«أحمد» يفجِّر سيارة «براك»
كان واضحًا أن الضوء يبتعد بسرعة كبيرة … فقال «بو عمير»: واضحٌ أن الحركة لا تتمُّ بالأقدام، ولا بد أنهم يتحركون بسيارة مثلًا …
أسرع الشياطين إلى منطقة الموتوسيكلات، كان النزول سهلًا من أعلى الجبل؛ ولذلك لم يستغرقوا وقتًا، لكنهم قبل الوصول إلى الكهف الذي خبَّئوا فيه الموتوسيكلات، حدثَت حكايةٌ غريبة، ففجأة تهاوَت قِطَعٌ من الصخور من أعلى الجبل، حتى إن «عثمان» كاد يُسحَقُ تحت صخرة ضخمة لولا أن «أحمد» دفعَه دَفْعةً قوية بعيدًا، فجأةً صرخ «بو عمير»: احذر!
كانت هناك صخرة أخرى تكاد تسقط فوق «أحمد» لكنه تبعًا لصرخة «بو عمير» قفز قفزة مبتعدًا، كانت لحظة غريبة؛ فقد ظلَّت قِطَعُ الصخور تتساقط … وبعد أن كانت قِطَعًا صغيرة بدَأت تزداد حجمًا.
قالت «هدى»: إن ذلك يُعطِّلنا تمامًا ويُعطيهم الفرصة للهرب …
وأضاف «بو عمير»: إننا يمكن أن نُحاصَرَ في هذه المنطقة فكأنهم يصنعون حولَنا سجنًا من الضوء.
نظر «أحمد» في اتجاه الضوء الذي يتحرك في الليل، كان لا يزال يبتعد بنفس السرعة، فقال: ينبغي أن ننزل معتمدين على جسم الجبل، بعيدًا عن الطريق الذي تكاد الصخور أن تسدَّه.
قفز الشياطين متشبِّثين بجسم الجبل، واعتمدوا على خناجرهم. غرس «أحمد» خنجرَه في شقٍّ بين صخور الجبل ثم تعلَّق به وقفز قفزةً إلى الأمام، وأخذ الشياطين يتبعون نفس الطريقة، لكن الوقت كان يمرُّ بسرعة في حين كانوا يتقدمون ببطء؛ ولذلك عليهم أن يجدوا طريقةً تُعطيهم الفرصة في التقدم بسرعة، فكَّر «أحمد» ثم قال: «بو عمير» انتظر فسوف أتقدَّم لمدِّ سلكٍ تعتمد عليه، حتى نستطيعَ أن نُسرعَ أكثر … وبسرعة أخذ «أحمد» يتنقَّل برشاقة … حتى قطع مسافة كافية للابتعاد عن خطر الصخور التي كانت لا تزال تتساقط، ثم ثبَّت خُطَّافًا جبليًّا ومدَّ منه سلكًا صلبًا، ثم قذف بخطَّاف آخر في اتجاه «خالد» الذي كان ينزل خلفه، فأخذه «خالد»، وقذف به إلى «هدى» … ثم إلى «عثمان» وأخيرًا إلى «بو عمير» الذي كان ينتظر في المؤخرة. ثبَّت «بو عمير» الخطاف الصُّلب في شقِّ صخرة ضخمة ثم جذبَه بقوة ليختبرَه، وأطلق صفيرًا فَهِمه «أحمد» الذي جذَب السلك بقوة وتأكَّد من قدرته على احتمال أثقال الشياطين … هزَّ السلك عدة اهتزازات فَهِمها الشياطين، فبدءوا يعتمدون على السلك في النزول، فأعطاهم فرصةً في قطع المسافة بسرعة، وعندما وصلوا عند «أحمد» أمسك «بو عمير» السلك، ثم هزَّه بطريقة معينة عدة مرات، ثم جذبَه مرة واحدة فترك مكانه في شقِّ الصخرة …
