وتحدَّدَت ساعة الصفر!
لم يتباعد الشياطين داخل الطائرة كعادتهم؛ فقد جلسوا في صفٍّ واحد. كانت «هدى» تجلس بجوار «أحمد»، أما «عثمان» و«بو عمير» و«خالد» فقد جلسوا معًا، لم يكن يَدُر في خاطرهم شيءٌ الآن، إلا أن يصلوا إلى «كراكاس»؛ فقد انقضى جزءٌ من الوقت بجوار أن الرحلة إلى «نيويورك» سوف تستغرق وقتًا طويلًا يتجاوز العشر ساعات، ومع ذلك فإن «عثمان» لم يستطع أن ينسى السؤال: «لماذا لم يردَّ المقرُّ السري؟» … إلا أن «خالد» قال: ينبغي أن تنسى هذه المسألة … إننا في اتجاهنا إلى قضية أخرى …
في نفس الوقت كانت «هدى» تهمس إلى «أحمد»: لقد تأخر ردُّ المقر السري!
ابتسم «أحمد» وهو يقول: إننا في الطريق إلى مهمة، حاولي ألَّا تشغلي بالَك بشيء آخر.
أخرج من حقيبته السرية كتابًا صغيرًا ثم استغرق فيه. كان الكتاب يتحدث عن حرب العصابات في الغابات والأحراش والصحراء.
لقد كان «أحمد» يجهِّز نفسه فعلًا للمغامرة الجديدة المجهولة، في نفس الوقت استسلم «عثمان» و«خالد» و«بو عمير» للنوم، وهذه عادة الشياطين أن ينتهزوا فرصة النوم؛ فلا أحد يعرف متى سوف ينامون مرة أخرى، خصوصًا أمام مغامرة من هذا النوع، فلا يوجد أيُّ وقت يمكن أن يفكروا فيه في الراحة.
ألقَت «هدى» نظرة إليهم … ثم ابتسمت؛ فقد أغمض كلٌّ منهم عينَيه، وبدَت الراحة الكاملة على وجوههم … مرَّت دقائق وبدأت هي الأخرى تتثاءَب، ثم استسلمت للنوم، بينما ظل «أحمد» مستغرقًا في كتابه استغراقًا كاملًا، ولم يشعر بعد وقت أنه وضع الكتاب في جيبه الداخلي ثم استسلم هو الآخر للنوم … كانت الطائرة قد قطعَت شوطًا طيبًا في طريقها، وبدأ الليل يهبط فأُطفئَت أنوار الطائرة الداخلية، ثم أُضيئَت شاشة صغيرة في صدر الطائرة، وبدأ عرض أحد الأفلام، فتح «أحمد» عينَيه ثم ابتسم، لم يكن يدري أنه قد نام، نظر إلى الشياطين وكانوا جميعًا مستغرقين في النوم، ألقى نظرة على الشاشة فشدَّت انتباهَه أحداثُ الفيلم.
كان فيلمًا حربيًّا، تدور أحداثه داخل الغابات، قال لنفسه: إن الأمورَ كلَّها تساعد على الاستعداد للمغامرة الجديدة، ويبدو أن رقم «صفر» كان يعني ما فعله فعلًا، ولا بد أنها مغامرة شاقة حتى يلجأ رقم «صفر» إلى ما حدث.
عاد «أحمد» بتركيزه مرة أخرى واستغرق في مشاهدة الفيلم، كان اسم الفيلم «مدافع نافلرون» … ويدور حول مجموعة من العسكريين يقومون بمهمةِ تفجيرِ مدفعٍ هامٍّ يؤرِّق تقدُّمَ جنودهم؛ لأنه يضرب قذائفَه في مكان لا يستطيع أحدٌ أن يصلَ إليه، ولا يظهر لأحد أبدًا، وأنهم إذا لم يستطيعوا تفجير المدفع، فلن يكسبوا الحرب.
