لماذا هذا الكتاب؟
نجد كتب الكيمياء عادةً في واحدة من فئتَين؛ إما كتب دراسية، وإما كتب للأطفال، وهي
تستهدف
في جوهرها القارئَ العادي، وثَمة أعمالٌ رائعة تصدَّت لهذا العيب، ومن أهم هذه الأعمال
كتاب
«وصلات الكيمياء: الأسس الكيميائية للظواهر اليومية» تأليف كيري كيه كاروكستيس وجيرالد
آر
فان هيكه، وكتاب «الجنِّي الذي في الزجاجة» لجو سكواركز.1 ومع ذلك فقد رأينا أن نُدلِيَ بدلوِنا في هذا المقام مؤمنين بأننا سوف نُقدِّم
منهجًا به بعض الاختلاف الطفيف عمَّا سبقه من مناهج. ولقد حاولنا أن نكتب الكيمياء بطريقة
مبسَّطة؛ فهذا الكتاب هو كتاب كيمياء موجَّه لمن يُريد دراسة الكيمياء نظريًّا؛ كي يقرأه
بإمعان وهو جالسٌ في منزله مستريحًا، ويضم بين دفَّتَيه أيضًا تَجارِبَ عملية مباشرة
يُمكن
تنفيذها في المطبخ أو في المَرْأب. وما دعانا إلى كتابة هذا الكتاب هو أنه من نوعية الكتب
نفسِها التي أحببناها عندما استهللنا دراستنا للكيمياء، وقد كتَب كيميائيون هذا الكتاب،
لكنه لم يُكتَب للكيميائيين خاصة؛ فقد كُتِب للطلاب الذين اعتدنا أن نَكُونَهم، وللدارس
الموجود داخل كلٍّ منا، ونتمنى أن يتمتع القارئ بالصفحات التالية تمامًا كما تمتعنا نحن
بكتابتها.