لفتات الغريب
ألا في سبيل الحبِّ والأمل الغالي
عذابي عذاب النفي في الجبل الخالي
شريدًا وحيدًا للطبيعة موئلي
أكفكف دمعي في أشعَّةِ آصالِ
وأندب عمري قد تولَّى أعزُّه
ولم يبقَ غيرُ الذكر والمثلِ العالي
كأني لما لاقيت من فرْط شِقْوتي
خُلقتُ لأعطي الدهرَ حكمةَ أجيال
جُزيتُ على طُهري بتغريبِ مهجتي
وأوذيتُ من أجلِ الوفاء ومن آلي
فبنتُ صبيًّا في رجولة ناقمٍ
على الدين والدنيا على الشرف البالي
يحنُّ إليَّ البحرُ يخفقُ ماؤه
ويحملني رِفقًا إلى الحرَمِ العالي
إلى دولةٍ في أرضها العلمُ نابت
إلى أمةٍ من خُلْقها كلُّ إجلال
إلى الوطن المُحْيي المواتَ فلم يصبْ
شفائيَ من داءٍ بقلبيَ قتَّال
أأُحرمُ من شمسي وأحسَبُ هانئًا
وحولي ضبابُ العيش لا الأمل الحالي
فيا عُصبةً شاءت فنائي وأسرفتْ
ستحيا على رغم الدسائس أفضالي
ويذكرني قومي ويعرفني الهوى
فتنقمُ لي العلياء والزمنُ التالي
عُرفتم لصوصَ الحبِّ والحبُّ لم يكن
غفورًا، وكم تشجيه نكبةُ أمثالي
ويا شمس جنات النعيم لخاطري
حُجبتِ ولكنْ ما سَناكِ لإغفال
سلوتِ فؤادي في غرامِك طائعًا
وما كان عبدٌ في غرامكِ بالسالي
سأحيا وأفنى فيكِ أصدقَ عاشق
أصاب به الزلزالُ قدوةَ أبطال
وقد تنصفُ الأيامُ نفسي وهمَّتي
فأدفنُ أحزاني وأطرح أثقالي
وألثمُ ثغرًا ساغ لي منه بُخْلُهُ
كلَثْمِ البخيل الدُّرَّ في كفِّ لَآَّلِ!