَجْثُ صمتًا من حوله وخشوعَا
أو فكوني في حُلْمِهِ الزَّهرَ والأنـ
ـغامَ والخمرَ والعروسَ الشَّمُوعا
•••
أيُّها الزائرُ المعاودُ ما ألـ
ـقاكَ أحسنتَ بالمزار صنيعَا
ما أرى في سماتِ وجهك إلَّا
شَبَحًا رائعًا وحُلمًا وَجِيعَا
يتوقَّاهُ ناظرايَ كأنِّي
فيه أَلقَى آلامَ عمري جميعَا
طالَ ليلي فما طويتُ هزيعًا
منه إلا نشرتَ منه هزيعَا
•••
أيُّها الشَّوقُ، خَلِّ عنكَ ودعني،
وامْض لا خادعًا ولا مخدوعَا
أيْنَ هَذَا الجمالُ أرعاهُ كالبر
قِ خلوبًا وأجتليهِ لموعَا
أيْنَ هذَا الخيالُ أُسقاهُ كأسًا
بيدٍ منه فجَّرتْ ينبوعَا
أين، لا أين! ما غِنائِي بالذكـ
ـرى وقد أصْبَحَ الوهوبُ منوعَا!
•••
عُدْتَ، يا شوقُ، لي وعادتْ لياليـ
ـكَ، ولكنْ وجدتَ قلبًا صريعَا
عُدْتَ من بعد لوعةٍ أحرقتهُ
وجَفَتْهُ على الرَّماد ضجيعَا
وليالٍ من الفراغ عواتٍ
هَرَّأتْهُ ثلوجهنَّ صقيعَا
عُدْتَ، يا شوقُ! فيم عُدْتَ؟ ربيعُ الـ
ـعمر ولَّى! فهل تُعيدُ الربيعَا؟