الصداقة
إن صديقك هو كفاية حاجاتك، هو حقلك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر، مائدتك وموقدك؛ لأنك تأتي إليه جائعًا، وتسعى وراءه مستدفئًا فإذا أوضح لك صديقك فكره فلا تخش أن تصرح بما في فكرك من النفي أو تحتفظ بما في ذهنك من الإيجاب.
وليكن أفضل ما عندك لصديقك، فإن كان يجدر به أن يعرف جزر حياتك فالأجدر بك أيضًا أن تظهر له مَدَّها؛ لأنه ماذا ترتجي من الصديق الذي تسعى إليه لتقضي معه ساعاتك المعدودة في هذا الوجود؟
فاسْعَ بالأحرى إلى الصديق الذي يُحيي أيامك ولياليك؛ لأن له وحده قد أعطي أن يكمل حاجاتك لا لفراغك ويبوستك، وليكن ملاك الأفراح واللذات المتبادلة مرفوعًا فوق حلاوة الصداقة، القلب يجد صباحه في الندى العالق بالصغيرات، فينتعش ويستعيد قوته.