قفز «أحمد» في اتجاه كهف الموتوسيكلات، وعندما كاد يدخل الكهف، حتى تلقَّاه أحدُهم بضربة قوية، جعلَته يرتدُّ بسرعة، كان هذا كافيًا ليعرف الشياطين أنهم أمام معركة جديدة … أسرعَت «هدى»، وأخرجت قنبلةَ دخان، ثم قذفَت بها في اتجاه باب الكهف، إلا أن القنبلة اصطدمَت بالصخر، وسقطَت عند الباب …
أسرع «خالد»، فأخرج قنبلةً أخرى، وقفز قفزة واسعة، أوصلَته إلى باب الكهف، فألقَى القنبلة الدخانية داخله، ثم ارتدَّ بسرعة، فجأةً دوَّى الرعد، فأضاء البرقُ المكانَ، وكانت لحظةً مناسبة؛ فقد شاهد الشياطين ثلاثة من الرجال يخرجون، وهم يدعكون عيونهم، ولم ينتظروا فقد انقضوا عليهم، ولم تمضِ دقيقتان حتى كان الرجال الثلاثة يرقدون على الأرض بلا حَراك …
وفي لحظة كان الشياطين يركبون موتوسيكلاتهم، وينطلقون في سرعة، نظر «أحمد» في اتجاه الضوء، كان قد اختفى تمامًا. قال في نفسه: هل نجحوا في خطَّتهم، واختفى «براك» بخطته؟ …
أوقف «أحمد» الموتوسيكل، فدُهش الشياطين، وقالت «هدى»: ماذا هناك؟
أخرج «أحمد» جهازَ الكشف ثم وجَّهه في الاتجاه الذي اختفى فيه الضوء، تحرَّك مؤشر الجهاز، فابتسم «أحمد» عرف أن صاحب الضوء قد اختفى في مكان. تساءلَت «هدى» مرة أخرى: ماذا حدث؟ …
قال «أحمد»: إن حامل الضوء يختفي في مكانٍ أمامنا …
نظر إلى الجهاز، وقرأ الرقم، كان ٢٠٠٠، فقال: إنه على بُعْدِ ألفَي متر فقط، وهذا يعني أننا يمكن أن نكون عنده في خمس دقائق.
انطلقَت الموتوسيكلات مرة أخرى، لكن فجأةً انهمر بين المطر وابلٌ آخر من طلقات الرصاص كانت تصطدم بالصخور، فترنُّ، كان واضحًا أن مَن يُطلقونها لا يُحدِّدون هدفًا؛ فالظلام كثيف.
قال «أحمد»: خذوا حِذْرَكم؛ فقد تُصيب طلقةٌ طائشة واحدًا منَّا.
ولم يكَد ينتهي «أحمد» من جملته حتى رنَّت طلقةٌ في موتوسيكل «خالد»، فانحرف عن طريقه حتى اصطدم بالجبل وألقى «خالد» بعيدًا، غير أن ذلك لم يكن صعبًا على «خالد» الذي تلقَّى الصدمة برشاقة؛ فقبل أن يَصِل الموتوسيكل إلى صخور الجبل، كان قد قفز في الهواء، ونزل واقفًا على الأرض، في نفس اللحظة رنَّت طلقةٌ بجواره، فقفز من مكانه مرة أخرى.
وفي لمحة كان «بو عمير» يقترب منه بسرعة، قفز خالد خلفه وترك الموتوسيكل، الذي كان قد تعطَّل تمامًا … واستمر «بو عمير» خلف مجموعة الشياطين.
كانت الطلقات لا تزال ترنُّ خلفهم، وأصبح واضحًا أن مَن يُطلقون الرصاص لا يزالون يُطلقونها على هدف ثابت، وهو المنطقة التي تجاوزوها.
وصلَت المجموعة إلى النقطة التي حدَّدها الجهاز، فتركوا الموتوسيكلات عند منحنًى يدور في ظل الجبل، أخرج «أحمد» الجهازَ ثم ضغط زرَّه، فتحرك المؤشر وحدَّد رقم ٥٠.
قال «عثمان»: ينبغي أن نستخدم جهازَ التصنت. إنه يمكن أن يحدِّدَ لنا النقطة بالضبط، بجوار أنه يمكن أن يحدِّدَ عددَ الموجودين أيضًا.
أسرع وأخرج فراشة إلكترونية، وجَّهها حسبَ توجيهِ المؤشر ثم أطلقها. انتظر الشياطين وهم يقفون تحت المطر الغزير، نظر «أحمد» في ساعته، ثم قال: سوف يطلع الفجر بعد ساعة واحدة، وهذا يعني أننا لا بد أن ننتهيَ من المغامرة خلال هذه الساعة.
فجأةً أعطى جهاز الاستقبال إشارة، فَهِم الشياطين أن الفراشة الإلكترونية قد وصلَت إلى النقطة المطلوبة، وأنها بدأَت تُرسل إشاراتِها. كان شريط التسجيل يسجل ما تُرسله الفراشة، أخذ «أحمد» الشريط، ووضع مكانَه شريطًا آخر، ثم بدأ يستمع إلى الشريط الأول … مرَّ جزءٌ من الشريط بلا صوت، إلا صوت تنفُّس ثم سعال أحدهم، كان الشياطين في انتظار كلمة تُقال … فجأةً جاء صوتٌ يقول: هل تعتقد أنهم في انتظارنا، أو أنهم يعرفون مكاننا الآن؟
مرَّت لحظةُ صمت، ثم قال صوت آخر: إن مجموعة الرجال القادمة سوف تكون هي الحلَّ الوحيد …
نظر الشياطين إلى بعضهم … همس «أحمد»: إن ضربتنا الآن ضرورية قبل أن ندخل معركة جديدة لا ندري نتائجها.
بسرعة أخرج الشريط الآخر، ووضع الأول، ثم بدءوا يستمعون، جاء صوتٌ رفيع جعل «أحمد» يركِّز انتباهه تمامًا، قال الصوت: مسألة غريبة، لولا جواسيسنا لكنَّا قد وقعنا من أول لحظة.
همس «أحمد»: إنه صوت «براك»، كما وصفه عميل رقم «صفر» في «كراكاس». جاء صوت «براك» مرة أخرى: لقد تأخر الوقت، ولا أدري إن كان الزعيم قد أصدر تعليماتِه بتأجيل الموعد أم لا؟
ردَّ آخر: أظن أن الزعيم لا يعلم بما حدث؛ فالسيد «فيزون» نائبه لن يُبلغَه بشيء قبل أن يفقد الأمل تمامًا …
كانت هذه المعلومات كافية حتى يضربَ الشياطينُ ضربتَهم الأخيرة. قال «أحمد»: أعتقد أن هذا يكفي وأن علينا أن نضرب ضربتنا …
أعطى إشارة البدء. وعندما تحرَّك الشياطين كانت المفاجأة الجديدة، لقد ظهرَت مجموعةٌ من الرجال سبق ظهورَهم ضوءٌ قويٌّ غطَّى المنطقةَ كلَّها — فأصبح كلُّ شيء واضحًا — ومع ظهور الضوء والرجال انطلقَت طلقاتُ الرصاص التي فاجأت الشياطين، لكن ذلك لم يكن النهاية؛ فقد كان تقدُّمُهم بحذرٍ كفيلًا بأن يُعطيَهم فرصةَ النجاة؛ فقد قفزوا يمينًا وشمالًا بطريقة بارعة، في الوقت الذي أسرعَت فيه «هدى» — وهي تقفز — بإلقاء عدة قنابل دخان انفجرَت قبل أن تَصِل «هدى» إلى الأرض، وكان هذا كفيلًا بأن يحميَ الشياطين؛ فقد ظهرَت الطلقات طائشة وبلا هدف … فقد غطَّى الدخانُ المنطقة التي يقف فيها أفرادُ العصابة …
ووقف الشياطين خارج منطقة الدخان في انتظار مَن يظهر منهم … ولم تمرَّ دقائق حتى ظهر أولهم، أسرع إليه «خالد» ثم عاجلَه بضربة قوية … جعلَته يسقط.
في نفس اللحظة، خرج واحد من جانب آخر فأسرع إليه «عثمان»، فاصطدم الرجل بقَدَمِ «عثمان» ثم سقط على الأرض، كانت لحظة طريفة، فكأن أفراد العصابة قد وُضِعوا في سجن من الدخان …
أخرج «أحمد» الشريط من جهاز الاستقبال واستمع إلى إشارات الفراشة الإلكترونية، جاء صوت «براك» يقول: هذه فرصتنا الأخيرة للهرب، فإنهم مشتبكون …
سكت لحظة، ثم أضاف: هيَّا من الباب الآخر.
