الْفَصْلُ الثَّامِنُ
بَقِيَ عَلَى الْأُسْرَةِ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ تَشْهَدَ صُنْعَ الْمَرَايَا.
وَلَمْ تَغِبْ عَنْ مُدِيرِ الْمَصْنَعِ هَذِهِ الرَّغْبَةُ فَفَاجَأَهُمْ بِتَحْقِيقِهَا قَبْلَ أَنْ يَطْلُبُوهَا مِنْهُ، وَأَدْخَلَهُمُ الْحُجْرَةَ الْخَاصَّةَ بِصُنْعِ الْمَرَايَا.
وَمَا إِنِ اسْتَقَرَّ بِهِمُ الْمُقَامُ حَتَّى قَالَ: «هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تَرَوْنَ أَمَامَكُمْ مَائِدَةً مِنَ الزَّهْرِ، مَصْنُوعَةً مِنْ قِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَسَطْحُهَا مُنْبَسِطٌ مُتَّحِدٌ، وَطُولُهَا يَتَرَجَّحُ بَيْنَ خَمْسَةٍ مِنَ الْأَمْتَارِ وَسِتَّةٍ، وَعَرْضُهَا ثَلَاثَةُ أَمْتَارٍ».
فَقَالَ «ثَرْوَةُ»: «مَا أَكْبَرَهَا مَائِدَةً! إِنَّ مَنْ يَرَاهَا لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْمَوَائِدِ، وَلَيْسَتْ مَائِدَةً وَاحِدَةً.»
فَقَالَ الْمُدِيرُ: «لَا تَنْسَ أَنَّ ثَمَنَهَا بَاهِظٌ جِدًّا، وَهَذِهِ الْمَوَائِدُ — كَمَا تَرَوْنَهَا — مَوْضُوعَةٌ عَلَى مَرْكَبَاتٍ ذَاتِ أَرْبَعِ عَجَلَاتٍ، وَلَهَا قُضْبَانٌ تُيَسِّرُ اقْتِرَابَ بَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ، لِيَتَهَيَّأَ لَهَا الدُّنُوُّ مِنَ الْبَوَاتِقِ الْمُعَدَّةِ فِي هَذِهِ الْأَفْرَانِ.
انْظُرُوا: هَا هُمْ أُولَاءِ يُمْسِكُونَ بِمَقَابِضَ قَوِيَّةٍ، يُخْرِجُونَ بِهَا بَوْتَقَةً مِنَ الْفُرْنِ، حَيْثُ تَرْفَعُهَا إِلَى الْمَائِدَةِ رَافِعَةٌ (وِنْشٌ)، فَيُسْرِعُ الْعُمَّالُ إِلَى صَبِّهَا.
– كَانَ الْأُسْتَاذُ يُحَدِّثُنَا عَنْ مَدِينَةِ «الْبُنْدُقِيَّةِ» فِي عُهُودِهَا الْغَابِرَةِ الزَّاهِرَةِ. ثُمَّ جَرَّهُ الْحَدِيثُ عَنْ بَرَاعَةِ أَهْلِهَا فِي صِنَاعَةِ الزُّجَاجِ وَالْمَرَايَا، فَقَالَ: «إِنَّ أَحَدَ كُبَرَاءِ مَمْلَكَةِ «بُوهِمْيَا» يُدْعَى «كُنْرَادَ» قَدِ اهْتَدَى إِلَى أَسْرَارِ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ، فَنَقَلَهَا إِلَى بِلَادِهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا الصُّنَّاعُ حَتَّى بَلَغُوا بِهَا دَرَجَةً عَظِيمَةً مِنَ الْإِتْقَانِ وَالْإِبْدَاعِ.»
فَقَالَ الْمُدِيرُ: «لَقَدْ عَاشَ هَذَا النَّابِغَةُ فِي الْقَرْنِ السَّادِسَ عَشَرَ، فِي عَهْدِ الْإِمْبِرَاطُورِ «فِرْدِنَنْدَ الْأَوَّلِ».»
وَكَانَتْ أُسْرَتُهُ تَجْمَعُ بَيْنَ مَوْفُورِ الْغِنَى وَالنُّفُوذِ وَالْجَاهِ، فَلَمَّا نَشِبَتْ حَرْبُ «أَلْمَانْيَا» أَفْلَسَتْ وَخَرِبَتْ.
وَكَانَ عَلَى مَقْرَبَةٍ مِمَّا بَقِيَ لَهُ مِنْ مِيرَاثِ أَهْلِهِ قَصْرُ الْكُونْتِ «لَادِيسْلَاسَ»، وَكَانَ مَعْرُوفًا بَيْنَ النَّاسِ بِأَنَّهُ مِنَ الْبُخَلَاءِ الْمُفْرِطِينَ فِي الْحِرْصِ.
