إنني عبدك يا ربي
عندما ارتعشت شفتاي بالنطق لأول مرة، صعدت إلى الجبل المقدس، وناديت الله قائلًا: «إنني عبدك يا ربي، مشيئتك الخفية شريعتي، وسأظل خاضعًا لك سحابة الحياة.»
فلم يجبني الله بل مر كعاصفة واختفى عن ناظري.
وبعد ألف سنة صعدت ثانية إلى الجبل المقدس، وخاطبت الله قائلًا: «أنا جبلة يديك يا خالقي، من تراب الأرض صنعتني، وبنفحة من روحك العلوية أحييتني، فأنا مدين لك بكليتي.»
فلم يجبني الله! وكألف من الأجنحة الخاطفة اجتاز بي عابرًا.
وبعد ألف سنة صعدت إلى الجبل المقدس أيضًا، وناجيت الله ثالثة قائلًا: «يا أبتاه القدوس، أنا ابنك الحبيب، بالرأفة والمحبة ولدتني، وبالمحبة والعبادة سأرث ملكوتك.»
فلم يجبني الله في هذه المرة أيضًا، وكالضباب الذي يغشى قصي التلال توارى عن عيني.
وبعد ألف سنة صعدت إلى الجبل المقدس، وخاطبت الله رابعة قائلًا: «يا إلهي الحكيم العليم، يا كمالي ومحجتي.
أنا أَمْسُك، وأنت غدي، أنا عروق لك في ظلمات الأرض، وأنت أزاهر لي في أنوار السماوات، ونحن ننمو معًا أمام وجه الشمس.»
فعطف الله إذ ذاك عليَّ وانحنى فوقي، وهمس في أذني كلمات تذوب رقة وحلاوة، وكما يطوي البحر جدولًا منحدرًا إليه، توارى الله في أعماقه.
وعندما انحدرت إلى الأودية والسهول، كان الله هناك أيضًا.