استمع «أحمد» إلى هذه الكلمات، فنظر إلى «عثمان» وقال: هيَّا بنا؛ فقد يُفلتون منَّا …
أسرع «أحمد» و«عثمان» بينما بقيَ «خالد» و«بو عمير» و«هدى» للخلاص من الرجال المسجونين داخل منطقة الدخان …
انحرف «أحمد» يمين الجبل، ثم أخرج جهاز الكشف. تحرَّك المؤشر إلى اتجاه … رفع «أحمد» عينَيه إلى نفس الاتجاه، فرأى ضوءًا صغيرًا يتحرك بسرعة، قال ﻟ «عثمان»: إن «براك» يتحرك بسرعة، ولا يمكن أن يكون على قدمَيه …
أسرع «أحمد» و«عثمان» إلى مكان الموتوسيكلات ورَكِب كلٌّ منهما واحدًا، ثم انطلقَا في اتجاه الضوء، كان ضوء النهار قد بدأ يتسلل إلى الكون، وكانت تفاصيلُ قليلةٌ من ملامح الأشياء تبدو بصعوبة، في نفس الوقت كان المطر لا يزال ينهمر بغزارة، حتى إن «عثمان» قال: شيء غريب ذلك المطر الذي لا ينقطع!
أجاب «أحمد»: إن هذه طبيعة المناطق الاستوائية. ومع ظهور ملامح الأشياء، ظهرَت الدهشة على وجه «أحمد»؛ كانت هناك سيارة غريبة الشكل تتحرك بسرعة عالية.
نظر مقدمةَ الموتوسيكل، كان مؤشرُ سرعتهِ يُشير إلى أن سرعة الموتوسيكل تَصِل إلى مائة وعشرين كيلومترًا في الساعة …
قال «أحمد» لنفسه: إن هذا يعني أنه ينطلق بسرعة تَصِل إلى مائة وأربعين كيلومترًا، وهذا يعني أنه يستطيع أن يفلت منَّا … وإذا وصل إلى المدينة؛ فإن المسألة سوف تكون أكثر تعقيدًا …
ولذلك ضغط «أحمد» زرًّا في الموتوسيكل جعل السرعة ترتفع إلى مائة وثمانين كيلومترًا، وعندما رأى «عثمان» سرعةَ «أحمد» رفَع هو الآخر سرعتَه إلى نفس السرعة. بعد قليل كادَا يقتربان الآن من السيارة الصغيرة الغريبة، ولم تمضِ دقائق حتى كانَا قد اقتربَا منها معًا، أخرج «أحمد» مسدسَه، وأطلق طلقةً على إطار السيارة حتى ينفجر، لكن الطلقة ارتدَّت من الأمطار وطاشَت في الهواء.
علَت الدهشةُ وجهَ «عثمان» وهو يرى ما حدث! … أخرج هو الآخر مسدسَه وأطلق طلقةً على زجاج السيارة الخلفي، لكن مرة أخرى اصطدمَت الطلقةُ بالزجاج ثم ارتدَّت في الهواء.
قال «أحمد» في نفسه: إنها مُجهَّزة ضد الرصاص … نظر إلى «عثمان» الذي كان منطلقًا بجواره … إنها سيارة مُذهلة، لكنها سوف تنتهي بعد لحظة …
أخرج «أحمد» جهازًا دقيقًا من حقيبته السحرية، ثم وضعه في فوَّهة المسدس، لكن فجأة انحرف به الموتوسيكل — فقد كان يقود بيد واحدة ويجهز المسدس بيده الأخرى — لكنه استطاع أن يعود بالموتوسيكل إلى توازنه، ثم ثبَّت اتجاه الموتوسيكل بضغطة على أحد أزراره. ورفع يده بالمسدس ثم ضغط الزناد؛ فانطلق الجهاز الدقيق الذي يمثِّل صاروخًا ينجذب إلى عادم السيارة.