وَكَانَ «كُنْرَادُ» مُرْتَبِطًا بِأُسْرَةِ هَذَا الْبَخِيلِ بِرِبَاطِ الْقَرَابَةِ، فَخَطَبَ «بِرْتَا»: بِنْتَ عَمِّهِ الْكُونْتِ.
وَكَانَ «كُنْرَادُ» وَ«بِرْتَا» قَدْ تَرَبَّيَا — مُنْذُ طُفُولَتِهِمَا — مَعًا، وَكَثِيرًا مَا كَانَتْ أُمَّاهُمَا تَتَحَدَّثَانِ عَنْ قِرَانِهِمَا عِنْدَمَا يَكْبَرَانِ، وَلَكِنَّ الْعَمَّ الْغَنِيَّ رَفَضَ طَلَبَ ابْنَ أَخِيهِ الْفَقِيرِ، وَقَالَ لَهُ فِي صَلَفٍ وَكِبْرِيَاءَ: «هَيْهَاتَ أَنْ أُزَوِّجَ ابْنَتِي إِلَّا لِغَنِيٍّ يَمْتَلِكُ مِثْلَ ثَرْوَتِي.»
وَكَانَتْ صَدْمَةً مُفَاجِئَةً، فَلَمْ يَدْرِ الْفَتَى كَيْفَ يَسْتَطِيعُ فِي بِضْعِ سَنَوَاتٍ أَنْ يَجْمَعَ ثَرْوَةً تَعْدِلُ ثَرْوَةَ عَمِّهِ الطَّائِلَةَ.
فَوَدَّعَ ابْنَةَ عَمِّهِ «بِرْتَا» مُتَأَلِّمًا مَحْزُونًا، مُؤَمِّلًا أَنْ يُنْسِيَهُ الْبُعْدُ آلَامَ الْخَيْبَةِ.
وَلَكِنَّ ابْنَةَ عَمِّهِ بَعَثَتْ فِي نَفْسِهِ كِبَارَ الْآمَالِ، وَأَشْعَرَتْهُ أَنَّهَا وَاثِقَةٌ بِعَوْدَتِهِ مَوْفُورَ الْغِنَى؛ فَشَكَرَ لَهَا ثِقَتَهَا بِهِمَّتِهِ، وَسَافَرَ إِلَى «إِيطَالْيَا»، وَكَانَتْ فِي ذَلِكَ الْحِينِ بَلَدًا مَعْرُوفًا بِرِجَالِ الصِّنَاعَةِ وَأَبْطَالِ الْفُنُونِ.
فَأَيْقَنَ أَنَّهُ سَيَجِدُ تَحْقِيقَ أَحْلَامِهِ فِي مَدِينَةِ «الْبُنْدُقِيَّةِ» مَتَى حَذَقَ صِنَاعَةَ الزُّجَاجِ فِيهَا، وَعَرَفَ سِرَّهَا وَاسْتَثْمَرَهَا، بَعْدَ أَنْ عَلِمَ أَنَّ كُلَّ مَنْ زَاوَلَ هَذِهِ الصِّنَاعَةَ ظَفِرَ بِثَرْوَةٍ طَائِلَةٍ، وَسَجَّلَ اسْمَهُ فِي الْكِتَابِ الذَّهَبِيِّ.
وَمَا إِنْ وَصَلَ إِلَى مَدِينَةِ «الْبُنْدُقِيَّةِ» حَتَّى رَآهَا حَرِيصَةً عَلَى سِرِّ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ أَشَدَّ الْحِرْصِ، ضَنِينَةً بِهِ أَشَدَّ الضَّنِّ، لَا تَسْمَحُ لِغَرِيبٍ أَنْ يُزَاوِلَهَا، كَمَا لَا تَسْمَحُ لِأَحَدٍ مِمَّنْ يُزَاوِلُهَا أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْجَزِيرَةِ الَّتِي حَصَرَتِ الصُّنَّاعَ فِيهَا.
وَكَانَتْ تَبُثُّ حَوْلَهُمُ الْعُيُونَ وَالْأَرْصَادَ، وَتَحْظُرُ أَنْ تُصَدَّرَ إِلَى الْخَارِجِ الْمَوَادُّ الَّتِي تُسْتَعْمَلُ فِي صِنَاعَةِ الزُّجَاجِ، كَمَا تَحْظُرُ تَصْدِيرَ شَيْءٍ مِنَ الزُّجَاجِ الْمَكْسُورِ؛ حَتَّى لَا يَسْتَرْشِدَ بِهِ أَحَدٌ مِمَّنْ يَسْعَوْنَ إِلَى سَرِقَةِ أَسْرَارِ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ.
