الحكاية التاسعة: النجمة العجيبة
في قلعة صغيرة رائعة، عاشت أميرة جميلة وذكية، دائمًا ما ترتدي فساتين ذهبية وقلائد ثمينة.
بكلمة واحدة، كانت أميرة مثل أميرات القصص الخرافية؛ ومثل كل أميرات القصص الخرافية، لم تكن راضية عن حياتها.
لقد أفسدوا إيزولدا الصغيرة (هذا هو اسم الأميرة) بتدليلهم لها. الأب دللها، والأم دللتها، الإخوة والأخوات الأكبر سنًّا دللوها، والحاشية الخَنوعة أيضًا دللتها. مهما كان الشيء الذي ترغب فيه الأميرة، كان يتحقق على الفور.
قالت إيزولدا ذات مرة وهي تضرب الأرض بقدمها: «أريد حصانًا أبيض بالكامل، مع نجمة سوداء على جبهته!»
ضربت الأرض بقدمها، واندفع الفرسان في كل الاتجاهات، كبارًا وصغارًا، نبلاء ومتواضعين، أغبياء وأذكياء، كلهم يبحثون عن حصان أبيض بنجمة سوداء على جبينه.
بحثوا في جميع أنحاء العالم. وأخيرًا وجدوه. وجدوه بصعوبة كبيرة في إسطبل خانٍ آسيوي.
طلبوا من الخان بيع الحصان، لكنه كان عنيدًا.
قال: «لن أتخلى عن حصاني بثمن بخس. الحصان جيد. إنه حصان جيد جدًّا. لن أعطيه لكم إلا مقابل حفنة كبيرة من الذهب.»
أعطاه الفرسان إسطبلًا كاملًا من الذهب، وأخذوا الحصان، وذهبوا به إلى إيزولدا. لكن إيزولدا لم تُرِد حتى النظر إلى الحصان.
قالت: «كنت أريده من فترة! الآن تعبت من الانتظار. كان يجب أن تُحضروه مبكرًا. والآن أريد قطة. قطة ذهبية ورقيقة، وعيناها مثل الفيروز …»
لا يوجد خيار آخر؛ ذهب عشرون فارسًا للبحث عن قطة ذهبية بعينين فيروزيَّتين. بحثوا وفتشوا؛ لم يعثروا عليها في أي مكان. بحثوا لمدة عام كامل، ومر عام آخر وآخر …
لقد تحولت إيزولدا بالفعل من فتاة إلى فتاة أخرى، والفرسان يجوبون العالم؛ يبحثون عن قطة للأميرة.
وعندما اقتنعوا أنه لا توجد قطط بهذه الأوصاف في العالم كله، ولا يوجد ما يبحثون عنه، عادوا حزانى ويائسين بلا شيء؛ أيادٍ فارغة ورءوس منكَّسة.
على حدود الدولة، قابلتهم الساحرة الماكرة أورسولا. ركبت أورسولا على ذئب، وكانت الأرانب فوقها تحمل مظلة ملونة. رأت الفرسان، وضيقت عينيها بمكر وقالت: «اسمعوا! أنا أورسولا، سأعطيكم قطة ذهبية بعينين فيروزيتين، لكن يجب أن تخدموني لعشرين عامًا … كلكم باستثناء شخص واحد، هو الذي سينقل القطة إلى الأميرة.»
صاح الفرسان برضًا: «موافقون! موافقون!»
اقترعوا فيما بينهم، وبقي تسعة عشر فارسًا منهم مع الساحرة ليخدموها، بينما الفارس رقم عشرين أخذ القطة الذهبية ذات العينين الفيروزيتين من يد أورسولا وأنطلق إلى الأميرة إيزولدا.
وعندما نظرت الأميرة إلى القطة، ارتجفت من الغضب وقالت: «بحثتم لفترة طويلة للغاية. لا أريد قطة بعد الآن. كنت أريدها، لكنني الآن أريد شيئًا آخر. الآن أريد نجمًا من السماء. الأكبر والأجمل. ذلك الذي يضيء الآن في السماء.»
وأشارت الأميرة بإصبعها إلى نجم ساطع.
