أُغْنِيَّةٌ رِيفِيَّةٌ
إذا داعبَ الماءُ ظلَّ الشَّجرْ
وغازلَتِ السُّحْبُ ضوءَ القمرْ
وردَّدتِ الطير أنفاسَها
خوافقَ بين الندى والزَّهَرْ
وناحتْ مُطوَّقةٌ بالهوى
تناجي الهديل وتشكو القدرْ
ومرَّ على النهرِ ثغرُ النسيم
يُقَبِّلُ كلَّ شراعٍ عبرْ
وأطلعتِ الأرضُ من ليلها
مفاتنَ مختلفاتِ الصُّورْ
هنالك صفصافةٌ في الدُّجى
كأنَّ الظلامَ بها ما شعرْ
أخذتُ مكانيَ في ظلها
شريدَ الفؤادِ كئيبَ النظرْ
أمرُّ بعيني خلال السماء
وأُطرقُ مستغرقًا في الفِكَرْ
أطالعُ وجهك تحت النخيلِ
وأسمعُ صوتك عند النَّهَرْ
إلى أنْ يَمَلَّ الدجى وحشتي
وتشكو الكآبةُ مني الضجرْ
وتعجبُ من حيرتي الكائناتُ
وتُشفِقُ منِّي نجومُ السَّحرْ
فأمضي لأرجع مستشرفًا
لقاءَك في الموعد المنتظَرْ!!