تجربة ٣: كيمياء منضبطة
تلتهم النيران الأرضية الأشياء أيضًا بدرجة سريعة إلى حدٍّ ما، تتوقف على مدى قابلية الشيء نفسِه الذي تُداهمه النيران للاحتراق؛ ومن ثَم نجحَت العبقرية البشرية في اختراع مستحضَرات كيميائية لكبحِ نشاط النيران أو تثبيطه.
ارتدِ نظارة الأمان الواقية. اغرف ملعقتَي طعام (٣٠ مليلترًا) من محلول خلات الحديد (محلول الخل مضاف إليه الصوف الفولاذي المُنحل المُدرَج في «قائمة المشتريات والمحاليل») في طبق بلاستيكي رقيق. أضف ملعقة شاي (٥ مليلترات) من النشادر. ينبغي أن يتحوَّل لون المحلول الناتجُ من اللون البرتقالي المائلِ للبني إلى الأخضر الداكن. الآن صُبَّ مِلعقة شاي (٥ مليلترات) من فوق أكسيد الهيدروجين. يتلوَّن المحلول الناتجُ بلونٍ أحمرَ قانٍ مثل لون الجلطة الدموية الشديدة الحُمرة.
تغير الحديد من أيون الحديدوز إلى أيون الحديديك؛ لأن فوق الأكسيد يجذب الإلكترونات بعيدًا عن الحديد. ويستخدم فوق أكسيد الهيدروجين الإلكترونات الزائدة ليتحول إلى ماء وغاز الأوكسجين الذي يخرج في شكل فقاقيع من المحلول أثناء التفاعل. ويأخذ المركب الذي يتكوَّن من الحديدوز والنشادر اللون الأخضر. وعندما يُغير فوق الأكسيد أيون الحديدوز إلى حديديك، يقوم النشادر الذي لا يزال في المحلول ولم يتغير بعد، بتكوين مركب أحمرَ مع الحديديك. ويُطلَق على تفاعلات مثل هذه عندما تكتسب العناصر إلكترونات أو تفقد بعضًا منها «تفاعلات الاختزال» (إذا اكتسبت إلكترونات) و«تفاعلات الأكسدة» (إذا فقدت إلكترونات). ولأن هذه النوعية من التفاعلات يجب أن تحدث في الوقت نفسِه؛ تُسمَّى النتيجة المشتركة بتفاعلات الأكسدة والاختزال، وهي فئة من التفاعلات ذاتُ أهمية في الماضي وفي الحاضر.