ظل «أحمد» يتابع الفيلم، وعلى وجهه ابتسامة هادئة؛ فالمغامرة الجديدة تُشبه إلى حدٍّ كبير قصةَ هذا الفيلم؛ فالشياطين إذا لم يكسبوا مغامرتهم فإنهم لن يكسبوا الحرب، وسوف تكسب عصابة «سادة العالم» كلَّ المعركة. انتهت الساعات وعندما كان صوت مذيعة الطائرة تطلب منهم ربطَ الأحزمة عرفوا أن مطار نيويورك قد اقترب تمامًا، ولم تمضِ نصف ساعة حتى كانت الطائرة تضرب بعجلاتها أرضَ المطار الكبير.
كان الوقت يقترب من الليل، والمطار يغرق في الأضواء المبهرة، حتى يبدوَ وكأنه بقعةُ ضوء كبيرة. وعندما سكنت الطائرة تمامًا أسرع الشياطين بمغادرتها، متجهين إلى خارج المطار، ولم تستغرق الإجراءات وقتًا، فأصبحوا خارج المطار، وقفوا ينظرون حولهم؛ فهم يعرفون أنه لا تزال أمامهم ثلاثُ ساعات حتى تنزل طائرة أخرى إلى «كراكاس».
فجأةً … اقترب واحد منهم، وألقى تحية المساء بإنجليزية صحيحة. ردَّ عليه «أحمد».
قال الرجل: هل تصاحبونَني هذه الساعات؟ … لم يردَّ أحدٌ مباشرة … وفي نفس الوقت ابتسم الرجل، ثم ذكر اسمًا جعل الشياطين يبتسمون جميعًا؛ فقد عرفوا أنه أحد عملاء رقم «صفر» …
قال الرجل بعد لحظة: إن لديَّ أنباءً هامة بالنسبة لكم.
ثم أضاف: ينبغي أن نبتعد قليلًا عن المكان، فمَن يدري قد يكون هناك مَن يراقبنا؟ …
في دقائق كانوا يستقلون سيارة، مبتعدين عن المطار. وفي الطريق قال الرجل: إن الوقت يجري بسرعة حتى يبدوَ وكأنه يكاد يكون في غير صالحنا.
نظر «أحمد» إليه لحظة ثم قال: ينبغي أن نجلس في مكان ما … أشعر أنني في حاجة إلى فنجان من الشاي.
ضحك الرجل وهو يرفع سرعة السيارة ويقول: من حسن الحظ أنه توجد «كافيتريا» قريبة منَّا …
وفعلًا لم تكَد دقائق تمرُّ، حتى كانت السيارة تقف أمام كافتيريا صغيرة. نزل الشياطين بسرعة واتجهوا إلى جانب في الكافتيريا. وعندما وقفوا قالت «هدى» هامسة: هل المكان يصلح لأن نتحدث بحريَّة؟ …
ابتسم الرجل قائلًا: بلا شك … فهو يتبع أعمالنا …
تنفَّس الشياطين بارتياح … وألقَوا أنفسهم فوق الكراسي، ولم تمضِ دقيقتان حتى كان الجرسون قد أحضر الشاي دون أن يتحدث إليه أحد، كان الطريف أيضًا والذي جعل الشياطين يبتسمون أن الشاي جاءهم في كوبات … وليس في فناجين … وقبل أن يُعلِّق أحدُهم كان عميل رقم «صفر» يقول: إنني أعرف أنكم تحبُّون شربَ الشاي في الكوب، وليس في الفنجان.
قطع «أحمد» أيَّ تعليق آخر يمكن أن يُقال وهو ينظر إلى العميل: إننا في انتظار الأخبار الهامة …
قال الرجل: سوف تتحرك الخطة من مقرِّ عصابة «سادة العالم» في «جيانا» غدًا … عند آخر ضوء في النهار، وسوف يحملها رجلٌ يُدعَى «براك» … ويسمونه «الشيطان».
