الفصل الأول
اعلم أن الإفرنج قسموا المعارف البشرية إلى قسمين: علوم وفنون فالعلم هو الإدراكات المحققة المذكورة بطريق البراهين، وأما الفن فهو معرفة صناعة الشيء على حسب قواعد مخصوصة.
ثم إن العلوم تنقسم إلى رياضيَّة وغيرها، وغير الرياضية تنقسم إلى طبيعيات وإلهيات.
والعلوم الرياضية هي: الحساب، والهندسة، والجبر، والمقابلة.
والعلوم الطبيعية هي: تاريخ الطبيعيات، وعلم الطبيعة، وعلم الكيمياء.
والمراد بتاريخ الطبيعيات علم الحشائش والأعشاب، وعلم المعادن والأحجار وعلم الحيوانات.
وهذه الفروع الثلاثة تسمى مراتب التولدات: مرتبة النباتات، ومرتبة المعادن، ومرتبة الحيوانات.
وأما الإلهيات فتسمى أيضًا علم ما وراء الطبيعيات: أو ما فوق الطبيعيات.
وأما الفنون فإنها تنقسم إلى فنون عقلية، وإلى فنون عملية، فالفنون العقلية ما يكثر قربُها من العلوم، مثل علم الفصاحة والبلاعة، وعلم النحو، والمنطق، والشعر، والرسم، والنحاتة والموسيقى، فإن هذه فنون عقلية؛ لأنها تحتاج إلى قواعد علمية. وأما الفنون العملية: فهي الحِرَف.
هذا هو تقسيم حكماء الإفرنج، وإلا فعندنا أن العلوم والفنون في الغالب شيء واحد، وإنما يفوق بين كون الفن علمًا مستقلاً بنفسه، وآلة لغيره، ثم إن العلوم المطلوبة من عموم التلامذة هي: الحساب، والهندسة، والجغرافيا، والتاريخ، والرسم، ومعرفة هذه كلها تكون بعد معرفة اللغة الفرنساوية، وما يتعلق بها؛ فلذلك وجب علينا هنا أن نذكر نبذة منها: