أعمالهم اليدوية
(١) حياكة الكرة
وذلك بأن يكوِّروا كمية من القطن، وأن يخيطوا عليها قطعة من القماش ويلفوا الخيوط من حولها على هيئة خطوط الطول، بحيث تقسمها إلى أربعة أقسام طولًا، ثم يلفون خيوطًا أخرى حول وسط الكرة على هيئة خط الاستواء يكون بمثابة حزام الكرة، فتحصل إذ ذاك ثمانية مثلثات متساوية الأضلاع على سطح الكرة أربعةٌ منها في أعلاها وأربعةٌ في أسفلها.
وبعد أن يبلغوا هذه النتيجة يَشْرَعون بالحياكة في هذه المثلثات بالخيوط الملونة المسماة «توفي» فيجلعونها كرة، آية في الحسن والإبداع، خفيفة، مرنة، قَفَّازة، ناعمة الملمس، بهيَّة المنظر.
(٢) تزويق البرتقال
ومن أعمالهم اليدوية أنهم يزوِّقون البرتقالة بأعواد القرنفل الصغيرة على هيئات منتظمة، وأشكال هندسية بالفطرة، فتغدو بهيجةَ المنظر، علاوة على أنها تنفح رائحة ذكية هي مزيج من عطور قشر البرتقال والقرنفل.
وقد لا يغرزون القرنفل فيها وحسب، بل يزوقونها بالخرز الصغيرة يثبِّتونها بواسطة الدبابيس.
(٣) الفراره (أبو رياح)
كيفية عملها: هو أن يُؤتى بقطعة من الورق الملون «آبرو» مربعة الشكل لا يتجاوز أحد أضلاعها إلى قرب المركز من رؤوسها فيحصل ثمانية مثلثات تُلوى أربعة منها، وتترك أربعة بالتعاقب «أي: يُلوى مثلث ويترك الذي يحاذيه»، ثم تُضم رؤوس المثلثات الأربعة الملوية، وتُلصق فوق بعضها فتكون نجمة أذنابها كالآذان الملوية، ثم تركب النجمة في طرف عود، ويمسك الصبي العود الثاني ويجري، فتدور النجمة بأقل نسيم يصيبها، وتسميها العرب بأبي رياح.
(٤) الشَّجاخة (المخزق)١
-
(١)
كيفية عملها: هو أن يؤتى بورقة مربعة الشكل من الورق الملون، وتعقف على هيئة منشور رباعي، يركب في رأسه عويد، وفي طرف العويد الثاني إبرة.
-
(٢)
اللعب: يتبارى الفتيان في غرز «المخزق» في الأبواب والشبابيك والشُّرَف الخشبية، وذلك بأن يرشقوه مِنْ بُعْد إلى الهدف المقصود.
فإذا ما ثبت في محل عالٍ وتعذر عليهم إنزاله، قذفوا عليه طرابيشهم وكوفياتهم حتى يسقط.
أو يعمد ولدان إلى أرض رخوة، فيرشق الأول مخزقه في الأرض، ثم يتبعه الآخر محاولًا غرزه في مكان الأول، فإن زحزحه وقلبه ربحه وإلا سحب الأول مخزقه، وضرب به مخزق خصمه، وهكذا، يتناوبان إلى أن يزيح أحدهما الآخر، ويجوز أن يكثر عدد اللاعبين فيتصرفون بلعبهم على طرائق شتى.
(٥) حياكة الأقفاص
يأتون بعِيدانٍ رفيعة مستقيمة، لا تزيد عدتها على الاثنتي عشر، على أن تكون متساويةً في طولها الذي يتراوح بين الشبر والشبر والأربعة الأصابع، ثم يربطون كل عودَين منها معًا على هيئة الصليب بشدهما من الوسط، ثم يلفون على كل صليب من تلك الصلبان خيوطًا متوازية تتساوى بين العود الواحد والذي يليه، فتكون هذه المربعات ضيقة في الوسط، ولا تزال تنفرج حتى نهاية الأطراف، فتحصل لديهم إذ ذاك ستة جدر مربعة بحجمٍ واحدٍ، يتكوَّن من ملاقاتها مع بعضها مكعبٌ لطيف.
ويعمدون إلى أطراف العيدان فيشدون كل ثلاثة منها معًا، إلَّا جهة واحدة يُخلون سبيلها؛ لتكون بمثابة الباب للقفص الجميل، ويعلقونه بخيط من الأعلى.
والقفص الآن جاهز؛ ليحفظ لهم عصافيرهم التي يصطادونها من الأعشاش.
