جغرافية الفكر: كيف يفكر الغربيون والآسيويون على نحو مختلف … ولماذا؟
«يُلاحَظ أن أبناء شرق آسيا أقرب يقينًا من الغربيين في صدق إيمانهم بأن العالَم مكانٌ شديد التعقُّد، بينما الغربيون دون شكٍّ يكشفون عن تفكيرٍ عقلي شديدِ البساطة فيما يَصوغونه من نماذجَ صريحةٍ محدَّدة عن العالَم.»
كان تدشينُ دراسات «علم النفس عبر الثقافي»، في أواخر القرن الماضي، ثورةً كبيرة على علم النفس الكلاسيكي الذي أفاض في تعميماتٍ ربما لا تتناسب إلا مع المجتمع الغربي، فجاء «علم النفس عبر الثقافي» ليُعيد الاعتبارَ للسياقات البيئية والثقافية المختلفة، وما تفرضه من اختلافات في رؤى العالَم، وأنماط التفكير والاستدلال العقلي، بل حتى في قواعد المنطق نفسها. وقد جاء هذا الكتاب ليرصد كثيرًا من الظواهر والأمثلة التي يظهر فيها التفاوتُ بين المجتمع الغربي (تحديدًا أمريكا وكندا)، والمجتمع الشرق-آسيوي (وتحديدًا الصين والثقافات المتأثرة بها)، في المهارات اللازمة لإدراك العلاقات، والتمييز بين الموضوعات، والموقف من المرجعية السببية، وغيرها من الأمور، ويحاول ردَّ هذه التفاوتات إلى الخلفية الفلسفية لكل مجتمع من المجتمعات، وإرثه الثقافي القديم.