وراثة مُجعَّدة
توجد موضوعات تافهة مثل تصفيفات الشعر لا تشغل عقلي الواعي مطلقًا، ولكني أستثني منها هذا المقال، ويُعزَى هذا جزئيًّا إلى أنني أحمل أنا نفسي جين التجعُّد. وبالطبع، فإن تصفيفةَ شعر أينشتاين المتعدِّدة الاتجاهات لا تزال ضرورة بالنسبة إلى أيِّ عالِمٍ طموح.
هل يبدو شعرك مُجعَّدًا اليوم؟ أَلَا يرضيك شكله اليوم؟ مع أن الجهات الإعلانية تريدنا أن نعتقد أن مظهرَ شعرِنا هو مسألة يحكمها في المقام الأول شراءُ المنتجات المناسبة للعناية به، فقد يكون أيضًا مسألةً يتحكَّم فيها امتلاكُ الجينات المناسبة. كما جَرَتِ العادة، خضعت هذه المسائل المتعلقة بالشعر لدراساتٍ في ذبابة الفاكهة، دون اهتمام كافٍ بالحيوانات الأكبر مثل البشر، إلا أن فريقًا بقيادة جيريمي نيثانز من جامعة جونز هوبكينز قد حقَّقَ نقلةً حاسمة بتحويل موضوع الدراسة في هذه الأبحاث من الذباب إلى البشر، عن طريق إثبات أن ثمة جينًا واحدًا من الفصيلة المُجعَّدة يتحكَّم في اتجاه الشعرة، ليس فقط في الذباب ولكن أيضًا في الفئران.
الفئران التي تفتقر إلى هذا الجين تتكوَّن لديها ثنيات من الشعر في أماكن غير معتادة، مع أنها بدَتْ سليمةً في بقية الأماكن وصولًا إلى بصيلات الشعر. من الواضح أن السبب هو الخلايا الظهارية (أي: خلايا الجلد) التي تجعل الشعر يتخذ الاتجاه الخاطئ. وما دمنا فسَّرْنا الأمر في حالة الفئران المُجعَّدة، فلن يتعدَّى الأمر شهورًا قلائل حتى يجاب عن الأسئلة المدهشة التي تدور حول الأصول الجينية للشعر الأشعث في البشر. سنحتاج أيضًا أن نعرف إن كانت ثمة علاقة بين هذه الأصول الجينية للشعر الأشعث وبين المهارة الموسيقية والفنية. ولتترقب الجيل الجديد من منظفات الشعر «للشعر المُجعَّد أو المُعقَّد جينيًّا.»
أحدث التطورات
كما قلتُ، ليست لديَّ أدنى فكرة عن أحدث التطورات.
قراءات إضافية
-
N. Guo et al., Proc. Natl Acad. Sci. USA, 2004, 101, 9277.