الجزاء العادل
جزعَ الصبُّ، وللحزنِ العميقْ
في سبيلكْ
لوعة الدنيا، فمنْ هذا يطيقْ
لمثيلكْ
غيرَ مُلْكٍ من ضياءٍ وحُبورْ
لا يضيَّعْ!
أكؤسُ الحبِّ به شتَّى تدورْ
وتوزَّعْ …
بين آلافِ العقولِ الحائراتْ
في جمالكْ!
وأغاريدِ الطيور الشاعرات
بنوالِكْ!
غير أن الأكؤس المثْلَى تصانْ
لوفيِّكْ!
عاش طولَ العمر في فرط الحنانْ
لسنيِّكْ …
من صفاءِ الرُّوح والحسنِ العزيزْ
يا حياتي!
والوفاءِ الجمِّ والبرِّ المُجيزْ
لأناتي!
والجزاءِ السَّمْحِ من بعد العذابْ
في سنينْ
كلُّها كانت عظاتٍ أو حسابْ
لا يلينْ
فإذا بي الآن أُسقَى صفوَ خمركْ
من رضابكْ
وأذوق الأُنسَ أشهى المستطابْ
في دعابكْ
وأضمُّ الصدرَ للصدر الحزينْ
فيقيني …
من همومٍ وشرور العاذلين
وجنوني!
ويباحُ اللثم لي من كل جسمِك
يا غرامي!
آهِ ما أشهَى مُنى لَثْمي ولَثْمِكْ
لأُوامِي!
آهِ ما أحلى عِناقي وعناقكْ
في وَفاءْ!
مثلَ طفلين، وما أقسى فراقكْ
في إباءْ!
نذرفُ الدمعَ سخيًّا في ولوعْ
كاللآلي!
مظهرُ الأنداءِ من قبل الطلوعْ
والنوَال!
حين يدنو الصبحُ والنورُ البهيج
مستعزًّا …
بين إلهام من العشق يهيج
ويُغَذَّى …
من سُلافِ الشمس في أقداحِ تِبْرْ
ولُجَيْن
بينَ أشجارٍ وأزهارٍ وسِحْرْ
رَأْيَ عَيْنْ
آهِ يا (زينبُ) يا راحَ النفوسْ
يا فؤادي!
انْهَرِي الأشجانَ والهمَّ العبوسْ
وسُهادي!
فلقد أوشَكَ أن يُحْيي الصبَاحْ
كلَّ مائتْ!
ويعيدَ الدهرُ من بعدِ الكفاحْ
كلَّ فائتْ!