تجربة الكيمياء الحيوية: دهون، وانتفاخ البطن، وحساء البقوليات
كيف لك بحق السماء أن تنتوي شرح ظاهرة بيولوجية مهمة مثل ظاهرة الحب الأول في ضوء الكيمياء والفيزياء؟
من إحدى الحقائق الموجودة في حياتنا هي أننا نحتاج أن نتناول طعامًا صحيًّا، والطعام الصحي يمدنا بالغازات. وتكمن المشكلة في أن النشويات الموجودة في الخضراوات العشبية لا تُهضم كليةً في الأمعاء الدقيقة للإنسان قبل أن تنتقل إلى الأمعاء الغليظة. ومع ذلك، فلا يُمثل هذا القصور أيَّ مشكلة للطبيعة. فمن إحدى أروع أنظمة التكافل التي تعشقها الطبيعة هي مستعمرات البكتيريا التي يُطلَق عليها صراحة «النُّبيتات الجرثومية المعوية»، التي تعيش في أمعائنا. وكما ذكرنا في مناقشتنا لخصائص الحالة الغازية فإن هذه البكتيريا لديها الإنزيمات اللازمة لهضم المأكولات العشبية ويروق لها أن تتغذى على البقايا. غير أنها تنتج الغازات في غضون هذه العملية. وتنتج أيضًا عملية الهضم الكبريتيد الذي هو موادُّ كيميائية عضوية تحتوي على الكبريت، وهي تقترن بانتفاخ البطن الغازي، فرائحة البيض الفاسد هذه تُنتجها البكتيريا التي تُؤدي نفس الدور في إتلاف البيض. وتأتي رائحة انتفاخ البطن من هذا الكبريتيد المحمول مع الغاز، ولهذا السبب في بعض الأوقات تكون رائحة الغاز القادم من الأمعاء نفاذة أكثر من أوقات أخرى.
غير أن مشكلة الرائحة هي مشكلة مُصطنَعة تفرضها الأعراف الاجتماعية، لكن تنفيس الغاز الذي تُسببه غزارة غازات الأمعاء يُمكن صرفُ الأنظار عنه في أفضل الأحوال وإضعافه في أسوأ الأحوال؛ ومِن ثَم تُوجَد أسباب لتجنب الكميات المفرطة من الغازات، أحدها بالطبع عدمُ تناول الأطعمة التي تُسبب الغازات مثل الخضراوات غير المطهوة والبقوليات. غير أن معظم هذه الأطعمة تكون مفيدة وتُعَد مصادر غنية بالبروتينات والفيتامينات والخشائن الضرورية، ولا ينبغي تجنبها تمامًا. وإن كان لديك رغبة، يُمكنك أن تتناول إنزيم ألفا جلاكتوزايداز قبل الأكل الذي يُساعد في هضم النشويات قبل أن تتناولها البكتيريا، وفي التجرِبة التالية سنُسلط الضوء على هذه الإنزيمات وهي تُؤدي وظيفتها.
ارتدِ نظارة الأمان الواقية، جهز محلولَين باستخدام أقلَّ من ربع ملعقة صغيرة (١ مليلتر) من النشا في كوب (٢٤٠ مليلترًا) ماء. افرك قرصًا من الأقراص المساعدة على الهضم التي يجري تناولها قبل الوجبات للتقليل من غازات الأمعاء. ينبغي أن تحوي هذه الأقراص إنزيم ألفا جلاكتوزايدز الذي يهضم النشا. تفقَّدْ نشرة الدواء للتأكُّد من احتوائه على هذا الإنزيم. أضف القرص المفروك إلى أحد الكوبَين المحتوِيَين على محلول دقيق الذرة النشوي. اترك كِلا الكوبَين نحو ساعة ثم أضف إلى كلٍّ منهما قطرةً من صبغة اليود. واليود هو دليلٌ معروف للنشا؛ لأن اليود يُكوِّن مع النشا مركبًا ذا لونٍ أزرق جميل. ويتحوَّل لون محلول النشا الذي لا يحوي الإنزيمَ إلى اللون البنفسجي المائل للزُّرقة دليلًا على وجود النشا. أما المحلول المُضاف إليه الإنزيمُ فينبغي أن يظلَّ محتفظًا باللون البُني الخاص بصبغة اليود. وإذا وُجِد لون أزرق، فإنه سيكون ضعيفًا جدًّا. تُبرهن هذه التَّجرِبة على أن النشا تحللت.
وتخضع الإنزيمات والنشويات لمِظلَّة الكيمياء الحيوية، المملكة التي سننتقل إليها الآن.