(٦) حياكة القيطان
وذلك بأن يثبِّتوا في رأس بكرةٍ أربعةَ مسامير أو أزيد، حسب ثخن القيطان المطلوب.
ثم يلفون على المسامير خيطًا يتدلى رأسه من أسفل البكرة، ثم يدأبون على اللف، وكلما طال الخيط سحبوه، إلى أن يكون قيطانًا بالغًا من الطول ما شاءوا، ويستفيدون منه في أمور كثيرة، فإما أنهم يقفزون عليه وإما أن يصنعوا منه أطرافًا لمقاذيفهم.
(٧) المصيادة
- الطريقة الأولى: يلحون عصا قصيرة ذات رأسين كما هي ظاهرة في الرسم، بحيث تشبه حرف
Y الإفرنجية، ويشدون برأسيها خيطين
من المطاط لا يتعدى طول الواحد منهما الشبر والنصف شبر، ثم يوصلون هذين
المطاطين من طرفيهما الآخرين بقطعة من الجلد.
والمصيادة الآن جاهزة ومُفوَّقة للقذف، فيضعون في كفة الجلد حصاة صغيرة ويصرونها عليها، ويسحبون المطاط باليد اليمنى حتى يتوتر، بينما تكون اليد الأخرى قد قبضتْ على أسفل المصيدة بقوة، وبعد أن يتقنوا التصويب بالعين الواحدة يطلقون المطاط فتنقذف الحصاة بشدة كما تنقذف الحجارة من كفة المنجنيق، فتصيب الرَّمِيَّةَ، وقليلًا ما تطيش.
- الطريقة الثانية: بواسطة نصب الجزوة أي: الفخ٢ ويعملون الفخ على الأسلوب التالي: يحنون عصًا أو قضيب حديد
حتى يصيِّروه بشكل دائرة، ومتى تم لهم ذلك ربطوا طرفي العصا
ببعضهما.
ثم يحزمون هذه الدائرة من الوسط بوتر قوي يحصرون فيه عصًا قصيرة تمتد من الوتر إلى المحيط من طرف واحد، ثم يقلبون العود القصير ويكلبونه، بحيث يتأثر بسرعة وينقلب من أقل ثقل يصيبه ويدفنون الفخ في التراب، ويضعون على المحيط شيئًا من الشعير، فتأتي العصافير لتلقط الحب فينقلب الفخ عليها، ويتعلق بأجنحتها أو أرجلها أو عنقها فلا تعود تنجو من الورطة.
(٨) المفرقعات٣
البوتاس
تسحق كمية من البوتاس وأخرى مثلها من الزرنيخ سحقًا جيدًا كلًّا على حدةٍ، وبعد ذلك تُمزجان.
فيوضع شيء من هذا المزيج في ورقة مع عدد من الحصى الصغار، وتشد بخيوط القطن شدًّا محكمًا من جميع جوانبها، بحيث تكون على هيئة الجوزة أو أكبر حجمًا أو أصغر.
فإذا أُلقيت بشدة على الدار أو الأرض تفرقعت وكان لها دويٌّ شديد.
الزنابير
تؤخذ قطعة من الورق السميك «كرتون خفيف جدًّا»، وتلف لفًّا أسطوانيًّا على خشبة أسطوانية تسمى «القالب»، ثم تحبس الورقة الأسطوانية من أحد طرفيها، وكيفية ذلك أن يُدخل فيها قالبان كل واحد من جهة، بحيث لا يتصلان ويُلف على الفراغ الذي بين القالبين خيط متين فيوتر بقوة، بحيث يضيق طرف الكارتون ولا يبقى فيه إلا ثقب صغير للفتيل.
وعندئذٍ تُحشى الورقة الأسطوانية بالبارود الممزوج بفحم الصفصاف وتكبس، ثم تسد بقطع من المقوي سدًّا محكمًا ويعقف ما فضل من طرفها.
أما الفتيل فتُعمل من القطن المبروم المشبَّع بالبارود الخالص، وتثبت وسط الجزء الخالي من الطرف الثاني من الأسطوانة، ويُعجن مقدارٌ من البارود بقليل من الماء فيوضع حول الفتيل، وإذا أُريد أن يتفرقع ويُحدث صوتًا عاليًا أثناء اشتعاله فحينئذٍ يوضع شيء من البارود العجمي غير مسحوق بعد البارود الممزوج بفحم الصفصاف، فإذا «اشتعل» الزنبور، وانتهى إلى البارود العجمي انفجر ودوَّى.
وهناك أعمال يدوية أخرى، ضربْنا عنها صفحًا؛ لعدم أهميتها.