الوحي والواقع: تحليل المضمون
«تصوُّر الدين واقعًا ليس كفرًا وإلحادًا وإنكارًا للوحي، ولا مادية، ولا ماركسية، ولا وضعية، ولا برجماتية، ولا نفعية، بل هو صُلب الدين. الدينُ بلا واقعٍ سماءٌ بلا أرض، ماءٌ مُعلَّق في الهواء، لا يَروي ولا يُنبِت.»
«الوحي» هو الاتصال بين السماء والأرض، بين الله والعالَم، لكن بعد نزول الوحي إلى الأرض يتحوَّل من كونه ظاهرةً روحانية إلى واقع؛ هكذا «الدين»، فمنذ نزول الوحي به يصبح واقعًا، ذا وجودٍ فعليٍّ في حياة البشر والمجتمعات، وليس وهمًا أو أسطورة يُمكِن أن تتبدَّد أو تتلاشى بحسب تغيُّر أحوال النفس البشرية. إذَن لا يوجد ثَمة انفصالٌ بين الوحي والواقع، هذا ما أوضحه كاتبُنا الكبير «حسن حنفي» بأسلوبه الفلسفيِّ المميَّز في ثنايا هذا الكتاب، الذي عُنِي فيه بتحليل مضمون الكثير من الموضوعات المتعلقة بالدين والمجتمع؛ فنجده يُحدِّثنا عن القرآن، والإسلام التعدُّدي، والفكر، والمعرفة، والعدالة الاجتماعية، وغير ذلك الكثير.