ابتسم الشياطين … فهم سوف يتعاملون مع شيطان أيضًا … في نفس الوقت ابتسم الرجل فلم يَفُتْه المعنى، أكمل يقول: إن الخطة مصورة على فيلم، حتى لا يمكن أن يعثر عليه أحد إذا اشتبهَت فيه جهةٌ ما، وطبعًا لن يكون «براك» وحده، فهو سوف يخرج مع حراسة مشددة، قد لا تظهر بشكل مباشر، لكنها في النهاية سوف تكون حوله، وحراسة «براك» تضمُّ مجموعة من أمهر أفراد العصابة …
سكت لحظة فسأل «أحمد»: هل رأيت «براك»؟
قال الرجل: لم أرَه طبعًا، لكني أعرف أوصافه كاملة، حتى إنني أستطيع أن ألتقطَه من بين ألف رجل … ابتسمت «هدى» لكنها لم تعلِّق …
أكمل الرجل: «براك» أو الشيطان رجل نحيف القوام … نظر إلى الشياطين وكأنه يبحث عن واحد بينهم يمكن أن يكون نحيفًا مثل «براك» لكنه لم يجد، فقال: إن أيَّ واحد فيكم يمكن أن يَصْرعَه بضربة واحدة.
سكت لحظة ثم أضاف: لكن ذلك مستحيلًا.
قال «عثمان» بسرعة: كيف؟
ردَّ العميل مبتسمًا: كيف يمكن أن تصرع الشيطان بضربة واحدة؟
فهم الشياطين أن «براك» شخصية تستحق الاهتمام ليس فقط لأنه يحمل السرَّ الهام، ولكن لأنه من الصعب التغلُّب عليه.
أكمل الرجل: يتمتع «براك» بعينَين نافذتَين حتى إنه يبدو وكأنه ضوء مغناطيسي، أصلع تمامًا فليس في رأسه شعرةٌ واحدة، دقيق الملامح، بجوار أنه أنيق جدًّا، يهتمُّ بمظهره كثيرًا، فيبدو وكأنه أحد نجوم السينما.
صمتَ الرجل لحظةً واستغرق في التفكير، ثم قال: يُجيد عدة لغات؛ وبذلك فهو يستطيع أن يتنقل في أكثر من مكان، ويتحدث لغتَه بنفس الطريقة التي يتحدث بها أهلها، إنه في النهاية شخصية غريبة، ويستحق فعلًا أن يُطلَق عليه لقب شيطان …
كان الشياطين يتابعونه وهو يتحدث باهتمام، وقد علَت وجهَه ابتسامةٌ هادئة، نظر في ساعة يده، ثم ابتسم ابتسامة عريضة، وهو يقول: أرى أنكم لم تشربوا الشاي بعدُ …
ابتسم الشياطين، وعلق «خالد»: إنه فعلًا الشيطان.
بدأ الشياطين يشربون الشاي، وشاركهم العميل … نظر «أحمد» في ساعته، فقال العميل: لا يزال أمامنا ما يكفي من الوقت …
سألَت «هدى»: هل توجد معلومات عن حراسة «براك»؟
ابتسم الرجل قائلًا: كالعادة، إن حوله أمهر رجال العصابة …
سكت لحظة … وهو ينظر إلى وجوه الشياطين قائلًا: ولهذا أعتقد أن المغامرة سوف تكون صعبة …
ثم أضاف بسرعة: لكنها ليست صعبة على الشياطين …
عندما انتهى الشاي، قال العميل: ينبغي أن ننصرف الآن حتى لا يفوتَ الوقت.
بسرعة كان الشياطين قد قفزوا إلى السيارة التي كان يقودها العميل، ولم يكن يمشي بسرعة كبيرة … كان يمشي على مَهَلٍ … في الوقت الذي كان الشياطين يستعيدون حديث العميل عن «براك» أو «الشيطان».
قال «أحمد»: إن طبيعة الأرض هناك سوف تحتاج عملًا غير عادي.