أشفق الفارس على رفاقه التسعة عشر الذين اضطروا بلا سبب لخدمة الساحرة أورسولا لمدة عشرين عامًا، لكنه لم يقل كلمة واحدة، وفكر فقط في كيفية تلبية الرغبة الجديدة للأميرة. من السهل أن تقول: اجلب لي نجمًا من السماء، ولكن كيف يمكن ذلك؟
ذهب الفارس إلى الحكماء الذين عاشوا في تلك المدينة طالبًا نصيحتهم. فكر الحكماء وفكروا، وقرروا أن الطريقة الوحيدة للحصول على النجم هي وضع سلم طويل يصل إلى السماء، والفرسان الأقوياء يتسلقون هذا السلم، ثم يمسكون بالنجم ويحملونه إلى الأرض.
نقل الفارس هذه النصيحة لرفاقه، وأعلنوا بالإجماع أنهم مستعدون لمساعدة الفارس في مهمته الصعبة. بدأ الفرسان في بناء سلم عالٍ. لا يأكلون، لا يشربون، فقط يركزون على مهمتهم. السلم موجود. وضعوه. لا … ما زالت المسافة كبيرة إلى السماء. شرعوا في العمل مرة أخرى، ثبتوا على الأول سلمًا ثانيًا ثم ثالثًا. كانت النتيجة سلمًا مرتفعًا لدرجة أن من ينظر إلى الجزء العلوي منه يسقط على ظهره بالتأكيد. كان عليهم أن يرفعوا رءوسهم عاليًا جدًّا. ومع ذلك صعد الفرسان الشجعان هذا السلم إلى السماء.
صاروا وسط الغيوم ذاتها. أمامهم مباشرة نجمٌ لامع ومشرق. يبدو أنه يمكن للمرء الاستيلاء عليه بيده. ولكن بمجرد أن مد الفرسان أيديهم إليه، طفى النجم الصغيرة مبتعدًا.
وضعوا سلمًا أطول، وصعدوا مرة أخرى. ومرة أخرى فشلت المهمة. تحرك النجم أعلى وأعلى. وأومض كأنه يضحك منهم.
تعب الفرسان. وما إن نزلوا عن السلم حتى ارتموا تحته نائمين. لكن الأميرة لا تستطيع الانتظار حتى يجلب الفرسان النجم؛ فإما أن تضرب بقدمها الأرض بنفاد صبر، وإما أن تنفجر في البكاء من الغضب.
وفجأة أصبح الجو في غرفتها ساطعًا كالنهار، وسمعت صوتًا رقيقًا لشخص ما خلف كتفيها.
نظرت الأميرة حولها وكادت تصرخ؛ نفس النجم الصغير الذي أحبته كثيرًا، والذي حاول الفرسان عبثًا الحصول عليه من أجلها قد طار من السماء ووقف أمامها.
قال النجم الصغير بابتسامة: «لا تبكِ يا إيزولدا، لا تبكِ أيتها الأميرة المتقلِّبة. الدموع لن تساعد. أنتِ تطلبين المستحيل.»
صاحت إيزولدا بغضب: «لا شيء مستحيل لابنة الملك! كل رعايا والدي يحبونني، ومستعدون للتضحية بأرواحهم لتحقيق كل رغباتي. لقد أحضروا لي حصانًا أبيض بنجمة سوداء على جبينه، وحصلوا على قطة ذهبية بعيون فيروزية، وسوف أحصل على نجم من السماء، نعم! نعم! إنهم يحبونني كثيرًا!»
سألها النجم: «ولماذا يحبونك؟ ماذا فعلتِ لتجعليهم يحبونك؟ ماذا فعلتِ لتستحقي حبهم؟»
تفاجأت إيزولدا وقالت: «لماذا يحبونني؟! لماذا؟! أنا ابنة ملك قوي وثري، أنا أميرة، ومن المستحيل ألا يحبوني …»
ضحك النجم: «ها! ها! ها! هذا يعني أنكِ تستحقين الحب فقط لأنك ابنة الملك؟ لكن أنتِ نفسك، هل فعلتِ على الأقل شيئًا يحبك الناس من أجله؟»
فكرت إيزولدا. أرادت أن تتذكر شيئًا طيبًا فعلته في الحياة، ولم تستطِع تذكُّر أي شيء.
وبعد صمت قال النجم الصغير: «الآن يا أميرة، سأريك أن الناس لا يحبون الملوك والأميرات فقط. انظري هناك … تفضلي!»
