سلامة موسى وأزمة الضمير العربي
«يرى سلامة موسى أن المؤلِّفين هم الذين يغيِّرون العالم. وتعريفه للمؤلِّف هو أنه الإنسان الذي لا يُتحِفنا بضجة مفتعَلة من الزخارف اللغوية المبهرَجة، وإنما هو الذي يصنع شيئًا من أجل تطوير حياتنا وتغييرها. هو الذي يُوقِظنا على معنًى جديد أو ينبِّه وعينا على فكرة جديدة.»
ترك «سلامة موسى» بصمة واضحة في الفكر المصري، وأثَّر تأثيرًا كبيرًا على الأجيال التي أعقبته، ومن هؤلاء المفكِّر الكبير «غالي شكري» الذي نهل من فِكر «سلامة موسى» وسار على دَرْبه، وقد جاء هذا الكتاب بمثابة رد الجميل للأستاذ. كان «سلامة» بمثابة الصرخة التي دفعَت المشروع الوطني نحو الصدارة في ظل الاهتمام بالمشروع القومي والدعوة إلى الجامعة الإسلامية، وقد تبلور مشروعه في عدة محاور، لعل أبرزها الثورةُ على الماضي والقديم والواقع المصري، التي كانت الخطوةَ الأولى في سبيل مشروعه التنويري؛ ورفضُه النظامَ الرأسمالي لصالح النظام الاشتراكي والعدالة الاجتماعية؛ والإيمانُ بنظرية التطوُّر؛ والإعلاءُ من قِيمة العلم لتصبح له الكلمة العليا. يتناول هذا الكتاب — بصورة مبسَّطة وعميقة في آنٍ واحد — مشروعَ «سلامة موسى» والمناخَ الفكري الذي كان سائدًا آنذاك، وقد اعتمد «شكري» فيه على كتابات «موسى» يستقي منها أفكاره ويرد بها على منتقِديه.