ابتسم العميل قائلًا: كل شيء في انتظاركم هناك؛ فالأرض لا تسمح باستخدام السيارات، وأحسن وسيلة للانتقال هي «الموتوسيكلات»، إن هناك نوعًا حديثًا تمامًا منها في انتظاركم في مكان أمين، سوف أقدِّم لكم خريطة له، وأعتقد أن هذا النوع الذي أطلقنا عليه اسم «الريح»، سوف يساعدكم كثيرًا …
ظهر مطار نيويورك بأضوائه اللامعة … فقالت «هدى»: منظر رائع فعلًا! …
لم يعلِّق أحدٌ؛ فقد بدأت السيارة تُسرع أكثر … حتى توقَّفَت عند بوابة المطار، حيَّا الجميع عميل رقم «صفر» ثم أخذوا طريقَهم إلى داخل المطار … ولم تمضِ دقائق حتى كانت الطائرة تحلِّق في الفضاء في طريقها إلى «كراكاس» …
أخرج «أحمد» خريطةً صغيرة وألقى نظرةً عليها، عرف أنه لا يستطيع أن يحدد المكان المطلوب، إلا عن طريق البوصلة، طوى الخريطة ثم وضعها في حقيبته، ألقى نظرة على الشياطين، كانوا جميعًا مستغرقين في التفكير، عرف أنهم الآن يستعدون، فبعد أقل من ساعتين تبدأ مغامرتهم؛ ولذلك فعندما أعلنت مذيعةُ الطائرة أنهم يقتربون الآن من «كراكاس» حتى تحفز الشياطين، وعندما ربطوا الأحزمة كان هذا يعني أن هذه خطوتهم الأولى إلى عصابة «سادة العالم» …
بعد قليل كانت الطائرة تأخذ طريقَها إلى أرض المطار … كان الوقت قبل منتصف الليل بقليل … غير أن حركة المطار كانت نشيطة … أسرع الشياطين بمغادرة الطائرة، متجهين إلى خارج المطار وعندما ألقى «خالد» نظرةً سريعة على مكان انتظار السيارات، ابتسم ابتسامة هادئة وهو يقول: إن السيارة في انتظاركم.
أخذ الشياطين طريقَهم إلى حيث توجد سيارة سوداء، علَّقت «هدى» قائلة: إن اختيار هذا اللون جزءٌ من الخطة.
قال «بو عمير»: بالتأكيد …
ركب الشياطين السيارة، وعندما أغلقوا أبوابها، تردَّد صوتٌ في راديو السيارة يقول: أهلًا بكم في «كراكاس» … عرف الشياطين أنه أحدُ عملاء رقم «صفر» في عاصمة «فنزويلا»، قال بعد لحظة: أظن أنكم سوف تستمرون في طريقكم إلى هناك.
ردَّ «أحمد»: نعم، إن الوقت لا يسمح.
قال العميل: إن لديَّ رسالةً شفرية من الزعيم، هل أُملِيها عليكم؟
ردَّ «أحمد»: نعم، نحن في الانتظار …
كان «خالد» يجلس إلى عجلة القيادة، التي كانت موجهةً حسب البوصلة الموجودة في السيارة.
بدأ «بو عمير» يتلقَّى الرسالة الشفرية التي كانت تقول: «٦ – ١٧» وقفة «٩ – ٣ – ٦ – ٢٩» وقفة «١ – ٥٠ – ٢٦» وقفة «٧٠ – ١٢ – ٨ – ٣ – ٢٩» وقفة «١٩ – ٢٤» وقفة «٦ – ٥٠ – ٣٠» وقفة «٢٣ – ٥٠ – ٦» وقفة «٢٦ – ٧٠» وقفة «٦ – ٣٠ – ٢٦ – ٤ – ٣» وقفة «٦ – ١٧» وقفة «٦ – ٣٠ – ٢٨ – ٢٢ – ١٨» وقفة «٤» وقفة «٢٨ – ١٩ – ٦» وقفة «١٨ – ٥٠» وقفة «١٩ – ٧٠ – ١٧» وقفة «١٦ – ٧٠» وقفة «١٣ – ٣ – ٧٠ – ٢٢ – ١٢ – ٢٩ – ١٩» وقفة «١٨ – ٧٠» وقفة «٦ – ٣٠» وقفة «٦ – ٣٠ – ١٨ – ١٦ – ٢٦» وقفة «٦ – ٦٠ – ٥٠ – ٣٠» وقفة «٦ – ١٢ – ١٩ – ١٧ – ٧٠» وقفة «٣٠ – ٢٩ – ١٩» وقفة «٦ – ٣٠ – ١٢ – ٥٠ – ٢٦ – ٧٠ – ٢٨» انتهى.