وفي لمح البصر كان الصاروخ يأخذ طريقَه إلى «شاكمان» السيارة؛ حيث يخرج دخان العادم ثم التصقَ به، وما هي إلا دقيقة واحدة حتى كانت السيارة قد توقَّفت تمامًا، أوقف «أحمد» الموتوسيكل فتوقَّف «عثمان» هو الآخر، وأمسك جهاز الإرسال وتحدَّث إلى «براك»: السيد «براك» ينبغي أن تستسلم قبل أن أُضطرَّ إلى تفجير السيارة بكاملها …
فجأة، انطلقَت عدة طلقات من خلفية السيارة في اتجاه «أحمد» و«عثمان»، وفي لمح البصر كان الاثنان يقفزان في الهواء، فطاشَت الطلقات في الهواء …
انبطح الاثنان على الأرض، فجأةً بدأ دخان كثيف يخرج من السيارة، ليتسرَّب إلى المنطقة كلها، فقال «أحمد»: إن «براك» يحاول أن يهرب منَّا …
زحف حتى الموتوسيكل، ثم ضغط زرًّا فيه … فانطلق ضوءٌ قويٌّ في اتجاه السيارة يخترق الدخان الكثيف، فكشف كلَّ شيء. انتظر «أحمد» و«عثمان» لحظة، فُتح باب السيارة … ثم نزل «براك» وتَبِعه آخر …
أخرج «عثمان» حقنةً مخدرة ثبَّتها في فوهة المسدس، ثم أحكم الإطلاق، وضغط الزناد، فانطلقت الحقنة في اتجاه «براك»، ولم تمرَّ دقيقة حتى كان «براك» يتهاوَى إلى الأرض، أسرع معاوِنُه إليه، يحاول أن يساعده … كان الدخان لا يزال يتكاثف، لكن ضوء الموتوسيكل كان يخترقه ليظلَّ كلُّ شيء أمام «أحمد» و«عثمان» واضحًا تمامًا! …
قال «أحمد»: ينبغي تفجير السيارة، حتى ينتهيَ هذا الدخان … ثبَّت صاروخًا آخر في مسدسه، ثم أطلقه في اتجاه موتور السيارة، وما هي إلا لحظة حتى انفجرَت وارتفعَت ألسنة اللهب منها، أسرع «أحمد» و«عثمان» إلى حيث منطقة الدخان الذي أخذ ينقشع، وعندما اقتربَا من «براك» الراقد على الأرض، حتى فاجأهما الرجل الآخر بقفزةٍ رائعة وضربةٍ أطاحَت بهما معًا، لكن «أحمد» كان من السرعة بحيث كانت قفزتُه أسرعَ من استعداد الرجل؛ ضربَه بقوة فتلقَّى الرجل الضربة ببراعة وسدَّد ضربةً أقوى إلى «أحمد»، إلا أن «عثمان» كان قد انضمَّ إليه، فأمسك بيده قبل أن تَصِل إلى «أحمد» وضربَه ضربةً قوية جعلَته يصرخ …
في نفس الوقت كان «أحمد» قد سدَّد إليه مجموعةَ ضربات سريعة متتالية، فسقط في النهاية بلا حَراك …
أما «براك» الذي بدأ يُفيق فإنه لم يستطع أن يفعل شيئًا؛ فقد كان «أحمد» و«عثمان» قد أوثقَا يدَيه … في نفس اللحظة وصلَت مجموعةُ الشياطين التي كانت تُتابِع ما يحدث عن طريق أجهزة الإشارة …
لكن فجأة … ظهرَت مجموعة من السيارات من نفس النوع الذي كان يركبه «براك» … فقال «خالد»: هذه معركة قادمة …
لكن قبل أن تَصِل السيارات كانت طائرات سلاح الطيران الفنزويلي قد أخذَت تقترب من المكان، وهي تُرسل إنذاراتِها، وعندما نزلَت الطائرات الهليوكوبتر على الأرض، كان «أحمد» قد استطاع أن يعثر على الفيلم الذي يحمل تفاصيل الخطة في ثياب «براك» …
وبسرعة أرسل إلى رقم «صفر» الذي ردَّ يُهنِّئُهم على نجاحهم ويُطالب عودتهم سريعًا … فهناك مغامرة أخرى أكثر عنفًا من مغامرتهم التي انتهَوا منها، والتي كان اسمها السري «مدار السرطان».