وَكَانَ «كُنْرَادُ» — لِحُسْنِ حَظِّهِ — يُجِيدُ الْإِيطَالِيَّةَ، وَيُحْسِنُ الْكَلَامَ بِهَا كَمَا يُحْسِنُهَا أَهْلُوهَا، فَسَهُلَ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ أَكْبَرَ مَصَانِعِ الْجَزِيرَةِ، دُونَ أَنْ يَرْتَابَ أَحَدٌ فِي أَنَّهُ إِيطَالِيٌّ، ثُمَّ عَكَفَ عَلَى دَرْسِ صِنَاعَةِ الزُّجَاجِ وَالْبَلُّورِ فِي نَشَاطٍ وَمُثَابَرَةٍ وَاجْتِهَادٍ، حَتَّى عَرَفَ الْمَوَادَّ الَّتِي يَسْتَعْمِلُونَهَا فِي صُنْعِ الْمَرَايَا. وَكَانَتْ بِضَاعَةً مَرْغُوبًا فِيهَا أَشَدَّ الرَّغْبَةِ، يَتَهَافَتُ عَلَيْهَا النَّاسُ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ «أُورُوبَّةَ».
وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ أَعَانَتْهُ رَغْبَتُهُ وَتَوَقُّدُ ذِهْنِهِ وَبُعْدُ هِمَّتِهِ عَلَى النَّجَاحِ؛ فَمَهَرَ فِي صِنَاعَةِ الزُّجَاجِ مُلَوَّنًا وَغَيْرَ مُلَوَّنٍ.
وَلَمَّا أَتْقَنَ أَنْوَاعَ الزُّجَاجِ الْبُنْدُقِيِّ وَبَرَعَ فِي صُنْعِهَا، خَطَرَتْ لَهُ فِكْرَةٌ نَاجِحَةٌ، فَقَالَ فِي نَفْسِهِ: «هَذِهِ صِنَاعَةٌ مَجْهُولَةٌ فِي بِلَادِي، بِلَا رَيْبٍ. وَسَتَكُونُ لِي مَوْرِدَ ثَرْوَةٍ طَائِلَةٍ. وَمِنْ وَاجِبِي أَنْ أُطْلِعَ إِمْبِرَاطُورَ «أَلْمَانْيَا» عَلَى أَسْرَارِهَا، سَيَكُونُ فِي ذَلِكَ خَيْرٌ كَثِيرٌ ﻟِ «بُوهِمْيَا.»
وَلَنْ تَلْبَثَ هَذِهِ الصِّنَاعَةُ أَنْ تَرْفَعَنِي إِلَى مَصَافِّ الْأَغْنِيَاءِ، وَتُكْسِبَنِي احْتِرَامَ عَمِّي الْكُونْتِ لادِيسْلاسَ.»
وَصَحَّتْ عَزِيمَتُهُ عَلَى أَنْ يَعُودَ إِلَى بِلَادِهِ، وَظَلَّ يَبْحَثُ عَنِ الْوَسِيلَةِ الَّتِي يُغَادِرُ بِهَا أَرْضَ «الْبُنْدُقِيَّةِ»، وَيَصِلُ إِلَى حُدُودِ الْإِمْبِرَاطُورِيَّةِ النِّمْسَاوِيَّةِ.
وَلَكِنَّ جَمِيعَ شَوَاطِئِ بَحْرِ «الْإِدْرِيَاتِيكِ» الَّتِي تُحِيطُ بِالْبُنْدُقِيَّةِ كَانَتْ سَاهِرَةً عَلَى حِمَايَةِ صِنَاعَتِهَا، حَيْثُ تَمْتَدُّ سُفُنُ الْحِرَاسَةِ، فَلَا تَدَعُ مَرْكَبًا يَمُرُّ إِلَّا فَتَّشَتْهُ أَدَقَّ تَفْتِيشٍ … وَلَكِنَّ «كُنْرَادَ» الْبَارِعَ رَسَمَ لِفِرَارِهِ خُطَّةً أَحْكَمَ تَدْبِيرَهَا، فَاتَّخَذَ لَهُ صَيَّادًا بُنْدُقِيًّا يُسَاعِدُهُ عَلَى إِنْجَاحِهَا، وَاصْطَحَبَ نُوتِيًّا فِي زَوْرَقِهِ.
وَقَدْ نَجَحَتْ خُطَّتُهُ، فَوَصَلَ إِلَى «تِرْيِسْتَا» حَيْثُ سَافَرَ إِلَى «فِيِنَّا»، وَلَقِيَ مِنْ تَشْجِيعِ الْإِمْبِرَاطُورِ «فِرْدِنَنْدَ الْأَوَّلِ» مَا هُوَ جَدِيرٌ بِهِ مِنَ الرِّعَايَةِ وَالتَّكْرِيمِ.