كانت الرسالة مطولة … أخذ «بو عمير» يحلُّ رموزها، بينما كانت السيارة في طريقها إلى النقطة «ج»، حيث يبدأ الصراع في نفس الوقت، كان بقية الشياطين ينتظرون حلَّ رموز الرسالة حتى يعرفوا محتوياتها، فجأةً جاء صوتُ العميل: … هل من أوامر؟
ردَّ «أحمد»: سوف نظلُّ على اتصال حتى نصلَ دائرة النقطة «ج».
ردَّ الرجل: نعم، إن المركز الخاص بالمغامرة سوف يظل في حالة طوارئ حتى ينتهيَ كلُّ شيء، إنني في انتظار رسائلكم … فإذا وصلَتنا رسائلُ من الزعيم فسوف أنقلها لكم. تحياتي، وتمنياتي بالتوفيق … شكر «أحمد» الرجل ثم انتهى الاتصال … في نفس الوقت كان «بو عمير» قد انتهى من حلِّ رموز الرسالة فنقلها إلى الشياطين …
نظر «أحمد» في ساعة يده، ثم قال: لا بأس … سوف نَصِل قبل الموعد الذي حدَّده الزعيم.
كانت السيارة منطلقةً بسرعة رهيبة، حتى يمكن الوصول في الموعد المناسب، خصوصًا وأن رقم «صفر» قد حدَّد الموعد الذي سوف يتحرك فيه «براك» …
كان الليل هادئًا تمامًا … ولم يكن هناك أيُّ ضوء يظهر على الطريق؛ فقد كانت سيارة الشياطين تمشي في الظلام، ولم تكن في حاجة إلى ضوء يكشف الطريق؛ لأن البوصلة المثبتة فيها قد حدَّدت اتجاهها، وهي في نفس الوقت تقود السيارة على الطريق الصحيح.
فجأةً لمع ضوءٌ قويٌّ في الأفق، قال «عثمان»: يبدو أن هناك مَن يحاول كشْفَ الطريق.
أكمل «بو عمير»: هذه مسألة يمكن أن تكشفَنا …
بسرعة مدَّ «أحمد» يدَه وضغط زرًّا في التابلوه، فانساب نوعٌ من الغاز غطَّى السيارة تمامًا، وقال: الآن لا يمكن أن تنكشف السيارة مهما كانت الأمور.
بسرعة أخرج الخريطة التي أعطاها له عميل رقم «صفر» في نيويورك، حدَّد النقطة على الخريطة، ثم ضبط مؤشر البوصلة الصغيرة التي يحملها، ونظر في أرقامها. تحدد المكان بالضبط، لم يكن يبعد عن موقع السيارة في هذه اللحظة سوى خمسين كيلو فقط.
قال ﻟ «خالد»: كم من الوقت نحتاجه لقطع الخمسين كيلومترًا، بدايةً من هذه اللحظة؟
ردَّ «خالد»: بهذه السرعة نحتاج إلى ربع ساعة فقط.
قال «أحمد»: لا بأس … عندما تقطع خمسين كيلو، اخفض سرعة السيارة إلى أقل سرعة …
لفَّ السيارةَ صمتٌ ثقيل، جعل الشياطين يتعجلون وصولَهم إلى النقطة المحددة، مرة أخرى لمع ضوءٌ قويٌّ، فقالت «هدى»: يبدو أنها إشارات.
قال «عثمان»: ربما.
أخذ «خالد» يبطئ من سرعة السيارة، حتى أوقفها قائلًا: لقد قطعنا خمسين كيلومترًا.
قال «أحمد»: ينبغي أن نخفيَ السيارة في مكان؛ لأننا سوف نغادرها فورًا، فقد تغيَّرت طبيعة الأرض …
بسرعة دخل «خالد» في طريق فرعي، ثم أوقف السيارة، فنزل الشياطين بسرعة، وعندما أغلقوا أبوابها، واستعدوا للحركة بعيدًا عنها، حدث ما لم يكن يتوقعوه.