الطمع
رأيت في جولاتي في الأرض وحشًا على جزيرة جرداء له رأس بشري وحوافر من حديد.
وكان يأكل من الأرض، ويشرب من البحر بلا انقطاع … فوقفت أراقبه ردَحًا١ ثم دنوت منه وسألته قائلًا: «ألم تبلغ كفافك بعد؟ أليس لجوعك من شبع، أو لظمئك
من ارتواء؟»
فأجابني وقال: «نعم، نعم، قد بلغت كفافي،٢ بل قد مللت الأكل والشرب، ولكنني أخاف ألَّا تبقى إلى غدٍ أرض لآكل منها، وبحر
لأرتوي من مائه.»
١
أراقبه ردحًا: أي وقتًا طويلًا.
٢
الكفاف من الرزق: ما كفى عن الناس وأغنى.