وَكَانَ الْإِمْبِرَاطُورُ مَعْنِيًّا بِنَهْضَةِ الْآدَابِ وَالْفُنُونِ، حَرِيصًا عَلَى حِمَايَةِ الْمَوْهُوبِينَ وَالْأَخْذِ بِنَاصِرِهِمْ؛ فَمَنَحَ الْفَتَى ثَرْوَةً طَائِلَةً يُنْشِئُ بِهَا مَصْنَعًا لِلزُّجَاجِ فِي «بُوهِمْيَا». وَلَمْ يَمْضِ عَلَى إِنْشَاءِ الْمَصْنَعِ زَمَنٌ قَلِيلٌ حَتَّى صَارَ مِنْ أَكْبَرِ مَصَانِعِ الزُّجَاجِ، وَأَتَمِّهَا عُدَّةً، وَأَوْفَرِهَا إِنْتَاجًا، وَأَبْرَعِهَا فَنًّا.
وَارْتَقَى «كُنْرَادُ» بِصِنَاعَةِ الزُّجَاجِ، وَزَادَ فِي تَحْسِينِهَا حَتَّى فَاقَتْ صِنَاعَةَ الزُّجَاجِ فِي «الْبُنْدُقِيَّةِ» وَصَاحَبَهُ التَّوْفِيقُ، فَاخْتَرَعَ نَوْعًا جَدِيدًا مِنَ الزُّجَاجِ أَجْمَلَ مِمَّا عَرَفَهُ النَّاسُ، وَهُوَ مَا نَعْرِفُهُ الْآنَ بِاسْمِ: زُجَاجِ «بُوهِمْيَا». وَقَدْ آثَرَهُ النَّاسُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَفَضَّلُوهُ عَلَى غَيْرِهِ، لِمَا تَمَيَّزَ بِهِ مِنْ خِفَّةٍ وَبَرِيقٍ وَنُعُومَةٍ وَشُفُوفٍ.
وَنَالَ «كُنْرَادُ» أَسْمَى أَلْقَابِ النُّبْلِ، فَعُيِّنَ وَزِيرًا لِقَصْرِ الْإِمْبِرَاطُورِ، وَظَفِرَ فِي زَمَنٍ قَلِيلٍ بِثَرْوَةٍ طَائِلَةٍ، كَمَا تَكَهَّنَتْ لَهُ ابْنَةُ عَمِّهِ «بِرْتَا». وَكَانَ عَمُّهُ سَعِيدًا بِمَا ظَفِرَ بِهِ ابْنُ أَخِيهِ مِنْ نَجَاحٍ وَثَرْوَةٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَخُورًا بِهِ، بَعْدَ أَنْ صَدَّ عَنْهُ مِنْ قَبْلُ، مُزْدَرِيًا لَهُ.
وَكَانَ ثَبَاتُ الْفَتَى وَمَهَارَتُهُ، وَصَبْرُهُ وَمُثَابَرَتُهُ، وَاضْطِلَاعُهُ بِمَا يَتَطَلَّبُهُ النَّجَاحُ مِنْ تَكَالِيفَ مُرْهِقَةٍ، إِلَى مَا وَهَبَهُ اللهُ مِنْ إِرَادَةٍ لَا تُغْلَبُ، وَعَزِيمَةٍ صَادِقَةٍ، كَفِيلَةً بِتَذْلِيلِ مَا اعْتَرَضَهُ مِنْ عَقَبَاتٍ، فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ وَصَلَتْ بِهِ إِلَى أَبْعَدِ الْغَايَاتِ.
•••
وَبَعْدَ أَنْ سَمِعَ «صَفَاءٌ» وَأْسَرَتُهُ هَذِهِ الْقِصَّةَ الطَّرِيفَةَ، اسْتَأْذَنُوا الْمُدِيرُ فِي الِانْصِرَافِ، شَاكِرِينَ لَهُ حُسْنَ مُقَابَلَتِهْ إِيَّاهُمْ.
وَقَالَ لَهُ «ثَرْوَةُ» قَبْلَ أَنْ يُوَدِّعَهُ:
«لَقَدْ أَلْقَيْتَ عَلَيْنَا الْيَوْمَ — يَا سَيِّدِي الْمُدِيرَ — دَرْسًا فِي صِنَاعَةِ الزُّجَاجِ، لَا نَنْسَاهُ مَدَى الْحَيَاةِ.
وَقَدْ جَلَوْتَ لَنَا مَا غَمَضَ مِنَ الدَّقَائِقِ، فَأَصْبَحْنَا بِفَضْلِ مَا عَلَّمْتَنَا نَعْرِفُ الْكَثِيرَ عَنِ الزُّجَاجِ، الَّذِي نَنْتَفِعُ بِهِ، دُونَ أَنْ نُفَكِّرَ فِي تَارِيخِهِ، وَفَضْلِ مُخْتَرِعِيهِ، وَبَرَاعَةِ صَانِعِيهِ.»