ثبَّتت إيزولدا عينيها على ظلام الحديقة حول القلعة. وفجأة اختفت الحديقة الملكية. وبدلًا من ذلك رأت إيزولدا ساحة البلدة. ملأتها حشود من الناس. في منتصف الساحة سار رجل يلبس ملابس بسيطة ويحمل عصًا في يديه. تجمع الحشد مع صيحات حماسية عالية. انحنى بتواضعٍ استجابة للتحيات. وفي طريقه صادف المزيد والمزيد من الحشود من الناس. نظرت وجوه الجميع إليه بحب واحترام. كانت عيون الناس معلقة به بإعجاب.
سألت إيزولدا النجم: «من هذا الملك الذي يحبه الناس كثيرًا؟»
أجاب النجم الصغير: «أنتِ مخطئة، هذا ليس ملكًا، ولكنه رجل فقير بسيط. لكن هذا الرجل وجد طريقة لطباعة الكتب، وبهذا نشر نور العلم بين الناس الذين ما زالوا أميين وغير متعلِّمين. لقد جلب منافع كبيرة لبلاده، والناس يشكرونه على ذلك. لكن انظري؛ سأريك ما الذي يجعلك تكتسبين حب الناس.»
وفي الحال اختفت ساحة المدينة واختفت حشود الناس والشخص الذي يصيحون لأجله، وظهرت قاعة ضخمة أمام عينَي إيزولدا الذاهلتين. في منتصف القاعة سلالم ومنصة، وكلها مغطاة بالورود. هناك رجل يقف على المنصة. توَّج شخصان آخران رأسه بإكليل من الغار. عبَّر الأشخاص الذين ملَئوا القاعة عن سعادتهم بالصراخ العالي للرجل الذي يضع إكليل الغار. سقط كثير منهم على ركبه، وبعثوا له الآلاف من البركات بالدموع.
قالت إيزولدا: «يجب أن يكون ملكًا عظيمًا. انظر كيف يكرمه الناس!»
أجاب النجم الصغير: «أوه، لا! هذا ليس ملكًا؛ بل هو طبيبٌ وجد وسيلة لعلاج الناس من أخطر الأمراض وأسوئها. والناس الممتنُّون، الذين أدركوا كل مساعدات الطبيب، يحترمون طبيبهم. لكن انظري، انظري يا إيزولدا، انظري مرة أخرى!»
هكذا اختتم النجم حديثه.
نظرت إيزولدا. أين القصر والصالة مع المنصة، والرجل في إكليل الغار؟ لا يوجد شيء! كل شيء اختفى. فقط طريق طويل لا نهاية له أمام عينيها.
هناك مسافر على الطريق. الناس يركضون وراءه. الناس في عجلة من أمرهم للمُضي قُدمًا للنظر في وجه المسافر، ليقولوا له بضع كلمات متحمسة من الحب والاهتمام. وكم أضاء الامتنان في عيون هؤلاء الناس!
سألت إيزولدا النجم الصغير خوفًا من ارتكاب خطأ آخر: «من هذا؟»
أوضح النجم: «لقد كان رجلًا ثريًّا، والآن هو أفقر من أي متسوِّل في المدينة. وزع كل ما لديه على الفقراء، كل الأموال والثروات التي لديه؛ كل شيء حتى آخر قرش. ولهذا نال الكنز الأعظم ورضي به: حب الناس …»
وبعد أن قال هذا، اختفى النجم، واختفى معه الضوء الرائع في غرفة إيزولدا. وسرعان ما نامت إيزولدا نفسها. لقد تعبت من كل الانطباعات التي رأتها اليوم.
وفي صباح اليوم التالي، اجتمع الفرسان والسيدات والحاشية عند باب الأميرة. كانوا في انتظار أوامر جديدة، وأهواء ورغبات جديدة لإيزولدا.
لكن الأميرة لم تأمر بشيء …
•••
سألتُ الجنية الزرقاء التي أخبرتني عن قصة الأميرة إيزولدا: «وماذا بعد؟»
قالت: «ماذا بعد؟»
في اليوم التالي، قالت الأميرة إنها لم تعُد ترغب في الحصول على النجم. عرف الفرسان مدى سرعة تغير رغبات الأميرة، ولم يُفاجئوا بذلك على الإطلاق. انتظروا بصبرٍ طلب الأميرة الجديد. ولكن مر يوم، ومر آخر، وثالث؛ ولم تطلب إيزولدا شيئًا، ولم تأمر بشيء.
«ماذا حدث لإيزولدا؟» كان الفرسان والحاشية في حيرة من أمرهم. حقًّا، ماذا حدث لإيزولدا؟