الفصل العاشر
سولون (٥)
الإصلاح الاقتصادي – المكاييل – النقود والموازين.
***
إذن فهذا ما اتخذ سولون في قوانينه من أصول سهلت رقي الديموقراطية.
كان إسقاط الدين قد سبق إعلان القوانين، ثم تبعه زيادة المكاييل والنقود والموازين.
كانت المكاييل المستعملة في أتينا إلى هذا العصر هي مكاييل فيدون١ طاغية أرجوس، فزاد سولون في مقاديرها.
وكان المنا يعدل إلى هذا العصر ما يقرب من سبعين درهمًا فبلغ به سولون مائة، وكانت الوحدة عشرة دراهم.
وقد جعل سولون نسبة بين الموازين وبين النقود، فأصبح التلنتون٢ يعدل ثلاثة وستين منا، وكان المنا ينقسم إلى ستاتير٣ وإلى فلوس متعددة.
١
طاغية أرجوس وهي مدينة على الساحل الشرقي لشبه جزيرة مورا، ذات أثر قديم في
التاريخ اليوناني، وقد عاش فيدون هذا في القرن الثامن قبل المسيح فبسط سلطانه
الفعلي أو الاسمي على معظم شبه الجزيرة، وهو أول ملك يوناني تاريخي كان على شيء
من الصلة مع الشرقيين، وقد أخذ مكاييله وموازينه ونقوده عن البابليين.
٢
كان في الوزن يقرب من ٢٦ كيلوجرامًا في أتينا، وفي النقود يعدل ستة آلاف
درهم، وهو ما يقارب ستمائة أو ثمانمائة وخمسة آلاف فرنك.
٣
وزن ونقد في وقت واحد، وهو في النقد جملة من الدراهم فهو يعدل عشرة في بعض
المدن وأربعة في بعضها، فإن أُريد به النقد الذهبي فكان يعدل في أتينا عشرين
درهمًا، أما وزنه فكان يُقارب الرطل وهو ما يُسمى في اليونانية ليترا.