إنجي أفلاطون١
رائدة من رائدات الإبداع الفني والفكري في بلادنا، أعطت الفن حياتها، وثابرت بإصرار وصدق على التعبير عن ذاتها والمجتمع.
ودفعت ثمن الصدق، دخلت السجن وعاشت وحيدة بلا زوج ولا أطفال، لكن أعمالها وإنتاجها المبدع الخلاق أكبر أثرًا من أي إنتاج بيولوجي.
لم تفصل بين حركة الريشة فوق الورق وحركة الإنسان داخل مجتمع يموج بالصراعات. وفي تشكيل لوحاتها كانت تسعى دائمًا نحو الحركة والضوء. تترك بين شرائط الألوان فراغات ومساحات يُشع منها النور باحثةً عن الوضوح والعدل. تفتش عن الإنسانية والإنسان المقهور في الظلمة، واستطاعت بضربات فرشاتها أن تكشف عن الظلم. رحيلها اليوم ليس رحيلًا؛ لأنها باقية بأعمالها، وكل لوحة من لوحاتها تجسد حياة بأكملها. وأعظم تكريم للفنانة المبدعة إنجي أفلاطون هو أن يُسلَّط الضوء على أعمالها، وأن يزداد عدد الذين يرَوْن لوحاتها يومًا بعد يوم داخل البلاد وخارجها.
إن الفنانات المبدعات والفنانين المبدعين ليسوا في حاجة إلى كلمات رثاء وتأبين، ولكنهم في حاجة إلى أن تظل أعمالهم معروفة ومنشورة ومرئية، لا تختفي تحت غُبار التاريخ.
وما أحوجنا اليوم إلى إحياء أعمال المبدعين من النساء والرجال، وخاصةً هؤلاء الرائدات الراحلات من الفنانات أو الكاتبات اللائي طواهن التاريخ.
لقد آن الأوان لأن تحظى المرأة المبدعة الخلاقة بما تستحقه من اهتمام وتقدير.