يا قلب!
ثقْ بالحياة ولا تخفقْ على عجلِ
يا كارهَ العيشِ من حُبٍّ ومن وجلِ
أنفقتُ فيك دموعًا كم بررتَ بها
هل بعد عهد النوى تُدني له أجلي
ثقْ يا حليف الهوى بالحب أين مضى
وعشْ له في خفوق الرفقِ والغزل
مُسبحًا باسمه المعسولِ ملتمسًا
من نقمةِ الهجر فرضَ البرِّ والأمل
كذا يضحِّي الوفيُّ الأنسَ مغتبطًا
ويطلب الصفوَ في الآلام لا الجذل
لولا العذابُ ولولا البرُّ ما عرفتْ
جلالةُ الحسن فيكَ النُّبلَ من بطَل
ثقْ يا فؤادي ولا تصدعْك نائبة
فالفوزُ للصبر لا للهمِّ والزَّلل
ثق يا وفيًّا تغنى شعرُهُ طربًا
بذكرها، فغدا يبكي ولم يزل
في كل دقةِ لحنٍ منك عاصفةٌ
وكل خفق لك القتَّال من زجل!
يدوي دويًّا بك الغالي دمٌ عرفت
به الصبابةُ لونَ الحب لا الخجل
كأنما الوحي لا سلك ولا سببٌ
من لحظها العمرَ يزجيهِ بلا ملَل
ترفُّ كالطير مذبوحًا وفي قفصٍ
أو كالرضيع هفا شوقًا إلى قُبَلِ!