إلى ملك نامم
رثاء الحبيب الجاني
حجبتْ عوادي الدهر مبسَمك الذي
أفديه لو يرضى الفداءَ رداك
وأفيهِ من جرحي وكل جوارحي
شكري إذا منع الثناءُ نواك
سيري إلى ملكِ الملوك وحدِّثي
عن علة الإشقاء والإهلاك
واستنصري القاضي الرحيمَ على الألى
قتلوك بين البغي والإشراك
الخاسرين الدين والدنيا معًا
الآيبين بعهدها الأفَّاك
من كلِّ مَنْ أولى به العدمُ الذي
يطويه حتى لا يعيشَ يراك
بالروح أم بمُذاب آمال الصبا
أبكي الحنانَ الجمَّ في ذكراكِ؟
حق المحبة لا يُداس وإن جنى
دومًا على النُّعمى وحظ الشاكي
لا خير في دنيا إذا صدقت شجتْ
حرًّا وهان بها عزيزُ سناكِ
تُحيين أشجانًا سأحييها غدًا
وتقطعين ضمائر النسَّاك
ولئن بقيتِ فأنتِ في شركِ الرَّدى
ما صُنتِ في قلب الحزين هواك
أخشى عليك من الضلوع لهيبها
وأرى على بعد الجمال هلاكي
واليومَ أقرئكِ الوفاءَ وفي غدٍ
صبٌّ على مثواكِ جاثٍ باك
إن لم يمتْ بحنينِهِ المُفني أسًى
سيعيش في الدنيا بقلبٍ ذاك
ومتى أثار الليلُ كامن دائه
فرأى الشفاءَ العذبَ في مثواكِ
لا تبخلي بالتُّرب حولك ربما
أحياه أن يفنى بطيبِ ثراك!