في خيبتي غلبتي
يا خيبتي، يا خيبة! يا وحدتي وانفرادي، إنك لأعز لدي من ألف انتصار، وأحلى على قلبي
من كل
أمجاد الأقطار.
يا خيبتي، يا خيبة!
يا معرفتي لنفسي واحتقاري لذاتي، بك أعرف أنني لا أزال فتيًّا سريع الخطى، فلا تغريني
أكاليل الغار الذابلة الفانية، بك قد حظيت بوحدتي وانفرادي، وتذوقت لذة فراري
واحتقاري.
يا خيبتي، يا خيبة!
يا سيفي البتار
١ وترسي البراق، قد قرأت في عينيك:
إن الإنسان متى جلس على عرش الملك، فقد صار عبدًا،
ومتى أدرك الناس أعماق روحه، فقد طوى كتاب حياته،
ومتى بلغ أوج
٢ كماله، فقد قضى نحبه.
٣
بل هو كالثمرة إذا نضجت سقطت واندثرت، يا خيبتي يا خيبة! يا رفيقي الباسل الودود،
أنت
وحدك تسمعين إنشادي، وصراخي، وسكوتي، وليس غيرك بمحدثي عن خفقان الأجنحة، وهدير البحار،
وعن
قذائف البراكين الثائرة في دوامس
٤ الليالي.
أنت وحدك تتسلقين صخور نفسي الجلمودية
٥ الشامخة.
يا خيبتي، يا خيبة! يا شجاعتي التي لا تموت، أنت تضحكين معي في العاصفة، وتحفرين
معي
قبورًا لما يموت مني ومنك، وتقفين معي أمام وجه الشمس بجلد
٦ وثبات، فنكون معًا هائلين مرعبين.