لماذا ينفرد الإنسان بالثقافة؟: الثقافات البشرية: نشأتها وتنوعها
«سأل الفيلسوف اليوناني القديم سقراط سؤالًا ظل صداه يتردد عبر القرون: كيف ينبغي للمرء أن يحيا؟ والسؤال يستلزم أن نتأمل أنفُسَنا كأفراد تأملًا عميقًا على نحوٍ يُفضي إلى أن نُغيِّر ما بأنفُسِنا. ويسأل علماءُ الأنثروبولوجيا سؤالًا آخَر وثيقَ الصلة: كيف نحيا معًا؟»
يتَّسِم عالَمنا بالتنوع والتعدد الثقافي، لكن هناك ما يجمع بين البشر كافة، وهو وَحْدة الجوهر الإنساني؛ ومن هنا جاءت فكرة هذا الكتاب الذي سعى للإجابة عن مجموعة من الأسئلة، من خلالِ دراسةٍ أنثروبولوجية حول الاجتماع البشري، وأُسُس الروح الاجتماعية المميزة للمجتمع الإنساني، وما أنتجه من أشكال مختلفة ومتنوِّعة حول سُبل الحياة، وعِلَّة نشوء الثقافات؛ إذ تُعَد الثقافةُ ابتكارًا بشريًّا يهدف إلى مواجَهة الحياة، فهي نهج إنساني إبداعي للتعامل والتفاعل، لكي تَمضي الحياة ولا تتوقَّف أمام الألغاز. كما أن إدراكنا لقِيمة الثقافة يَمنحنا الوعيَ الكافي للارتقاء بالمجتمع الإنساني بدلًا من استنزافِ الطاقات في مَسالك وهمية.